نجحت الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة "حماس" في حصد مقاعد جامعة بيرزيت بالضفة المحتلة، متغلبة على منافستها الأقوى "الشبيبة" الجناح الطلابي لحركة "فتح". ويعتبر العديد من المراقبين الفلسطينيين أن انتخابات جامعة بيرزيت، تعكس بشكل كبير اختيار الشارع في الضفة المحتلة. ورغم احتكار "الشبيبة" لمجلس الطلبة خلال 8 سنوات خلت، إلا أن الكتلة نجحت في الحصول على مجلس الطلبة هذا العام، بالرغم من اتهام الكتلة لحركة "فتح" والسلطة في رام الله بانتهاج سياسة الملاحقات الأمنية لعناصرها خلال السنوات السابقة. واتفق محللان سياسيان على أن من أهم أسباب فوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت هو سوء أداء حركة "فتح" في السلطة وسوء تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين في الضفة. و تقدمت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت على منافستها الأقوى الشبيبة الفتحاوية، لتفوز برئاسة مجلس طلبة الجامعة لعام 2015، بالحصول على (26) مقعدا، فيما نالت الشبيبة (19) مقعدا، وحصل القطب الطلابي على (6) مقاعد. وكانت الكتلة الإسلامية تعادلت مع الشبيبة الفتحاوية في جامعة البوليتكنك، بحصول كل منهما على (15) مقعدا من أصل (31)، فيما انسحبت من المشاركة بانتخابات المجالس الطلابية في جامعتي القدس وبيت لحم. [title]رفض أداء السلطة[/title] واعتبر المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم في حديث خاص لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن سوء أداء السلطة الفلسطينية وسوء تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين والوضع العام ساهم في تعاطف الجماهير مع "حماس" بسبب إجراءات القمع التي تتعرض لها. وأضاف، أن الفلسطينيين وخاصة الشبان ضاقوا ذرعاً باحتكار حركة "فتح" من مجالس الطلبة في الجامعات إلى السلطة والمؤسسات التشريعية والرسمية، والتي أصبحت كلها غير شرعية الآن في ظل انتهاء فترة انتخابها وعدم خوض انتخابات جديدة. ويتفق المحلل السياسي مصطفى الصواف مع قاسم بالقول "رفض الجماهير لأداء الطرف المهزوم ورفض التنسيق الأمني ورفض حالات القمع التي تجريها أجهزة الضفة وما تقوم به من إجراءات ضد قطاع غزة كل ذلك ساهم في فوز الكتلة الإسلامية". وأضاف أن من أهم أسباب هذا الفوز أيضاً هو ما حققته حركة "حماس" في معركة العصف المأكول، وهذا بدوره انعكس على شعور ورغبات المجتمع الفلسطيني وما حدث في بيرزيت دليل أن المجتمع الفلسطيني مجتمع مقاومة فكان فوز كتلة الوفاء. [title]فتح تخشى التحقيق [/title] وعن مدى جدية حركة فتح بتشكيل لجنة تحقيق في خسارة الجناح الطلابي للحركة "الشبيبة" لانتخابات جامعة "بيرزيت" بين قاسم أن حركة فتح غير معنية أصلاً بالتدقيق والبحث في النتائج معللاً بالقول: "لو شكلت لجنة حقيقية فهناك الكثير من الرؤوس ستسقط والرؤوس لا تضحي بنفسها". من جانبه، أوضح الصواف أن مثل هذه اللجان لن تؤدي إلى نتائج"وهي كالرقع في الثوب البالي لا يمكن أن يرقع لأنه كل ما يرقع من جهة يتمزق من جهة أخرى". وكان عضو المجلس الثوري للحركة أمين مقبول أكد في تصريح سابق لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، إن حركته بصدد تشكيل لجنة تحقيق؛ لمعرفة الأسباب والأمور التي أدت لخسارة الحركة في بيرزيت. وأضاف مقبول أن لجنة التحقيق سيكون لها ما بعدها من استقالات أو إقالات ومحاسبات لجهات ذات صلة بخسارة "فتح" للانتخابات. وتوقع الصواف في سياق حديثه أن تتزايد حدة الاعتقالات في صفووف الكتلة الإسلامية في الفترة القادمة، وقال: "عباس سيكثف اعتقالاته ومالم يستطيع تحقيقه بمفرده سيطلب من الاحتلال معاونته للتغطية على فشله".