الكاتب يتطرق إلى جولة هنية الخارجية يزور خلالها دول عربية وخليجية ، ويقول :"إن جولة هنية تكسر الحصار السياسي على الحكومة المنتخبة كما أبدعت المقاومة في كسر الحصار الاقتصادي على غزة" ، مشيرا إلى أن جولة رئيس الوزراء تدشّن لمرحلة جديدة.. بقلم الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف انتهت زيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية الخارجية لأربع دول عربية وإسلامية وكانت الأولى التي يستقبل فيها هنية بصفته رئيسا للوزراء الفلسطيني الشرعي والمنتخب رغم محاولة النظام العربي البائد عدم الاعتراف بهذه الحقيقة التي عبرت عنها الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت في استقبال هنية استقبال الأبطال والرؤساء المعتد بهم، وهذا الاستقبال هو الثابت في المعادلة أما الحكام فهو العامل المتغير، وهذا نؤكّده لأولئك الذين جبنوا واختبئوا خلف ظلالهم ولم يستقبلوا هنية بشكل رسمي يليق به ويوازي حرارة الاستقبال الشعبي، وهذا لن ينفي شرعية الرجل ومكانته بقدر ما شكل مهانة لهم وانتقاصا من مكانتهم. هنية عندما خرج من قطاع غزة في جولته كان يمثل الشعب الفلسطيني أولا كونه رئيسا للوزراء، منتخبا وشرعيا، ثم لكونه قائدا فلسطينيينا وقائدا حمساويا ضرب نموذجا للقيادة مختلفا عن ما عرفته الشعوب العربية من قيادات حاملا معه عبق التاريخ الإسلامي الغابر والذي مثل نموذجا في الحكم والقيادة العالمية والتي يبدو أن العالم متجه مرة أخرى نحو إعادة هذا النموذج وإرهاصات ذلك آخذة في التشكل وهي تسير بعين الله ورعايته، ويصدق فينا قول القائل ( لن ينصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) وما أنصلح حال العرب إلا بالإسلام ولن ينصلح حالهم اليوم إلا بالعودة للإسلام، وهنا يصدق فينا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغير السلام أذلنا الله ). ونعتقد أن زيارة هنية تشكل بداية حقيقية لكسر الحصار السياسي عن قطاع غزة بعد أن كسرت إبداعات المقاومة والحكومة والشعب الحصار الاقتصادي ولو جزئيا، سيتوج هذا الانكسار للحصار السياسي من خلال قيام القيادات العربية من رؤساء ورؤساء وزارات ووزراء لقطاع غزة وحكومة الأستاذ إسماعيل هنية في قطاع غزة، الأمر الذي سيشكل تدشين مرحلة سياسة جديدة في حياة الشعب الفلسطيني في قيادته وسياسته. وما هذا الانزعاج من البعض من هذه الزيارة إلا دليل خوف من أن دفة قيادة الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة ستنتقل إلى الأمناء على القضية والشعب، وما يدلل على هذا هو الموقف الغريب من ياسر عبد ربه و( منظمته) من تكليف السيد خالد مشعل بحمل رسالة من قبل الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى بشار الأسد الحاكم في سورية عادا ذلك بالأمر الخطير وكأن ما سيقوم به مشعل فيه تجاوز للأعراف وخروج عن بيت الطاعة؛ ولكن ردة الفعل هذه الموتورة هي دليل على الخوف الذي ينتاب من نصبوا أنفسهم قيادات على الشعب الفلسطيني الرافض لهم ولقيادتهم. الجولة الأولى لـ هنية والتي اعتقد نهايتها اليوم سيتبعها جولة ثانية نحو الخليج العربي، ولن تختلف هذه الجولة عن سابقتها وستحمل نفس الرسائل التي حملتها الجولة الأولى وهي القدس ونصرة فلسطين ودعم المقاومة والصمود واعمار غزة وتقديم الوجه الحقيقي والمعبر عن آمال وطموح وتطلعات الشعب الفلسطيني، وعن كيفية العلاقة المستقبلية للشعوب العربية وأنظمتها تجاه فلسطين القضية والشعب. نحن على أعتاب مرحلة جديدة للقضية الفلسطينية لن تكون الأسهل؛ ولكنها ستكون الأوضح، وستشكل نمطا مختلفا عما سبق وستكون فيها التضحيات أكبر؛ ولكن سيحصد الشعب الفلسطيني في نهايتها حريته واستقلاله وعودته وينال كامل حقوقه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.