21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الرجوب يطعن خاصرة المغاربة

"الصهيوني يطلع برة والمغربي أرضه حرة" هذا هو الهتاف الذي دوى في القاعة الرياضية التي احتضنت منافسات دوري (ماسترز جودو)، في أثناء مشاركة الوفد الإسرائيلي، لقد عكس الهتاف رفضاً مغربيّاً لرؤية القدم اليهودية تدوس على تراب المغرب بحذاء رياضي؛ فالرياضة منذ سباق (ماراثون) بين الروم والفرس قبل آلاف السنين كانت سياسية. التفهم المغربي للضغط الذي وقع على حكومتهم، وضرورة التزامها بالاتفاقية التي تلزمها باستقبال الوفود لم يمنع ردة فعل الشعب المغربي، التي أهانت الوفد الرياضي الإسرائيلي، وكانت أبلغ من عدم الاستقبال الرسمي، وأزعم أن هذه البطولة الشعبية المغربية تعبر عن مزاج الأمة العربية والإسلامية كلها، بغض النظر عن موقف الحكومات. في مقابل الموقف الشعبي المغربي المبدع، وفي قمة النشوة الوطنية والإسلامية التي ترفض استقبال الصهاينة أو الابتسام في وجوههم؛ امتدت يد المسئول الفلسطيني الجنرال جبريل الرجوب، وراحت تصافح بمودة وحنان يد رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم المتطرف (عوفر عيني) أمام دهشة شعوب العالم التي عاشت أياماً من البطولة الزائفة، والتحدي الكاذب، والمواجهة الهزلية على خشبة المسرح الرياضي، لقد أيقنت شعوب الأرض كلها أن سحب الطلب الفلسطيني الذي تضمن تعليق عضوية الكيان العبري في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان نتيجة تنسيق سياسي فلسطيني إسرائيلي على أعلى المستويات، وما جبريل الرجوب إلا منفذ لسياسة عليا، وما كان ليجرؤ الجنرال على سحب الطلب دون إذن قيادته، التي قدمت هذه الهدية السياسية إلى الكيان؛ للتعبير عن نيتها مصافحة تفاوضية أعلى مستوى من مصافحة رياضية. وفي تقديري إن هذا التصرف ينسجم مع السياق العام الذي يحكم سلوك السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، وإزاء الشعور بالخزي والمهانة أمام المجتمع الدولي والعربي والفلسطيني الذي تابع القضية بشغف واهتمام بالغين؛ إن الجنرال جبريل الرجوب لن يعدم الحيلة والوسيلة، وسيجد الرجل ألف ذريعة وذريعة يقدمها تبريرًا لسحب الطلب، ولكن من المؤكد أن الجنرال لا يجرؤ على فضح المستور في القضية، ولن ينبس ببنت شفة عن السبب الكامن خلف إثارة موضوع تعليق عضوية الكيان في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبذلك رفع سقف المطالب الفلسطينية، والصعود إلى أعلى درجات السلم، وفجأة يبدأ تبريد الأجواء، ليصير التركيز على المصافحة مع الابتسامة التي تشير إلى أن القيادة الفلسطينية التي أجلت التصويت على تقرير (جولدستون) في مجلس حقوق الإنسان سنة 2009م هي القيادة نفسها التي منعت تصويت (فيفا) على طلب تعليق عضوية الكيان العبري، وهي القيادة نفسها القادرة على مد يدها للمفاوضات. الجهة الفلسطينية السيادية التي سحبت طلب تعليق عضوية الكيان العبري في منظمة (فيفا) لم تخن نفسها، بل خانت كل المنظمات والجمعيات والتجمعات العربية والإسلامية والإنسانية التي اصطفت خلف القضية الفلسطينية العادلة، فكان الخذلان على يد من يدعي أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا يفرض على كل قوى الشعب الفلسطيني الناضبة بالحياة وحب الوطن أن تتضافر معاً، وأن تشكل جبهة وطنية إسلامية عربية فلسطينية تسعى إلى استرداد القرار الفلسطيني الذي ألقى القبض عليه جماعة غير مؤتمنة على القضية. ومع الاستسلام الفلسطيني الرخيص في زيورخ بالنمسا، واحتفالات النصر الإسرائيلية التي عاشها نتانياهو، برفقة وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف؛ ستبقى القضية الفلسطينية نبض الروح للأمة العربية والإسلامية، وسترفض كل شعوب الأرض المصافحة الخبيثة بين الرجوب وعوفر عيني، وستقف الأمم الحرة جميعها خلف المغاربة، وهم يهتفون في وجه الوفد الرياضي الإسرائيلي: "فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة"، نعم، التطبيع خيانة وفضيحة وعار، والخيانة عفن وقذارة، ولو كحلت عيونها بالضرورة، وتعطرت بالحاجات الملحة، وطرزت فستانها بالظروف الموضوعية. ملاحظة: عندما يقول وزير الحرب الصهيوني السابق إيهود باراك: "إنني أعرف من سيخلف محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية"؛ فمعنى ذلك أن إيهود باراك كان يعرف أن الذي سيخلف أبا عمار رئيساً للسلطة الفلسطينية هو شخص محمود عباس