21.67°القدس
21.32°رام الله
20.53°الخليل
26.21°غزة
21.67° القدس
رام الله21.32°
الخليل20.53°
غزة26.21°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: الإخوة غير الأشقاء.. يبقى "ابن البطن" أحنّ!!

يداها الصغيرتان تمسكان برفق بيد أبيها، وبابتسامةٍ بريئة تستقبل إخوتها من أبيها، الذي يُصر على أخذها يومياً للجلوس مع إخوتها للتقريب بينها وبينهم، فأخذت "هيا" تركض في البيت كالفراشة لتعلب مع أخيها، فوجدت باب المحبة موصدا أمامها لتعود مكسورة الخاطر. "هيا" التي لم تتجاوز بعد سنوات طفولتها الأربع باتت مجبرة على الذهاب إلى بيت "ضرة" أمها والتي من المفترض أن تكون في مقامها، حيث باتت تطلب من أبنائها أن يأخذوا هيا إلى الحديقة في حال أتت مع أبيها لأنها لا تود رؤيتها البتة. الإخوة غير الأشقاء من ذوي الأمهات المختلفات أو الآباء المختلفين، كثيراً ما نلاحظ التباعد بينهم وعدم الترابط، لكن في المقابل قد تكون العلاقة بين البعض أكثر وداً وتراحماً، ولعل المثل الشعبي هنا يصدق:"ابن البطن" أكثر حناناً من "ابن العصب"، أي أن الإخوة من الأم تكون العلاقة بينهم أفضل من العلاقة بين الإخوة من الأب، دعونا نتابع التقرير التالي لنعرف الأسباب. [title]غضب أمي[/title] يحيى يوسف تحدث بشىءٍ من الخجل عن هذه النقطة الحساسة:" تزوج أبي بعد ثلاثة عقود بامرأة أخرى، دون إعلام والدتي بذلك، وحينما عرفت انهارت وغضبت فيه وساءت علاقتها به، رغم مرور خمس سنوات إلى الآن على زواجه، وهذا نتج عنه ردة فعل سلبية إزاء أبناء زوجته الثانية". ويضيف:"دائماً ما يحاول أبي أن يجمع شملنا بإخوتنا الصغار، ولكن علاقتنا بهم سطحية جداً حتى الزيارات معدومة بيننا حتى لا نغضب أمي، وأعتقد أن الزمن كفيل بأن يصحح هذه العلاقة، لأن أبي لا ييأس في محاولاته في التقريب والعدل بيننا وبينهم في المعاملة، وحتى أكون دقيقاً فقد يحصلون على رعاية أكبر لأنهم لايزالون أطفالاً". [title]إخوة ابنتي[/title] أما السيدة سهام نصار وهي الزوجة الثانية لزوجها بعد أن طلق زوجته الأولى، وأنجبت منه طفلة في عمر العامين، فقد حرصت على ود أبناء زوجها من زوجته الأولى، وزيارتهم بصفة دائمة في منازلهم؛ ليكونوا سندا لأختهم وظهرا يحميها من تقلبات الزمن مستقبلا. وترى "نصار" أن الزوجة هي التي تمتلك مفاتيح المحبة والكره لدى أبنائها، فهي بإمكانها أن تزرع بذور الكره والعدائية في قلوب أبنائها ضد أبناء "ضرتها"، وكما يمكنها أيضا أن تجمع بينهم وتحبهم كأبنائها لإشاعة المحبة والتراحم بينهم. أما الحاجة فاطمة الشوبكي فهي البنت الوحيدة بين إخوتها غير الأشقاء لها، مرت بتجربة مع زوجة أبيها التي أنجبت الذكور فقد كانت لا تحبها باعتبارها بنت "الضرة، ولكن هذا الكره لم يؤثر على علاقتها بإخوتها الذين كانت تجمعهم بها علاقة متينة للغاية كأنهم إخوة من ذات الأم. [title]مسئولية مشتركة[/title] ومن جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح الهمص أستاذ الصحة النفسية المساعد، نائب رئيس قسم علم النفس في الجامعة الإسلامية:"في الأصل أن العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء من الأب أو من الأم من الدرجة الأولى تنشأ على أسس المحبة الحقيقية بينهم، وعلى ذلك فإن الأمثلة كثيرة، وقد تنشأ العلاقة السلبية إلى حد ما وهذا أمر نسبي، ويحدث لفترة زمنية معينة أو لتغيير معين طرأ بينهم". ورأى أن المسئولية لا يتحملها طرف دون الآخر بل هي مشتركة بين الأم والأب والإخوة من كلا الأبوين كذلك، ولابد أن يمهد الأب لأبنائه قبل زواجه بامرأة ثانية، ولا يأتي إليهم بـ"عدوة" و"ضرة" لأمهم، سينظرون إليها فيما بعد بمنظور سلبي، وأن أبناءها هم أعداء لهم. كثيرا ما نرى نماذج من الود والتراحم بين الإخوة غير الأشقاء من الأم، وعلى النقيض فإن الكراهية والعداء سمة العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء من الأب، يفسر د.الهمص هذا قائلا:"الإخوة غير الأشقاء من ذات الأم عادة ما يعيشون منفصلين عن إخوتهم من أمهم، وهذا البعد في المسافة يخلق نوعا من المودة والاحترام المتبادل بينهم". وأضاف:"كما أن الإخوة ينظرون إلى أن أمهم تزوجت من رجلٍ آخر نتيجة الانفصال الناجم عن وقوع خلل أو ظلم ما، لذا يحترمون أشقاءهم الآخرين وفاء لأمهم وتضحياتها". أما الإخوة غير الأشقاء من الأب، وفق د.الهمص، فإنهم ينظرون لزوجة أبيهم بأنها جاءت لتحل محل أمهم، كذلك فإن حزنها وضيقها ينعكسان سلبا على أبنائها مع غياب الوازع الديني، فأبناء "الأولى" ينظرون لإخوتهم من أبيهم نظرة عدائية لهم ولأمهم، وهذا ما يسمى عملية "النقل والإزاحة".