15.55°القدس
15.36°رام الله
14.42°الخليل
19.99°غزة
15.55° القدس
رام الله15.36°
الخليل14.42°
غزة19.99°
الجمعة 03 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.26دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.26
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.73

خبر: "الحرب الإلكترونية"..جبهة قتالية جديدة أمام (إسرائيل)

جاء قرار تل أبيب بتشكيل طاقم من المختصين من خبراء في التكنولوجيا لمواجهة حملات محتملة تهاجمها من خلال الوسائل التقنية الحديثة، متزامناً مع تزايد الحديث حول تعاظم الحرب الإلكترونية التي تدور رحاها في أنحاء العالم بأقصى قوة. وهو ما يعني أنّ الجبهة المدنية الإسرائيلية باتت عرضة للتضرر عبر شبكات الحواسيب، رغم تشكيل هيئة الأركان الوطنية لمجال "السايبر" قبل 7 أشهر، وتخصيص موازنة ضخمة لها، لكن الطريق لإقامة نظم دفاعية للجبهة الداخلية أمام هذه الحرب الجديدة ما زالت طويلة، ناهيك عن التشكيك فيها، لأنّ هذه الحرب هي المجال القتالي الوحيد الذي لا تؤثر فيه العمليات الهجومية على قدرات العدو على القيام بهجوم من جانبه، خاصة وأن الميزة الأبرز توجد دائماً لدى الطرف المهاجم، وهو ما لا يمثل بشرى سعيدة لـ (إسرائيل) التي ستتعرض في السنوات القادمة لهجمات بلا توقف من هذا القبيل. يأتي ذلك، وسط تخوفات شديدة تسود الجيش في الآونة الأخيرة من إمكانية مطاردة المنظمات المعادية لعناصره من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ويأخذ هذه المسألة على محمل الجد، ويسعى لمحاربتها من خلال شعبة تكنولوجيا المعلومات المسئولة بشكل مباشر عن توفير سبل الحماية من هذا الاختراق، خاصة وأن شبكة الحواسيب العسكرية مرت بإجراءات تعديلية في السنوات الأخيرة من شأنها السماح بإخراج وثائق ومستندات عسكرية بطريقة آمنة. ورغم ذلك فإن هناك تخوفات أخرى تكمن في سقوط أحد أجهزة الحاسوب العسكري في أيدي الأعداء، أو أن تستطيع القوات المعادية دخول تلك الأجهزة، والحصول على تلك المعلومات السرية. البروفيسور "غابي فايمان" من جامعة حيفا قال إن المنظمات الدولية المعادية نقلت جميع أنشطتها إلى المحيط الاجتماعي، وتطالب من خلالها تأييد أنشطتها, موضحاً أن نسبة النشاطات المعادية بهذا الصدد تصل 90%، وتعتبر الطريقة الأنجع في استيعاب العناصر الجدد والمؤيدين، فضلاً عن الحصول على معلومات حول المتفجرات وغيرها. فيما ذكر المراسل العسكري البارز "اليكس فيشمان" إنّ الحرب الالكترونية باتت اليوم حربا تستعد لها (إسرائيل) جيداً، خشية أن تدخل في أنظمتها الحساسة "فيروسات" تشل عملها في أحرج الأوقات، من خلال ما يسمى "حرب الظلال" الجارية بين الجيوش في عمق قلب معلومات العدو، وهي جبهة دينامية يستعملون فيها سلاحاً ثقيلاً، والحديث عن رقعة شطرنج ضخمة عالمية تتحارب فيها أفضل العقول، وفي كل يوم تدور معارك دفاع وهجوم، وتقع أضرار واضحة وغير واضحة. الجدير بالذكر أن هذه الحرب باتت سلاحاً يستعمله الجميع ضد الجميع، جيوش حديثة ومنظمات مسلحة وقراصنة حواسيب أفراد، كما أن الجيش لاعب رئيس في هذا الميدان، وسينفق في الخطة الخمسية القريبة مئات ملايين الشواقل على هجوم ودفاع عن نظم المعلومات، وفي هذه الحرب لا يوجد للصاروخ والطائرة الحربية المتطورة أي تميز، فهي حرب "العقل للعقل"!. لاسيما وأن مواقع عسكرية على الإنترنت في الجيش تضررت، رغم ما فيها من أسرار الدولة، وعدم التناسب الثابت بين القدرة على الهجوم في الشبكة، والقدرة على الدفاع عنها، فتطوير قدرات الهجوم تسبق دائما أفكار الدفاع عن "السايبر". القضية الأكثر إثارة في أوساط الجيش تتعلق بأن التقنية التي طورها قسم التنصت في السنين الأخيرة تُمكّن القائد العسكري من أن يتحرك مع الشاشة في ميدان القتال، ويحصل على أكثر المعلومات مع الحركة مع طوابير الجيش، مما يُمكّنه من ميزة عظيمة للقدرة على القيادة، لكنه نقص كبير فيما يتعلق بقدرة العدو على التغلغل داخل الشبكة، لأن اختراقها قد يتم عن طريق جهاز التحكم والرقابة في المركبة المدرعة لقائد اللواء، أو عن طريق الدخول لنظم التحكم المحكمة لدبابة واحدة، وعن طريقها للمعلومات المتدفقة في حاسوب اللواء والفرقة، ومن هناك التسلق لأعلى المعلومات حتى الوصول لهيئة القيادة العامة، والتأثير في ميدان القتال كله. ولذلك فإن البنية الحالية لنظام حرب السايبر في الجيش، تم التأليف فيها بين شعبتي الاستخبارات والتنصت، وأصبح الاتجاه واضحا: إزاء التطورات التقنية وازدياد التهديدات، فلن يبعد اليوم الذي ينشأ فيه في الجيش "مقر قيادة السايبر"، لإجراء التدريبات المناسبة، وإلا سيقف أمام معضلات فنية، ستصيب أجزاء كبيرة منه بالشلل.