أكد الخبير والمحلل حسام شاكر أهمية وثيقة تاريخية تكشف تفاصيل جديدة من استراتيجية التهجير القسري التي اتبعتها السلطات الإسرائيلية خلال نكبة ١٩٤٨. وأوضح شاكر الذي يدير فريقاً بحثياً في وثائق فلسطين والحركة الصهيونية، في تصريحات إعلامية بهذا الشأن من العاصمة النمساوية فييّنا، أنّ الوثيقة الموقعة من أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، "تعزز الاستنتاجات التي خلص إليها العديد من المؤرخين، لاسيما بشأن تفاصيل سياسات منع اللاجئين الفلسطينيين من العودة التي مارستها القوات الإسرائيلية حتى أثناء حرب ١٩٤٨ وما بعدها مباشرة. وأشار إلى أن الوثيقة تلقي بمزيد من الضوء على الدور البريطاني بعد نهاية الانتداب، كما عبّرت عنه الإشارة إلى القنصل البريطاني في حيفا سيريل ماريوت. ورجّح شاكر أنّ مجرّد تسرّب الوثيقة بنسختها الأصلية إلى دار للمزادات على شبكة الإنترنت؛ "كفيل بتحفيز مطالب التقصي والتحري في الوثائق الصهيونية والإسرائيلية المحجوبة أو المودعة في الأرشيفات أو المتفرقة بين مقتنيها من هيئات وأفراد"، وفق تقديره. ونوه إلى أن نسخة من الوثيقة مكتوبة بآلة طابعة وتحمل توقيع ديفيد بن غوريون، وهي محررة بتاريخ الثاني من حزيران/ يونيو ١٩٤٨، وتنصّ باللغة العبرية على طلب عدم السماح لمواطني حيفا العرب بالعودة إلى المدينة. ويؤكد بن غوريون في رسالته أنه: "حتى نهاية الحرب لسنا معنيين بعودة العدو، وعلى المؤسسات كافة العمل بموجب هذا". والرسالة المعروضة للبيع بالمزاد يوم الثالث من حزيران/ يونيو، وتابع "تكشف عن تفاصيل الأدوار المتبادلة بين المؤسسات الإسرائيلية في صناعة النكبة، خاصة وأنها موجهة إلى سكرتير مجلس عمال حيفا الصهيوني أبا حوشي"، وهو ذاته الذي تقلّد رئاسة بلدية المدينة المحتلة سنة ١٩٤٨.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.