انتهاكات صارخة اتجاه الطبقة العاملة التي تكدح ليل نهار من أجل تأمين لقمة عيش كريمة لها ولأبنائها، لكن سيف الحاجة المادية الذي يرفعه أرباب العمل في وجوههم يقف عائقاً يقدر عليهم صفو معيشتهم. فالطبقة الكادحة تمضي يومها في أعمال شاقة اضطرت لها في ظل طمع المشغلين وحرصهم على تحقيق مكاسب عالية، دون النظر بعين الرحمة إلى شقاء البؤساء. وكالة[color=red] "فلسطين الآن" [/color] تسلط الضوء على معاناة الأيدي العاملة في بعض المهن في المحافظة الوسطى. [title]تجارب حياتية مريرة[/title] محمد حسين، بدأ بالعمل في قطاع البناء منذ خمس سنوات، وكان يتقاضي 40 شيقلا كأجر يومي وبالكاد يستطيع تدبر مصروفات وأعباء الحياة. وقال حسين لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: " أدخل يوميا في شجار مع صاحب العمل لزيادة أجرتي اليومية، فما أتقاضاه من أجر يعد زهيد مقارنة بالمجهود البدني الذي أبذله"، مضيفاً "نقضي ساعات عمل طويلة أشبه بالأشغال الشاقة". وأوضح أنه يضطر للقبول بالعمل في مثل هذه الظروف، نظراً لحاجته المادية الملحة في توفير مبلغ مالي يعينه في تجهيز عش الزوجية، منوها أن العديد من العمال يقبلون بهذا الحال لوقوعهم تحت سطوة الحاجة المادية. وبين حسين " لا يقف الأمر عند هذا الحد فالمعاناة وصلت مع أرباب العمل إلى زيادة مجحفة في ساعات العمل عن الحد المتعارف عليه، فنحن نخرج للعمل في السابعة صباحا ولا نعود قبل السابعة مساء". أما المواطن وسام حمد فتحدث عن تجربة عمله في مغسلة للسيارات بمعسكر النصيرات، حيث يتقاضي 30 شيقلا يوميا عن اثني عشر ساعة عمل متواصلة. وقال: " مالك المغسلة رجل شجع وطماع للغاية، ما يهمه هو جمع المال حتى لو كان على حساب صحة العامل"، مبيناً أنه أجبرهم على ترك الغداء لأكثر من مرة لأجل غسل السيارات بحجة أن أصحابها في عجلة من أمرهم. وأضاف " أجبرتني قسوة الحياة على الالتحاق في عملي هذا، فأنا خريج جامعي منذ خمس سنوات، ولم أتمكن من الحصول على وظيفة أفضل"، مشيراً أن خيارات العمل أمام المواطن الغزي ضيقة بفعل ما نمر به من حصار وقلة فرص العمل. [title]الأحوال الاقتصادية هي السبب[/title] وجهة النظر الأخرى، بطلها المقاول حمادة أبو خضرة، الذي يعمل منذ ثلاثة عقود في قطاع البناء، إذ بين في حديثه لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن طبيعته في العمل تقوم على مبدأ الإنجاز فبعد إنهاء عمله المخطط له مسبقاً يسرح العمال إلى بيوتهم. وأضاف: "دائما أقول لعمالي أنجزوا المطلوب منكم في فترة وجيزة وعودوا إلى بيوتكم سريعاً، ولكن مزاجية العامل في بلادنا واختلاقه للأعذار تضعه في مواقف صعبة". وتابع: "أعلم أن كثيراً من المقاولين وأرباب العمل يستغلوا عمالهم ويدفعون مبالغ تافهة جزاء لهم، هناك من لا يخاف الله وهذا شيء موجود ومثبت بشكل لا يقبل الجدال". ويحرص عائد الحملاوي، صاحب مطعم للمأكولات الشعبية، على تشغيل الشبان ممن هم دون 16 عاما بأجور يومية لا تتعدى عشرة شواقل يوميا في أحسن الأحوال. وبحسب الحملاوي فإن العائد المادي من مطعمه لم يعد كما كان في السابق، نظراً للأوضاع الاقتصادية السائدة في البلاد، الأمر الذي أجبره أن يأخذ هذا المنحى في التعامل مع الطبقة العاملة. ولفت إلى أن الشبان يطلبون بأنفسهم في أحيان عدة المساعدة في غسل أواني العمل أو الأرضيات مقابل الحصول على خمسة شواقل يتدبروا بها حاجياتهم اليومية، وهو ما يعتبرها الحملاوي فرصة مواتية لتقنين نفقات المطعم. [title]أسباب ظلم العمال[/title] ولخص الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد في حديثه لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] أسباب وقوع العمال تحت ظلم وتعسف المشغلين الفلسطينيين في المهن المختلفة. ونوه إلى أن حوالي 80% من العمال يجهلون نصوص قانون العمل الفلسطيني، وهذا ما يؤدي إلى انتهاك حقوقهم، مؤكدا على أن كل عامل في القطاع الخاص يتلقى أجرا يعد "عامل" وينطبق عليه القانون، الذي يستثني في مادته رقم (3) موظفي القطاع العام والهيئات الحكومية. وشدد سعد على أهمية تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور الذي بدء العمل به فعليا في الأول من العام 2013، كما نصح العامل بتقديم شكوى في حال تنصل صاحب العمل من تطبيق هذا القانون، باعتبار الحد الأدنى للأجور والبالغ 1450 شيقل "حق نص عليه القانون"، مشيرا أنه خلال عام ونصف من الآن سيتم تطبيق قانون الضمان الاجتماعي لمن ينطبق عليه الحد الأدنى للأجور. تحت مقصلة البطالة والحصار وسياسات الإفقار يعيش العمال أوضاع اقتصادية واجتماعية قاسية في ظل غياب مؤسساتي وحكومي عن معاناتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.