خبر: الدراسة المسائية بنابلس تحقق أحلاماً "بعيدة المنال"
18 مايو 2015 . الساعة 05:52 ص بتوقيت القدس
لم يكن يحلم أحمد هواش (29 عاماً) من مدينة نابلس أن يعود لمقاعد الدراسة بعد انقطاع لنحو سبع سنوات، ويتخرج حاملا شهادة الدبلوم في الإدارة بيده اليمنى وطفله الصغير بيده الأخرى. هواش واحد من عشرات احتفلوا مؤخراً بتخرجهم من كلية هشام حجاوي التابعة لجامعة النجاح بنابلس بعد التحاقهم بنظام الدراسة المسائية لتخصصي المحاسبة وإدارة الأعمال. يقول لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] إنه انقطع عن الدراسة عام 2002 بسبب الانتفاضة واحتلال القوات الإسرائيلية للضفة الغربية خلال عملية السور الواقي، "حينها كنت في الصف العاشر، ولم تنتظم الدراسة فقرر والدي أن اعمل معه في البيع على بسطة خضار وسط نابلس حتى نكسب المزيد من المال، فالظروف الاقتصادية كانت صعبة". ويضيف "بعد أن هدأت الأوضاع قليلاً، وتحسن وضعنا المادي، صارحت أبياستكمال دراستي، فوافق على الفور والدمعة في عينيه، وكأنه يعتذر لي عما فاتني من سنوات.. فالتحقت بالثانوية العامة -دراسة خاصة- ونجحت بعلامة جيدة عام 2011، وقررت أن أتابع تعليمي الجامعي.. وبالوقت ذاته كنت أحضر نفسي للزواج، وكان التوفيق من الله أن علمت بقرار كلية هشام حجاوي فتح باب الانتساب للدوام المسائي، وشعرت أن الحلم اقترب". ويشير هواش إلى أنه بدء بالمشروعين معا، الدراسة والزواج، إضافة لعمله في أوقات الفراغ مع أبيه في محله الجديد لبيع الخضار. يقول: "استغرب البعض مني، كيف سأتزوج وأدرس في الكلية واعمل!! فكان ردي بأن توفيق الله أولاً ثم الإرادة ثانياً لا تجعل شيئاً مستحيلاً.. وهو ما كان اليوم". ويوضح أن ميزة هذه الدراسة أنها تأتي في ساعات المساء، بعد أن يفرغ من عمله، ويعود لبيته ليستريح قليلاً ثم يتحول إلى طالب يحمل كتبه ويتجه إلى الكلية. ويتابع "ما خفف عني أن كثيراً من الطلبة من جيلي، ومعظمنا مر بظروف حالت دون أن يستكمل تعليمه بشكل طبيعي.. كما أن عائلتي وزوجتي وفروا لي كل الأجواء المناسبة وخاصة خلال فترة الامتحانات، فشكرا لهم جميعاً. ويلفت هواش إلى أنه لم يقرر بعد فيما إذا كان يريد أن يبحث عن وظيفة بشهادته، أم سيبقى في عمله الحالي. ويختم "طلب العلم واجب شرعي علينا، والأرزاق بيد الله فلن أفكر بها كثيرا". [title] أسير محرر [/title] أما خضر أبو محمود من قضاء محافظة جنين، التحق بقسم المحاسبة قبل عامين، وهو اليوم على مشارف التخرج. يقول: "اعتقلت عندما كنت في السادسة عشرة من عمري لسبع سنوات.. وكنت من أصغر الأسرى حينها.. في السجن درست التوجيهي ونجحت، وقررت فور الإفراج عني أن أكمل تعليمي وأعوض ما فاتني.. وأنا اليوم في السابعة والعشرين من عمري، وبت على وشك التخرج". يقول لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "بعد أن تحررت، بحثت عن مكان يقبل بتوجيهي السجن، فانتسبت لكلية هشام حجاوي، ودرست المحاسبة.. فوقت الدوام مناسب جدا، كما أن الكلية وفرت لنا قرضا ندفعه بعد تخرجنا، وبالتالي ساعدتنا على تجاوز الأزمة المالية". [title]أم .. وطالبة [/title] بدورها، سناء عوض (36 عامًا) متزوجة وأم لأربعة أبناء- عادت للدراسة بعد أن كبروا قليلا وباتوا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم. تقول: "حلم الالتحاق بالجامعة يراودني منذ أن تركت المدرسة وأنا في السابعة عشرة.. حينها تزوجت وانشغلت بالبيت والأولاد.. وعندما فاتحت زوجي بالأمر دعمني، فأديت الثانوية العامة، ونجحت وبعدها كنت بين أمرين، إما جامعة القدس المفتوحة، وإما كلية حجاوي، فاخترت الثانية لعدة أسباب منها، الوقت المسائي، حيث كون قد فرغت من عمل المنزل، وعاد زوجي من عمله، وأولادي من مدارسهم، فاتركهم واتجه للكلية..". وتضيف "لك أن تتخيل العودة لتصبح طالبا بعد نحو عشرين عاما.. تذاكر وتدرس وتخضع لامتحانات وتنجح وترسب .. إنها حياة جميلة وتجربة رائعة أنصح كل سيدة أن تخوضها.. فالشهادة فخر لنا، وأمر نعتز به، ولا شك ستعيننا على مصاعب الحياة". [title] آلية الانتساب[/title] الأستاذ ماجد العموص رئيس قسم التربية والعلوم الإدارية في كلية هشام حجاوي أوضح أن إدارة الكلية فكرت في هذا الأمر مبكراً، وأدركت أهميته، واختارت لذلك وقتا يناسب الموظفين أو العمال وربات البيوت وغيرها من الشرائح التي ترغب بمتابعة الدراسة. ويشير في حديثه مع [color=red]"فلسطين الآن" [/color]إلى أن الدوام يبدأ الساعة الرابعة وحتى السابعة مساء، حتى يستطيع الطالب خلال 4 فصول دراسية أن يتم نحو 70 ساعة دراسية ينال بموجبها شهادة الدبلوم في المحاسبة أو إدارة الأعمال. وعن قبول طلبات الالتحاق والتسجيل، فأوضح أن تقديم الطلبات لحملة الدراسة الثانوية العامة لسنوات 2006 فأعلى، وعلى الطلبة من حملة الثانوية العامة 2006 حتى 2014 إرفاق كشف علامات التوجيهي أو صورة مصدقة عنه. ولفت إلى أن على الطلبة من حملة الثانوية العامة (الدراسة الخاصة) 2014 فما دون إحضار الشهادات المدرسية للصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر شريطة، ألا تتجاوز الفترة الزمنية عن خمس سنوات على إنهاء الصف العاشر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.