في الوقت الذي خرج بها أعضاء لجنة الحريات المنبثقة عن اتفاق "القاهرة" متفائلين من اجتماعهم المشترك عبر "الفيديو كونفرنس" بين الضفة الغربية وقطاع غزة بإنهاء ملفات الاعتقال السياسي وجوازات السفر ولاحقا المفصولين عن العمل، مع التشديد على رفض الاعتقال بل والاستدعاءات تحت أيّ حجّة كانت، جاء الرد حاسما من قبل جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية ليضرب بكل تلك الأحاديث عرض الحائط. الرد العملي جاء عبر اعتقال 8 من أنصار حماس من بينهم صحفي، وتمديد اعتقال مجموعة أخرى من المعتقلين والتوصية بفصل أحد المعلمين. وفي التفاصيل: فقد اقتحم عناصر من جهاز الوقائي قرية عصيرة الشمالية المجاورة لمدينة نابلس واعتقل كلاً من الأستاذ نضال حمادنة وماهر حمادنة، بعد مداهمة أماكن عملهم ومنازلهم وتفتيشها، بعد أيام على اعتقاله لنايف شقيق نضال بعد استدعائه للمقابلة. كما قام ذات الجهاز باعتقال الأسير المحرر أحمد صوالحة من ذات القرية، بعد اقتحام منزله وتفتيشه بشكل دقيق، علماً أنه مختطف سابق لدى الأجهزة في الضفة لفترة طويلة تجاوزت ثلاثة أعوام، وهو أسير محرر قضى في سجون الاحتلال 4 أعوام. وفي ذات السياق، اعتقل جهاز الوقائي الشاب بلال زعتر بعد اقتحام مكان عمله بالمنطقة الصناعية في مدينة نابلس. وإلى الجنوب، كان عناصر الجهاز يمارسون هويتهم المفضلة بملاحقة وسجن أبناء حماس. هذه المرة في بلدة السموع جنوب الخليل، حيث اختطفوا الطالب في كلية الشريعة بجامعة الخليل محمد أحمد الخلايلة من منزله في البلدة. كما اعتقل ذات الجهاز الطالب في جامعة القدس المفتوحة موسى نعيم عبد الكريم حلايقة (26عامًا) من بلدة الشيوخ بعد اقتحام منزله. وعلى الفور، تم عرض الطالب المذكور على محكمة مدنية في حلحول وتم تمديد اعتقاله 48 ساعة. والمذكور مختطف سابق لدى جهاز المخابرات والوقائي والاستخبارات ولدى الاحتلال وأفرج عنه قبل عام تقريبًا بعد أن أمضى 23 شهرًا في سجونه. [color=red][b][title]الصحفي العمايرة[/title][/b][/color] وفي تحد صارخ لكل الأعراف والمواثيق، التي تحرم ألمس بالصحفيين والتضييق على حرياتهم، نفذ عناصر من الجهاز "جريمة" بحق الصحفي الفلسطيني خالد العمايرة، بعد اعتقاله للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام. وقال الصحفي العمايرة :"إن الاعتقال جاء على ما يبدو على خلفية مشاركته في برنامج تلفزيوني بمناسبة الذكرى السنوية لحركة حماس بثته فضائية الأقصى ووصف هنية برئيس وزراء شرعي"، مؤكّداً أنه تعرض لمعاملة غير ودية بما في ذلك تلقي تهديدات بالاستدعاء المتكررة في حال قيامة بالتعامل مع فضائية الأقصى، وتمّ تسليمه بلاغ للحضور إلى مقر الأمن الوقائي يوم الاثنين الموافق 9 يناير. وأكّد العمايرة أن "هدف الأجهزة الأمنية هو دفع الصحفيين لممارسة الرقابة الذاتية وهو ما من شأنه إفساد مهنة الصحافة", مضيفا إن "على الفلسطينيين أن يختاروا بين حكم القانون أو حكم الشبيحة والبلاطجة"، مطالبا نقابة الصحفيين واتحادات الصحافة العربية والدولية بتحمل مسؤوليتها تجاه انتهاك حرية الصحافة والتعبير في الضفة المحتلة. [color=red][b][title]تمديد اعتقال[/title][/b][/color] من جهة أخرى، لم يكتف جهاز الأمن الوقائي بحملات الاعتقال والاستدعاء، بل طالت يده هذه المرة المحاكم التي يدعي القائمون عليها إنها تعمل باستقلالية تامة. فقد أكّدت مصادر قانونية أن الجهاز مدد اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بمدينة الخليل فراس أبو ماريا أسبوعاً جديداً على ذمة التحقيق، وهو المختطف منذ شهر كامل دون أي تهمة تذكر. كما مددت محكمة الصلح اعتقال عدد من أنصار حماس المحتجزين لدى جهاز الوقائي لمدة 15 يوم، عرف منهم المعتقل إسلام الشرفا من قرية بيتا في نابلس. وفي حلحول، مددت المحكمة اعتقال الشاب خالد عدلي طنينة من بلدة ترقوميا في محافظة الخليل ولمدة 48 ساعة، وهو المختطف لدى جهاز الوقائي منذ يومين. [color=red][b][title]فصل وظيفي[/title][/b][/color] وفي الوقت الذي أعلن فيه عن قرب بحث ملف المفصولين ودراسة إعادتهم إلى عملهم، فصلت حكومة فياض بتوصيةٍ من أجهزة السلطة معلماً من وظيفته على خلفية الانتماء السياسي. والمعلم المفصول هو محمود عطا الله عليان، مدرس اللغة العربية في مدرسة الجيب الثانوية. والغريب في الامر أن المعلم عليان عمل في المدرسة المذكورة لمدّة عام، وتم تعيينه مكان المعلم "أحمد عناقوة"، الذي تم فصله هو الآخر من عمله بسبب انتمائه السياسي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.