رأى الكاتب والمحلل السياسي إياد البرغوثي أن قرار المصالحة جدي لدى حماس وفتح ، غير أنه ربطه بالمتغيرات الإقليمية والدولية ، معتبرا أن كل طرف يحاول جني ثمار أكثر على الأرض. وقال في حديث مع الجزيرة منتصف اليوم(الأحد) إن "حماس تنظر إلى الجو الإقليمي في صالحها وأنها يجب أن تكون جزءا من النظام السياسي الفلسطيني لجني ثمار أكثر من هذا الاندماج " ، مشيرا إلى أنها أصبحت الآن "جزءا من قيادة منظمة التحرير المؤقتة" حسب اتفاق القاهرة. وأكد أن كل ما يجري في العالم العربي لصالح حماس ، وقال " الإسلاميون وصلوا إلى القيادة في مصر تونس المغرب ، مشيرا إلى "وضع سوريا حرج ، وحماس ستستفيد بأي شكل ذهب إليه هذا الوضع ". وأضاف البرغوثي ، أن رئيس السلطة في الضفة محمود عباس يشعر أن "المفاوضات وصلت فعلا إلى طريق مسدود ، مهما أعطاها من إمكانيات للاستمرار بهذا الوضع كخيار إلا انه في النهاية لا بد من الذهاب إلى خيارات أخرى قد تكون الأمم المتحدة واحدة منها". وحسب المحلل السياسي من رام الله ، فإن المصالحة تواجه مشكلة تتمثل في عدم تنفيذ إجراءات عملية " على الأرض مثل جوازات السفر والمعتقلين والموظفين المفصولين ". وفما يتعلق بتداعيات إعلان فتح نيتها إعادة تقييم موقفها من المصالحة ، قال البرغوثي "أنا باعتقادي هذه مرحلة لتأزيم الوضع لجني ثمار على الأرض القرار بالمصالحة هو قرار جدي وخاضع لاعتبارات إقليمية أكثر من أي وضع داخلي وباعتقادي أن أزمة ذهاب قيادة فتح على غزة مسألة وقت ومسألة عابرة". والمصالحة بالنسبة لحماس ، قرار استراتيجي أكدت عليه كثيرا و تجاوبت مع كل المبادرات لانهاء الانقسام ، غير أن الضغط الأمريكي و الابتزاز الصهيوني لسلطة فتح في الضفة حال دون تحقيق المصالحة . ويرى مراقبون أن عباس يتخذ من المصالحة ورقة ضغط ، يشرها في وجه "الأمريكيين والإسرائيليين" ، لدفعهم إلى تحريك عجلة المفاوضات المتوقفة و إنجاح مشروعه السياسي التفاوض وتحقيق حلم الدولة. وكانت لجنة الحريات المنبثقة عن المصالحة والتي عقدت اجتماعها في غزة ورام الله ، اتفقت على حل مشكلة جوازات السفر وعدم وصولها إلى غزة والمعتقلين والاستدعاءات التي تجري يوميا خاصة في الضفة المحتلة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.