18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: خطيب السلطان

الفلسطينيون ليسوا بحاجة لاستماع خطابات رئيس السلطة محمود عباس، أو متابعة جلسات منظمة التحرير أو مجلس الوزراء ، حيث أصبح هناك عنوان جديد لمعرفة مواقف السلطة من خلال الاستماع يوم الجمعة لمحمود الهباش قاضي القضاة ومستشار عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية. محمود الهباش الهارب من غزة يصدر مواقف سياسية كل يوم جمعة بحضور رئيس السلطة الذي يثني على كل ما يقول خلال خطبة الرئاسة في مقر المقاطعة، والتي كان آخرها الفتوى بأن كل من يفاوض الاحتلال هو عميل للاحتلال، وأن المفاوضات هي وكالة رسمية لمنظمة التحرير ورئاسة السلطة، وسبقها فتوى أخرى بأن رفض دفع الضرائب في غزة هو مقاومة، وأن من يسقط خلال مقاومة ذلك يعتبر شهيداً. اتبع الخطيب مبدأ الاجتزاء بقوله "ولا تقربوا الصلاة...." وتجاهل "وأنتم سكارى"، ولم يقل لنا لماذا حصرية المفاوضات مع الاحتلال من خلال منظمة التحرير؟، ولماذا نالت السلطة هذه البركة؟، والأهم ماذا حققت لنا منظمة التحرير في مفاوضاتها مع السلطة على مدار 25 عاماً من المفاوضات العلنية؟، سوى واقع مرير تنازلت فيه منظمة التحرير عن 78% من فلسطين التاريخية، وتحول الباقي إلى "كانتونات" ، وفي الواقع حولت بعض المقاومين القدامى إلى مجرد منسقين أمنيين وحسب رتبته العسكرية. الهباش الذي يفتي ويخطب لسلطان التنسيق الأمني، ويوفر له الفتوى الدينية يتناسى ما حدث بالأمس من قبل الأجهزة الأمنية التي اقتحمت منزل النائب فتحي قرعاوي ,بينما كان يخرج من سجن الاحتلال، وتناسى الهباش الجمعة التي سبقتها، وليلة الهزيمة التي تجلل بها مشروع منظمة التحرير في الانتخابات الطلابية مما دعاها لإلغاء الانتخابات الطلابية وتأجيلها. حال الهباش هو المعبر عن رئيس السلطة الذي يعاني من عزلة جديدة يتعرض لها نتيجة فشله الذريع في كافة المستويات، وبعد اعتذاره لإيران عن مواقفه مما يحدث في اليمن، وتولي "ليبرمان" ملف المفاوضات مع السلطة وصراعه المتواصل مع غريمه دحلان وفشل المصالحة بينهما. الهروب بتوجيه الاتهامات للآخرين بالمفاوضات مع الاحتلال لعبة جديدة تتبعها رئاسة السلطة، لإدراكها ومعرفتها بعدم وجود مفاوضات بين حماس والاحتلال، وأن آخر مفاوضات تمت بين الجانبين كانت في غزة، عبر السلاح، اعترف فيها جيش الاحتلال أنه قاتل جنوداً أشباحاً لا يهابون الموت، وأعلن أنه فشل في الوصول إلى أهم مقاتل يقود حماس عسكرياً هو محمد الضيف. المفاوضات الحقيقية حدثت بين الشهيد أحمد الجعبري ممثلاً لحماس في مفاوضات صفقة "وفاء الأحرار" لإطلاق سراح 1127 أسيراً مقابل جندي واحد، بينما فشل رئيس السلطة في إطلاق سراح 40 أسيراً ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال تعهد بإطلاق سراحهم من خلال المفاوضات، بينما الاحتلال الإسرائيلي يجوب الدنيا بحثاً عن خيط إبرة يقوده لمصير جنوده في غزة، أو مفاوضة حماس لمعرفة ما تمتلكه في صندوقها الأسود. ملف المفاوضات الذي انتقل للمنابر دليل عجز وهروب لرئيس السلطة من المسؤولية تجاه غزة، ومعاناة أهلها نتيجة استمرار الحصار الذي يمارسه الاحتلال وتشاركه فيه رئاسة السلطة وحكومة التوافق، والشواهد على ذلك كثيرة.