لم يطل غياب الطالب فايز جابر نافذ عن وسائل الإعلام كثيرا، فبعد شهر ونصف على ملاحقته من أجهزة الضفة اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وتلخص قصة الطالب الحافظ للقرآن الكريم في تفاصيلها صور المعاناة التي يلقاها طلبة الجامعات في الضفة، بسبب الملاحقات المزدوجة من أمن السلطة وسلطات الاحتلال على السواء. ففي السادس من نيسان-أبريل الماضي، حاصرت أجهزة الضفة الطالب بكلية العلوم في جامعة الخليل بهدف اعتقاله، لكنه اعتصم في حرم الجامعة رافعا لافتة عبر فيها عن رفضه لهذا الاعتقال. تدخلت إدارة جامعة الخليل في ذلك الوقت وتعهدت بعدم اعتقال الطالب فايز من قبل عناصر "الوقائي" الذين كانوا ينتظرونه خارج أسوار الجامعة، فأنهى الشاب اعتصامه المفتوح، وقام أمن الجامعة بتأمين خروجه من الجامعة وإيصاله لمنزل لأقاربه في منطقة "c" التي يحظر على أجهزة الضفة الوصول إليها. وقد كلفت ملاحقة "الوقائي" الطالب فايز تأجيل دوامه لعدة أيام حتى يتمكن رئيس الجامعة من إيقاف سياسة الاعتقال وحل قضيته، كما تأجلت الامتحانات طول فترة غيابه بعذر من الجامعة، علما أنه تأخر عن التخرج أصلا بسبب الملاحقة والاعتقالات المتكررة من الاحتلال وأجهزة الضفة. واليوم، جددت قوات الاحتلال معاناة الطالب فايز جابر بعدما اعتقلته فجرا لتضع المزيد من علامات الاستفهام على دور السلطة الفلسطينية وأجهزتها التي تعمل على ملاحقة الطلبة واعتقالهم ضمن سياسة التنسيق الأمني وتبادل الأدوار مع الاحتلال.