يوم الاستقلال يوم الوطن. يوم الوطن أو يوم الاستقلال تاريخ وذاكرة شعب قدم التضحيات من أجل أن ينعم بالحرية. بالأمس احتفل السودان الشقيق بعيد الاستقلال الوطني الذي يحمل الإشارة 56 عدداً. ويحكي قصة المؤسسين من القادة والشهداء ممن حملوا الوطن على أكتافهم من أجل أن تحيا الأجيال التالية حرة عزيزة في وطنها وعلى أرض الأجداد. كان احتفال السودان بعيد الاستقلال على المستوى الرسمي في قصر رئاسة الجمهورية بالخرطوم خفيفاً ولطيفاً ومميزاً. لم تزد مدة الاحتفال الرسمية عن ساعة واحدة كانت كلمة الرئيس البشير هي الوحيدة مع أنشودتين وتكريم ثلاثة فقط من المتميزين في الدولة. وكان الرئيس البشير ودوداً في كلمته، إذ رحب بحرارة بمشاركة رئيس الوزراء إسماعيل هنية أهل السودان في احتفالهم الوطني. كان هنية هو الوحيد الحاضر نيابة عن فلسطين مع الوفد المرافق له، وربما كان هو المدعو الرئيس على هذا المستوى، وهو الوحيد الذي خصته الكلمة، وعرفه الحفل بالحفاوة والترحيب. حين تحضر حفل استقلال بلد عربي عزيز، وترى مشاعر الغبطة ومشاعر التقدير للتاريخ والمؤسسين تأخذك الغيرة، وتبحر بك الشجون في آفاق بعيدة ومستقبلية لتقول متى يكون لفلسطين يوم استقلال حقيقي ؟، ومتى يكون لها يوماً وطنياً يحتفي بالمؤسسين والشهداء والقادة ممن خدموا الوطن والشعب ؟!. (الاستقلال) كلمة السحر الخالدة التي يعجز الوطني الغيور عن وصفها لأن سبر غورها والوقوف على دلالاتها لا يتأتى للبلاغيين، وربما يتأتى فقط لمن عرفوا التاريخ، وعرفوا الوطن، وعرفوا التضحيات ومعاني التحرر من الاستعمار بعد معرفتهم الحقة بربهم وبالمصير. كانت الشجون تتوالى وتزدحم في المخيلة التي تنقلت في لحظتها بين الخرطوم والقدس، بين ماضي السودان وحاضره، وبين ماضي فلسطين عروسة العرب وحاضرها، من هم الذين أضاعوا فلسطين ؟!، ومن هم الذين يمكنهم أن يمنحوها الاستقلال ليكون لها يوماً وطنياً يوفى فيه المخلصون أجرهم حباً وتقديراً وترحما ً؟ من لهذا اليوم القادم بإذن الله لا محالة ؟، من لهذا اليوم غير المؤمنين الموحدين الذين يعرفون للأقصى قدره، ويعرفون للشهداء تضحياتهم، ويعرفون للشعب واجباته؟ أولئك الذين يصنعون بإذن الله للوطن الجريح استقلاله وعيده الوطني . الوطن في حاجة إلى يوم الاستقلال لأن الاحتلال والاستعمار صارا منذ سنين طويلة شيئاً من التاريخ ومن الماضي، و(إسرائيل) تمثل آخر احتلال واستعمار في العالم، والشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب بذلاً وتضحية وأحسبه سيصل إلى ما يريد، وإن تميز الاحتلال الصهيوني بالاستيطان والإحلال وحظي برعاية الدولة الأكبر في العالم. يوم الوطن والاستقلال صار أقرب مما نتصور في ظل ربيع القدس وربيع الإسلام إن شئت.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.