10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: مواجهة العدوان الإسرائيلي المحتمل

تستنفر دولة العدو الإسرائيلي كعادتها لشن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني. ويتوعد قادتها بحرب قاسية لم تعهدها غزة من قبل. وكثيرة هي التحليلات التي بدأت تميل إلى احتمالية وقوع العدوان في وقت قريب. ولست هنا بصدد تأكيد هذه الاحتمالات أو الخوض في تحليل الموقف بشأنها، فسواء وقع العدوان اليوم أو غداً، فإن ذلك لن يغير من حقيقة عدوانية دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين، الأمر الذي يوجب أخذ الاستعدادات اللازمة لصد العدوان والتعامل مع نتائجه بسرعة فائقة. إن مؤشرات تشير إلى أن بعض الاستعدادات جاهزة بالفعل، ولكن الخطير أن يبدأ العدوان وهناك استعدادات لم تجهز بعد. وأجد من واجبي الوطني أن أستعرض على المعنيين بعض الاستعدادات الواجبة لعدوان محتمل: أولاً: فلسطينياً: 1- الجهوزية التامة للتغطية الإعلامية ورصد تحركات العدو بالـ"كاميرا" التلفزيونية. 2- تحضير الطواقم القانونية والمختصة لتبرير الرد الفلسطيني، مستندين للكثير من القرارات الدولية التي تجيز للشعب تحت الاحتلال ممارسة الكفاح المسلح لرد العدوان ونيل الحقوق. 3- الجهوزية التامة لقوى الدفاع المدني لإنقاذ وإسعاف الناس وقت العدوان بأسرع وقت وبأقل الخسائر البشرية. وتحضير الشعب لأساليب التصرف في أوقات الحرب، وإجراء تدريبات موسعة في هذا الجانب في الجامعات وبعض المدارس والمساجد. 4- استعراض تكتيكات العدو في اعتداءاته السابقة لتوقع شكل العدوان المحتمل، في ضوء حرص العدو باستمرار على اتباع تكتيكات جديدة في كل مرة. وحيث فشل الاجتياح البري فمن المرجح التوسع في العدوان الجوي والبحري. 5- تعبئة الجمهور الفلسطيني عقدياً ونفسياً لامتصاص الضربة وعدم الانفعال، وتصليب الموقف الشعبي لمساندة المقاومة بكل الإمكانات المتاحة. 6- إدخال تغييرات متلاحقة على أسلوب تحرك القيادات الحكومية والفصائلية، وتقليل التركيز البشري في بعض المؤسسات المتوقع استهدافها. 7- وحيث إن المرجح هو ضربات جوية خاطفة ومؤلمة، فإن الرد يجب ألا يأخذ في الاعتبار إطالة أمد المواجهة، الأمر الذي يحتم على المقاومة أن ترد بأقصى قوتها في الدقائق الأولى التي تلي العدوان مباشرة. فكلما كان الرد أقوى، كانت المواجهة أقصر. 8- تحرك جماهيري واسع بين فلسطينيي الداخل المحتل ضد العدوان، وتشكيل مجموعات فدائية لضرب مصالح العدو في معقله. ولابد من التحضير المبكر لخطوات من هذا النوع لاستخدامها في الأوقات العصيبة كالعدوان المحتمل. 9- مهاجمة المستوطنات في الضفة الغربية بكل السبل والإمكانيات المتاحة. وخروج التظاهرات الحاشدة للمطالبة بسقوط منهج التسوية والتفاوض، وإطلاق يد المقاومة. ثانياً: عربياً: وحيث إن الربيع العربي قد بدأ، لكنه لما يكتمل، فمن المتوقع أن يكون موقف الدول العربية أكثر جدية من العدوان السابق على غزة، إلا إنه قد لا يرقى إلى المستوى المطلوب. وعليه، فإن بعض الردود التالية ضرورية فور وقوع العدوان: 1- إعلان مصر رسمياً إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وقطع كل العلاقات مع العدو الإسرائيلي. 2- سعي مصر وبالتنسيق مع السعودية -إن أمكن- لإغلاق مضائق "تيران" في البحر الأحمر أمام الملاحة (الإسرائيلية)، فضلاً عن إغلاق قناة السويس في وجه أي دولة تقف إلى جانب العدوان. 3- تحرك الجماهير في الأردن لإغلاق سفارة العدو والمطالبة بإلغاء اتفاقية وادي عربا وقطع العلاقات مع دولة العدو. والمطالبة بتكوين جيش شعبي لإنقاذ فلسطين. 4- تتحرك القوى الحية في الشعوب العربية لتشكيل مجموعات فدائية لضرب العدو من جهة وادي عربا وسيناء والجولان وجنوب لبنان. 5- تتبنى جامعة الدول العربية مشروع قرار بسحب المبادرة العربية نهائياً، وسحب كل اعتراف عربي بدولة العدو. وتعمد إلى إعادة تفعيل المقاطعة الاقتصادية وغير الاقتصادية للعدو الإسرائيلي. وتتقدم بمشروع قرار في الأمم المتحدة بسحب الاعتراف بـ (إسرائيل) التي توتر العالم، وتمنع الاستقرار في الشرق الأوسط، وتتنكر لالتزاماتها بشروط عضويتها في الأمم المتحدة. 6- تتولى الجامعة العربية، بدعم من دول الربيع العربي، القيام بحملة إعلامية عالمية لإبراز الصورة القبيحة والمشينة للعدو الإسرائيلي منذ قيام كيانه الاحتلالي وحتى آخر لحظة، لنزع الشرعية عن هذا الكيان والتمهيد لسحب الدول اعترافها الرسمي به. 7- تتولى الجامعة العربية ومؤسساتها المختصة فرض تعريفة إضافية على تذاكر الطيران ورسوم التنقل عبر الدول العربية تسمى: "رسم ضحايا العدوان (الإسرائيلي) على غزة"، يتم توريد هذه الرسوم لصالح هؤلاء الضحايا. 8- تسليط الفضائيات العربية الضوء على مدار أسابيع من العدوان على عدوانية (إسرائيل)، واستعراض تاريخها المخزي في هذا السياق. ثالثاً: دولياً: 1- القيام بحملة دولية تطالب بطرد سفراء (إسرائيل) -ولو لشهر واحد على الأقل- تعبيراً عن احتجاج الدول الحرة في العالم على السلوك العدواني الذي تمارسه دولة الاحتلال. ويمكن أن تقود تركيا هذه الحملة، بمساعدة عربية. 2- بمبادرة عربية، وتركية، وإيرانية، يمكن العمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة بإلغاء عضوية (إسرائيل)، واعتبارها دولة خارجة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان. 3- وبمبادرة مماثلة يتم تشكيل محكمة جرائم حرب تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، تأخذ ضمن صلاحياتها الحق في محاكمة أي شخصية (إسرائيلية) ذات علاقة بالمجازر والعدوان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. وتوقيع الدول العربية والصديقة على اتفاقية تبادل المعلومات والمجرمين (الإسرائيليين). 4- القيام بحملة تضامن مع الشعب الفلسطيني، تتمثل بعض وجوهها بـ : عدم التعامل مع أي حصار على الشعب الفلسطيني واعتباره جريمة حرب. وتقديم الدعم المالي والإعلامي والعسكري لقوى المقاومة باعتبارها شرعية على المستوى الأخلاقي والقانوني. قطع العلاقات كاملة مع (إسرائيل). ملاحقة مجرمي الحرب (الإسرائيليين). منع مرور (الإسرائيليين) عبر الأراضي والمياه والأجواء العربية. تشكيل جيش عربي وإسلامي لتحرير القدس. مقاطعة كل دولة داعمة لـ(إسرائيل) بقدر الدعم الذي تقدمه لها. إن كل الخطوات السابقة ضرورية، ومنشؤها هو الفعل الفلسطيني، الأمر الذي يحتم على المقاومة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية بدء العمل في هذه الاتجاهات منذ اللحظة وعدم انتظار وقوع العدوان. فعسى أن يكون العمل على هذه الخطوات رادعاً لـ(إسرائيل) عن عدوانها. وعسى الله أن يرحم شعبنا ويجنبه جرائم عدوه ويُبطل كيدهم، كما قال سبحانه: "..كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (المائدة 64).