"الضغط يولد الانفجار"..مقولةٌ لا يختلف عليها اثنان، فـ"لطاقة الإنسان" حدود إذا ما تجاوزتها الضغوط فإن صاحبها سينفجر، وقد تنجم الضغوط لدى الموظف مع غياب لغة الحوار مع مديرية، خاصةً إذا كانوا من النوع الذي يتعامل مع الأوامر على أنها "شيء مقدس" ولا مجال لتعديله، حينها يلجأ أغلب الموظفين إلى ردود سريعة وغاضبة في حال صدور أي قرار غير متوقع، والسؤال الذي يطرحه التقرير التالي:"كيف نضع نقطة النظام لكلٍ من المدير والموظف على حدٍ سواء حتى لا تصل بينهما إلى الأمور طريقٍ مسدود يؤدي إلى الانفجار. [title]داخلي وخارجي[/title] الموظفة "عفاف" ترى أن المدير المتسلط على موظّفيه يزيد من ضغوطهم النفسية، فيصبح الموظف مجرد "آلة" تؤدي العمل المفروض عليه تأديته حتى ينتهي موعد دوامه مردفة: "وهذا الأنموذج نجده سائداً في المؤسسات المحلية". وعلى النقيض، فإن الموظفة "هالة" تقول:"حين يتلقّى الموظف أوامر لا طائل لها وغير مقنعة فمن الطبيعي أن ينفجر". المستشار محمد أبو شرّ مدرب معتمد من جامعة كولومبس في أمريكا والمركز العالمي الكندي ومدرب معتمد من أكاديمية بناة المستقبل بمصر، أوضح أن الضغط الذي يتولد لدى الموظف ينجم نتيجة الفهم الخاطئ لسلوك ما من قبل الموظف أو المدير نفسه الذي قد يكون جاهلاً بالحالة النفسية لدى الموظف. وأشار إلى نوعين من الضغوط، الأولى داخلية وهي تكون داخل الموظف نفسه، حينما لا يحدد أهدافه من عمله، ويتعامل مع عمله كأداء واجب فقط، ويكون غير متقبل لذاته ورضاه بالنصيب، أما الضغوط الخارجية فتتمثل في الضغوط المجتمعية، والاقتصادية، تلك الضغوط تنعكس بلا شك على الموظف والمدير على حد سواء. ويشدد أبو شر، في حديثه، أن المدير يتحمل جزءاً من المسئولية في التخفيف من الضغوط الملقاة على الموظف، كأن يتمتع بالمرونة في التعامل مع موظفه، والثناء على الموظف وتشجيعه، فالموظف في بعض الأحيان ينتظر منه كلمات الثناء وليس العائد المادي. [title]مهارات التفكير[/title] في بعض الأحيان تصدر من الموظف ردود فعل سريعة تجاه رفض المدير اقتراحاً أو طلباً له، فتدمر الشخص وتزيد من ضغوطه ويتجنب مواجهة مديره حينها، فقد بيّن أبو شر أن أكثر ما يعاني منه الأشخاص في مجتمعنا ردود فعلهم السريعة دون أي تفكير وهذا ما يدمرهم، لذا يجب أن يمتلك الموظف مهارات التفكير، وعليه أن يتقبل وجهات النظر على اختلافها. وقال:"يجب أن ينظر الموظف إلى أسباب الرفض بشكل موضوعي، ويعدل ويصحح في مواطن الخلل، ولا يستسلم بل يُعدل ويرتقي بعمله". وواصل:"كما أن المدير لابد أن يمتلك أسلوباً حسناً في توجيه الرفض بموضوعية دون انحياز لموظفه، كقوله أداؤك جميل، ولكن يحتاج إلى تعديل كذا وكذا".