"أكلت بعقله حلاوة"..هذا هو حال رجلٍ بلغَ من العمر عتياً، وبقي لأسبوع يفكر فيها وفي "دلالها" وهي تتحدث معه كلما طلب منها أن تأتي لمكتبه، فهي سكرتيرة جديدة لها من الجمال حظ وافر.. فجأة! وقر في نفسه أمرٌ ما!. وبعد أيامٍ أعلنَ للكل زواجه من السكرتيرة الحسناء، صغيرة السن ذات العز والدلال، ومعها شعر أن حياته تأخذ طابعًا شبابيًا وكأن الروح تدب في جسده من جديد، وغفل أن الحسناء الجديدة لم تكن تهتم إلا للمال الذي ستجنيه منه فالكل يعلم أنه مريض جدًا وعلى شفا الموت في أي لحظة.. إلى أن تكشّف له خباياها فتدارك نفسه وطلقها لينفد بجلده!. تُرى ما الذي يدفع بـ"رجل مسن" الإقبال على الزواج من فتاةٍ بعمر ابنته دون التفكير في العواقب.. وهل هناك من ظروفٍ اضطرارية لمن يمرون في "خريف العمر" تؤدي إلى البحث عن شريك الجديد؟!.. التفاصيل في السياق [title]سعادة متأخرة[/title] "أم محمد" تعرضت والدتها لمرضٍ أقعدَها لمدة طويلة من الزمن، وسعت هي وشقيقتها لتزويج والدها، ولكن أشقاءها الذكور كانوا يرفضون بشدة وفاءاً لوالدتهم رغم عدم وجود الوعي الكافي لديها. وتشير إلى أنه بعد وفاة والدتها صممت هي وشقيقتها على تزويج والدها، فشعرت أن الحيوية عادت إليه وغدا أكثر نشاطًا، مضيفة: "رغم وفاته بعد الزواج بمدة ولكن السعادة الكبيرة التي كانت تطلّ من عينيه كلما زارني برفقتها كانت تمثل لي الكثير، ودائمًا ألوم إخوتي على عدم سماحهم له بالزواج قبل وفاة أمي". أما "أبو علاء" الطاعن في السن، فرغم وفاة زوجته منذ ما يقارب العامين إلا أنه ما زال يرفض بشدة طلب أبنائه بزواجه من أخرى، مبررًا أنه مضى من العمر أكثر مما بقي ولا يريد أن يسبب لأولاده المشاكل مع أي امرأة أخرى غريبة يحضرها للبيت. [title]إشباع الرغبات[/title] بدوره، أوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة قناة السويس المصرية د. أحمد يحيى عبد الحميد أن كبار السن يلجئون إلى الزواج مجددًا لعدة أسباب، مشيرًا إلى أن أهمها إيجاد شريك الحياة المناسب والأكثر قدرة على القيام بخدمتهم وتوفير الجو الأسري الملائم، والرغبة في الإشباع النفسي والعاطفي في هذه المرحلة المتقدمة من العمر. وينوه د. عبد الحميد في حديثه إلى أن الرجل يبقى على القيام بواجباته الزوجية حتى سن السبعين من العمر على عكس المرأة التي تزهد إلى حد كبير فيها اعتبارًا من بلوغها سن الخمسين، "فيكون البحث عن امرأة تلبي احتياجاته ورغباته، خاصةً أن العلاقة الزوجية في الأسرة العربية لا تقوم على قواعد اختيار سليمة مما يؤدي إلى حدوث "الخرس الزوجي" أو "الطلاق الصامت" بين طرفيها مع تقدم السن"، وفق قوله. ويلفت الانتباه إلى أن العلاقة تتباعد ويغدو كل طرف فيها له حياته الخاصة، مبينًا أنه من الأسباب التي يلجأ فيها كبار السن إلى الزواج وجود نساء راغبات في الزواج منهن لأهداف خاصة بهن كرغبتهن بحياة أسرية أو تحسين المستوى المادي لهن. ويتابع:"ورغبة النساء في كبير السن ترجع إلى العقلانية والخبرة وفهم لواقع الحياة التي يرغبن بإيجادها في شريك العمر"، موضحًا أن الدراسات تشير إلى أن هذا النوع من الزواج غالبًا ما ينتهي بالفشل ولا يحقق له أي قدر من الاستقرار الأسري أو الاطمئنان النفسي إلا في السنوات الأولى منه. [title]اختلاف التوافق[/title] ويقول:"تظهر المشكلات بين الأبناء والآباء نتيجة هذا الزواج، علاوةً على أنه يعرّض الرجل للموت المبكر"، مرجعًا السبب إلى أن الأجهزة الحيوية الخاصة بالرجل تكون غير قادرة على أداء وظائفها بدقة مما يدفعه إلى تناول العقاقير والمنشطات الطبية التي تزيد من سرعة انهيار جسمه، بالإضافة إلى ما قد يعانيه سابقًا من أمراض ما. ويبين أن المشاكل التي قد تثار سببها الاختلافات العقلية والثقافية بين الطرفين لفارق السن والخبرة والتجربة، فتحدث فجوة نفسية وعقلية وفكرية بين الزوجين من ناحية، وبينهما وبين المجتمع من ناحية أخرى. ويؤكد أن الزواج الصحيح لابد أن يقوم على مجموعة من التوافقات، أهمها التوافق العاطفي، والجنسي، والمادي، والثقافي، ونتيجة لغياب التوافق – وفقًا لقوله – يحدث الصراع وتنشأ الأزمة. [title]عزوة[/title] ويستدرك:"هذا الزواج مطلوب أحيانًا لأسباب اجتماعية كالرغبة في العزوة وتكوين الأسرة وكثرة الأولاد رغم التفكك والأزمات التي يسببها في النهاية"، خاتمًا حديثه بعدة نصائح، والنصيحة الأولى وجهّها لأولياء أمور الفتيات الصغيرات الذين يزوجون بناتهم لكبار السن، ويقول فيها:"الأفضل ألا يقدم الأب على تزويج ابنته لرجل في هذا السن مقابل المال الذي ستحصل عليه، فما نفعه عندما تحدث المشاكل لانعدام التوافق". والنصيحة الثانية يوجهها إلى الفتيات أنفسهن: "عليكن بحسن اختيار الأزواج وفق معايير واقعية"، وأما النصيحة الأخيرة فهي موجهة لكبير السن ذاته: "ابحث عمن تناسبك عمريًا وثقافيًا ونفسيًا لتفادي المشاكل"، موضحًا ضرورة اهتمام الدولة بوجود مكاتب أو جمعيات تساعد في اختيار الشريك المناسب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.