18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: تحرير مبصر وآخر أعمى

تحتفل دولة الاحتلال بالذكرى رقم (67) لقيام دولة (إسرائيل) في مكان الدولة الفلسطينية، وعلى الأرض الفلسطينية بقوة السلاح في عام ١٩٤٨م. في ظل هذه الذكرى المؤلمة اهتمت الصحف ووكالات الأنباء بخبر من أوقد شعلة الاحتفالات على جبل هرتسل، وعند مرقد مؤسس دولة الغصب والاحتلال، وقد أبرز المحتفون بالخبر أن موقد الشعلة هي ( لوسي هيرش) المذيعة الفلسطينية، العربية المسلمة، التي نشأت في الناصرة، ويهدف هذا الإبراز إلى بيان التغيرات السلبية التي طرأت على المرأة العربية المسلمة في فلسطين من ناحية، وتقديم (إسرائيل) بصورة الكيان المقبول فلسطينياً من ناحية أخرى، لذا كانت مشعلة الشعلة فلسطينية للأسف. ولكن نسي هؤلاء أو تناسوا أن هيرش مذيعة وممثلة شاركت في أعمال تمثيلية في هوليود، وفي (تل أبيب)، وهذا يعني أن صلتها بالإسلام وبالعروبة، وبالفلسطينية صلة شكلية، وأنها صلة تآكلت عناصرها الجوهرية منذ سنوات بسبب الواقع والتغيرات في حياتها، ومن ثمة فهي لا تضيف شيئا ذا مغزى بإيقاد الشعلة على ما لو كان موقدها إسرائيليا صهيونيا. من حقنا أن نمتعض، وأن نغضب أيضا، لأن الدلالة الرمزية لهذا العمل الذي قامت به هيرش مشينة، ولكنه في الوقت نفسه يدلنا على أن (إسرائيل) دولة الغصب والاحتلال لا تحتل الأرض الفلسطينية فحسب، ولكنها تسعى دوما لاحتلال الشخصية الفلسطينية العربية المسلمة، وأن احتلال الأرض هو مقدمة لازمة لاحتلال لوسي هيرش وأمثالها، ممن يعيشون في الدنيا بمقتضى الاستسلام لمصالحهم الشخصية المادية، ولا يفقهون جيدا معنى الوطن، ومعنى العروبة، ومعنى الإسلام، لذا تجد بعض من فقد هذه المعاني يعمل جنديا في جيش العدو، أو عميلا في جهازي الشاباك والموساد، وهذا عمل سيئ كعمل هذه الفتاة التي أوقدت شعلة الاحتفال بالنكبة (67) على قبر هرتسل؟! كان بودي أن تهتم وسائل الإعلام الفلسطينية بتغطية خبر آخر وتبرزه إلى جانب الخبر السابق في عملية التحرير الإخباري والتغطية الإخبارية للتخلص من التبعية العمياء للإعلام الصهيوني. وأعني به خبر الاستطلاع الذي أجراه مركز ( واللا) الإخباري العبري، ومركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، حيث أظهر الأول أن (57%) من السكان اليهود في فلسطين المحتلة يشعرون بحالة عدم رضا عن العيش في دولة (إسرائيل)، وهذا رقم في غاية الأهمية لأنه يعني أن (43%) لا يشعرون بالولاء، وأنهم قلقون، وأنهم يمكن أن يغادروا هذا المكان الذي لا يرضون بالعيش فيه، وأنهم يجدون رضاهم في أوروبا وغيرها من الدول التي جاؤوا منها. إن إبراز هذا الخبر وتقديمه محررا بشكل جيد مع تعقيبات لمختصين، فإنه يعطي أملا للفلسطينيين بالتحرير، في مقابل الأمل الذي تعطيه المواقع العبرية الإسرائيلية من خبر هيرش وأمثالها؟! . وفي نفس النشرة قال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: إن ((54%) من اليهود يشعرون أن حماس انتصرت في الحرب الأخيرة، وهذا جيد لأنه به تراجعت نسبة من قالوا إن (إسرائيل) انتصرت بعشرين نقطة تقريبا في غضون عام، حيث بلغت نسبة من قالوا بانتصار (إسرائيل) في يوليو ٢٠١٤م حوالي (71%). هذا التراجع الكبير يعطي أملا للفلسطينيين، ويحقق توازنا في عملية التحرير الإخباري، وصناعة الرأي العام.