خبر: بالصور: لاجئون .. بين ذكريات البلاد وحنين العودة
16 مايو 2015 . الساعة 10:57 ص بتوقيت القدس
على تجاعيد وجوههم ترتسم حدود فلسطين وتضاريسها، وفي عيونهم صورُ الحنين إلى الماضي حيث المنشأ والديار والبلاد، كانوا يظنون أنهم سيقضون ليلة خارجها أو يومًا أو يومين، ولكن الخروج دام أكثر من سبعة وستين عامًا في نكبة تاريخية لشعبٍ بأكمله. تقرير أعده مراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] خلال حواره مع بعض اللاجئين الفلسطينيين يروون أحاديث البلاد وأحداث النكبة وقصص الهجرة والمعاناة في الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية. [title]موافي وحكاية الحنين [/title] "نتفة رمل من البلاد أحسن من كل البلاد، والذي يفرط في ذرة رمل من بلاده حكمه الإعدام" , بهذه الكلمات تحدث اللاجئ مصباح حسن موافي (80 عامًا) من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة بكل حرقة وشوق، شدد:" المقاومة الله يحميها ولا أحد يجادل عليها أي شيء". اللاجئ الثمانينيّ الذي يقطن غرب رفح شهد أحداث الهجرة من بلدته الأصلية "يبنا"، أوضح أن بلدة يبنا كانت من أكبر البلدان في عدد السكان والمساحة، وبين أنه كان يملك مساحة من الأرض يزرع فيها خضروات وبطيخ وشعير وقمح وذرة، وتعتمد بشكل أساس على مياه الأمطار. [img=052015/view_1431775592.jpg]اللاجئ مصباح موافي[/img] وقال: "الناس كانت زي الذهب مع بعضها، الناس كانت تحب بعضها، في الفرح كل البلدة تهنيك، الناس كانت في المواسم والأعياد يفقدوا بعضها، والناس كانت اجتماعياتهم ممتازة" ، مضيفًا: "المرأة كانت تلبس ثوب مطرز، وكانت كل بلد لها ثوب خصوصي ترتديه المرأة". وفيما يخص أحداث النكبة قال موافي: "يوم النكبة، هاجرنا ولم نحمل إلا لحافنا لنتغطى فيه، واليهود هم الذين يقتلوا، والإنجليز يساعدوهم مثل ما الأمريكان يساعدوا الآن إسرائيل". وتابع بقوله: "كانت هناك الكثير من المجازر، وأذكر 50 شخصًا من عائلة غنيم قتلوهم عندما أرادوا تسليم أنفسهم في إحدى المدارس"، مؤكدًا " أيام الانتداب البريطاني، أي شقفة سلاح ممنوع أي حد يحملها، ولو واحد يحمل طلقة واحدة يعدم من قبل الإنجليز". هاجر موافي من يبنا ليستقر في مخيم جباليا للاجئين ثم ليرحل إلى مدينة غزة ويستمر الرحيل إلى خانيونس ثم ليستقر في مدينة رفح، وهو والد لشهيدين وجد لشهيدين حفيدين خلال أحداث انتفاضة الأقصى. [title]عبد العال يدعو للمقاومة [/title] اللاجئ أحمد إبراهيم عبد العال سجلته السجلات المصرية من مواليد عام 1936م فيما يسمى "القيشان" حسب قوله "على البركات"، وهو من مدينة بئر السبع المحتلة، أفاد أن بئر السبع مساحتها كبيرة وفيها آلاف الدونمات. وأفاد أن كل واحد كان عنده أراضي يزرع فيها ذرة وشعير وقمح وبطيخ ، موضحًا أن" هيك كان حال الناس، كانوا يخزنوا القمح ليكفيهم طوال العام والذي يتبقى يبيعونه والذي كان لا يزرع يشترى". وقال: "كانوا أهالي بئر السبع يحملون بضاعتهم على الجمال، ويخرج التاجر إلى السوق من الصبح إلى المغرب، وإذا لا يوجد في السبع سوق ينزل إلى غزة وخانيونس وهي بعيدة". [img=052015/view_1431775587.jpg]اللاجئ أحمد عبد العال[/img] وفيما يخص البيوت التي كانوا يسكنون فيها أوضح أنها كانت مغزولة من الشعر، مشيرًا أن 5 أو 6 نساء يجتمعن ويساعدن بعضهن في غزل هذا الشعر حسب المسافة التي تريدها، منوهًا أنهم في أيام الشتاء يغطونه بأكياس الخيش. كان عبد العال يبلغ من العمر تقريبا 15 عامًا في أحداث النكبة، يصف المشهد ويقول: "كنا في موسم حراثة، وكانوا اليهود صافين سياراتهم ودباباتهم جنب بعض، وأكثر يوم صعب يوم أن دخلوا اليهود علينا وأخذوا يطخوا وفي ناس ماتت، والذي كان قريب عليهم طخوه، وشردنا". وتابع: "عندما شاهدناهم، حطينا حاجاتنا على الجمال وخرجنا إلى خانيونس على أن نعود مرة أخرى إلى ديارنا"، وأضاف متألمًا: "ذهب مكاننا ولم نعود وبقينا في خانيونس". خرج اللاجئ عبد العال مع عائلته من بئر السبع إلى مدينة خانيونس جنوب القطاع ثم ذهب إلى منطقة الشيخ زويد في مصر ثم عاد إلى مدينة رفح ليستقر فيها إلى الآن. وختم حديثه بقوله:"بوجه رسالة لكل الشباب يدخلوا في الجهاد ويقتلوا اليهود لأنه جبناء ، وعندنا قلوب لا تخاف من الموت ، إن شاء الله تحرر البلاد ، والشباب اليوم لا يهمه الموت ومستعد أن يهاجم الدبابة بكل شجاعة". [title]أبو لبدة يروي [/title] لم يكن يتوقع اللاجئ إبراهيم رشيد أبو لبدة 78 عامًا أن الليلة التي خرجها وظن أنه سيعود بعد انقضائها ستمتد لعشرات السنوات ، يروي عن يوم النكبة ويقول:"صرنا نسمع أن اليهود قتلوا وعملوا مذبحة في البلد الفلانية، صارت الناس تشرد وكانت تقول ، "سنبات ليلة وسنعود بكرة". وتابع:"خرجنا ولم نأخذ أي شيء معنا، وبيتنا ليلة تحت الشجر" ، وأضاف:"صاروا يطخوا اليهود علينا وخرجنا من يبنا إلى أسدود وكان هناك الجيش المصري وشرد الجيش المصري وانسحبنا معاه ، ومن أسدود إلى المجدل ، ولما انسحب الجيش انسحبنا معاه إلى غزة". اللاجئ أبو لبدة من بلدة يبنا المحتلة بيّن أن يبنا بلدة ساحلية تحدها من الجنوب برقة وبشيت ومن الشرق قطرة والمغار ومن الشمال زرنوقة والقبيبة وعاقر ، وكانت تشتهر بالزراعة وفيها زراعة شتوية مثل القمح والشعير ، والصيفية الخضار والبطيخ والشمام. [img=052015/view_1431775580.jpg]اللاجئ إبراهيم أبو لبدة[/img] وأشار أن الناس كانت في أفراحها يودوا بعض ويحترموا بعض ويقدروا بعض, والعائلات كانت جميعها تعرف بعضها ، ويأخذوا ذبيحة لصاحب الفرح ، منوهًا أنهم كانوا يقيموا الفرح قبل أسبوع بالسامر والدحية ويستخدموا مزمار يسمى "يرغول" والدبيكة يدبكوا على صوته. وفيما يتعلق بجانب الدراسة أفاد أبو لبدة أنه كانت في بلدة يبنا مدرسة مبينة بالترسانة المسلحة ، وأوضح أن الكثيرين كانوا يأتوا من خارج القرية ويدرسوا ف يبنا ، والمدرسة كانت إلى الصف السابع ، والذي يريد أن يكمل يذهب إلى القدس. وختم حديثه بقوله:أوصي الشباب بأنهم لا ينسوا بلدهم ، ويأخذوا ذلك عبرة ، وألا يتنازلوا عن حقوقهم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.