هناك دعوات من كتاب الصحف العبرية إلى قادة (إسرائيل) لعدم تجاهل التغيير الذي حصل على خطاب حماس في الآونة الأخيرة والتعامل مع الفلسطينيين حسب وضعهم الجديد، حيث يدعون أن حماس تخلت عن نهج المقاومة المسلحة لصالح المقاومة الشعبية. ونقل عن مسئول عربي قوله أن حماس انتهت كحركة مقاومة مسلحة، وقد شاركهم تلك الآراء بعض من أبناء وطننا في محاولة منهم لإسقاط واقع منظمة التحرير على حركة المقاومة الإسلامية حماس، فما هي البراهين على صحة استنتاجات العدو وتصريحات الشقيق وإسقاطات بعض إخواننا؟. أنا شخصياً لم أسمع بأن حماس جمعت أسلحتها وسلمتها إلى جهات أخرى أو أنها باعتها أو دمرتها، بل أسمع من العدو بأن شهية حماس لامتلاك الأسلحة وترسانتها قد ازدادت في الشهور الأخيرة بغض النظر عن نسبة الصدق في أقوال العدو، أما الأشقاء العرب فأعتقد أن إدراكهم لمرامي اللغة أكثر من فهمهم في السياسة، فماذا يفهمون من المثل القائل: "لكل مقام مقال"؟ ففي وقت الحرب مع الاحتلال شهدنا بطولات حماس والجهاد وغيرها من فصائل المقاومة، أما وقد دخلت المنطقة في تهدئة غير معلنة فلا حاجة إلى إظهار السلاح إلا للرد على انتهاكات العدو لها وقد حصل ذلك. الوضع الفلسطيني يمر بمرحلة جديدة تقوم على مقاومة الاحتلال من خلال برنامج متوافق عليه فصائلياً، وهذه مرحلة مؤقتة لا يتخلى فيها أي فصيل عن مبادئه، والمرحلة حسب الاتفاق تقتضي مقاومة شعبية غير مسلحة، وهذا لا يعني أن تتخلى حماس عن سلاحها أو عن حقها وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الطرق المتاحة، وهذا لا يعني كذلك تخلي المقاومة الفلسطينية بما فيها حماس عن الاستعداد لمواجهة عسكرية مقابل أعمال عسكرية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، فليس هناك أي بند سواء في اتفاقيات القاهرة أو وثيقة الوفاق الوطني يتناقض مع هذا الفهم. إذن يمكننا ببساطة الاستنتاج بأن حماس لم تغير سياستها ولا حتى خطابها، بل الذي تغير هو الواقع ولابد من استخدام الخطاب المناسب للحالة، أما القول بأن موقف حماس السياسي أصبح مطابقاً لموقف منظمة التحرير تجاه القضية الفلسطينية، فهذا كلام للاستهلاك الإعلامي وللحفاظ على الرواتب والمناصب وليس هناك من يصدقه حتى قائله، لأن الفيصل هو الاعتراف بشرعية الاحتلال والتخلي عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومته، وهذا ما فعلته المنظمة ولم تفعله حماس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.