لا قدّر الله ! ، لو قام سلاح الجو الصهيوني بشن غارة على مكان ما سواء في الضفة أو في غزة ، وتسبب هذا القصف إما بارتقاء أحد القادة أو مجموعة من رجال المقاومة أو حتى كان الاستهداف لمجموعة من المدنيين فارتقى عدد من الشهداء . كيف ستكون ردة فعلنا نحن أمام هذا الحدث الفظيع ؟! بالتأكيد سنشعر بالحزن ، بالغضب ، سنطالب المقاومة بالرد، ستعلن الفصائل عن الخروج بمسيرات غاضبة للتنديد بهذه الجريمة و لربما إعلان الحكومة الحداد لأيام . ستفتح الإذاعات والفضائيات موجات مفتوحة لكي يعبر الناس عن آرائهم تجاه هذا الحدث الأليم . شيء جميل هذا الغضب لدماء قد سالت وأشلاء قد تمزقت ولرجال قد رحلوا شهداء ولأطفال ونساء ذاقوا مرارة فقدان الأحبة من الشهداء . لكن مع جمال هذا الأمر وعلى نفس القدر من الأهمية أرى العجب العجاب من هذا الشعب ومسئوليه و مقاوميه وقادته الميدانيين والسياسيين ووسائل إعلامه المرئية والمقروءة والمسموعة ، كيف تكون ردة فعلهم باردة فاترة باهتة عندما تأتينا الأخبار تباعاً من داخل السجون الصهيونية والتي تتحدث عن شبح وعزل وتعذيب لهذا الأسير أو ذاك ، وحرمان العديد من الأسرى من زيارة أقاربهم وأحبابهم ، وممارسة الضغوط الجسدية والنفسية على إحدى الأخوات لنزع اعترافا منها ، وإعلان أخرى إضرابها عن الطعام لتلبية مطالبها العادلة والتي كفلتها كل الشرائع والقوانين . أو يأتينا خبراً مؤلماً عن عزل أسير قضى أكثر من 33 عاماً بين جدران زنزانة السجن الضيقة ، والتضييق عليه للنيل من صموده . أخبارهم أصبحت يومية تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة تتحدث عن آلامهم وعذاباتهم وصبرهم وثباتهم ، ونحن في غفلة معرضون وكأننا صم بكم عمي لا يعقلون !. باختصار عندما يرتقي شهيد ، أو يترجل قائد ، فإننا نحزن لفقده ورحيله عنا ، وهو قد مات مرة واحدة ، أما أسرانا البواسل وأسيراتنا الحرائر فإنهم يتعرضون للموت كل يوم ، محاولات صهيونية لا تتوقف من أجل تصفيتهم نفسياً واغتيالهم روحياً وقتل إنسانيتهم ، ونزع رجولتهم ، واغتصاب كرامتهم ، والقضاء على وطنيتهم وانتمائهم . نعم ونحن نتفرج ، نصمت ، بل وكأن البعض منّا لا يعنيه الأمر لا من قريب ولا من بعيد . لذلك رسالة نوجهها للجميع بلا استثناء ، أسرانا هم الثابت الأول ، هم كرامتنا وعزتنا ، هم مصدر سعادتنا وسرورنا. فكما نغضب لسقوط الشهداء وترجل القادة ، وكما نحزن على مشاهد الأشلاء الممزقة ، يجب أن نغضب ونحزن ونطالب بالرد على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أسرانا البواسل . وإلا فلا خير فينا إن بقينا صامتين وأسرانا في السجون يموتون كل يوم مرة ومرات .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.