الكفيفة شهد الجدي وشقيقها وسيم يحصدان المرتبة الأولى بالمدرسة
خبر: بالصورأطفال مكفوفون يديرون مؤسسة تعليمية بغزة!
18 يوليو 2011 . الساعة 07:36 ص بتوقيت القدس
في الوقت الذي يعتقد البعض أن المعاق عالة أو مخلوقاً تتطلب احتياجاته ومساعدته جهداً وتعباً كبيرين، مثلت شهد وشقيقها وسيم كنزاً للمدرسة التي التحقوا بها، بخوضهم للتعليم ومن ثم مشاركتهم في إدارة وتنظيم المدرسة ومساندة زملائهم المكفوفين. فلم يقتصر تحدي الإعاقة لدى شهد الجدي (9 سنوات)، ووسيم (7 سنوات) المعاقين بصرياً على الانتساب للمدرسة كمجرد مؤسسة يتلقيان فيها العلم، ففيها انتفضت مواهبهم وإبداعاتهم وحققوا تفوقهم ليكونوا نوراً يسير بين الغرف الصفية بمركز النور للمعاقين بصرياً. ويتحدث مرشد الطلبة وليد أبو شرار عن تفوق شهد وشقيقها اللذين حصلا على المرتبة الأولى بين زملائهما في المدرسة "من السنة الأولى التي دخلت فيها شهد للمدرسة وهي الأولى على صفها في دراستها، وهي لم تشعرنا يوماً بأنها كفيفة". ويضيف "الطفلة صاحبة عقل وذكاء عالي، فقد تمكنت من تعلم اللغة الإنجليزية مبكراً، والأجمل من هذا أنها تشاركنا في تنظيم المدرسة وفي الأنشطة المختلفة، فهي صاحبة موهبة أيضا في المسرح والغناء". [title]دور الأسرة[/title] ويعزو المرشد تفوق شهد وشقيقها للاهتمام الأسري بالدرجة الأولى، موضحاً أن والدي الطالبين على تواصل مستمر مع إدارة المدرسة، ويبذلان جهوداً من أجل تلبية احتياجاتهما ومساعدتهما على تحقيق الذات والنجاح. ويؤكد أن شهد تشارك في أنشطة المدرسة اللامنهجية وتحب المشاركة في النظام داخل المدرسة، قائلاً "إنها تشغل كل وقتها في المدرسة حتى في الاستراحة وتقوم بمناقشة زملائها في الدروس الصفية وحل الواجبات". ويعد أن تفوق شهد سبباً في تفوق وسيم المبكر مما وفر على المدرسة الكثير من العناء والمشقة التي يبذلونها لتأهيل الطلبة ومساعدتهم على التفاعل في الجو المدرسي، متوقعاً أن يكون الأخويْن صاحبا مستقبل زاهر. وبكلمات مختصرة قالت شهد وقد ارتدت تاج التفوق "أحببت الروضة والمدرسة قبل أن أراهما وشجعني أهلي في البيت، وحينما جئت إلى المركز أحببت التعلم أكثر لأنه أصبح لي أصحاب". وتابعت "جاء أخي وسام معي السنة الماضية إلى المدرسة وأصبحنا ندرس واجباتنا معاً، وأعلمه كيف يقرأ ويكتب". [title]الطالب الموهبة[/title] ويعد الطالب خالد النجار (11 عاماً) من أكثر المكفوفين تميزاً داخل المدرسة، وهذا ما أهله لأن يكون جزءاً رئيسياً لا يمكن الاستغناء عنه في إحياء مهرجان التفوق الذي كان أحد المكرمين فيه. فخالد طالب ومدرب رياضي وموسيقار مبدع استطاع أن يجمع كل هذه الصفات داخل سور مدرسته، وكما يقول المرشد شرار "ما يذهلنا ويجعل هذا الطفل الكفيف قمة في التميز هو أنه تحدى في البداية واقع أسرته المرير كونها تحوي 7 معاقين، ووضعها المعيشي متدني للغاية". ويضيف "رغم فقده الشبه كامل لبصره إلا أنه يتحرك داخل المدرسة بحركة نشطة للغاية وبقوة، وخاض الأنشطة الرياضية وأبدع فيها، خاصة في الوثب وتسلق الأماكن العالية دون خوف أو تعثر، وهذا عمل ليس بالبسيط بالنسبة لكفيف". ويشير إلى تفوقه الفني قائلاً "إنه بارع في العزف على البيانو بطريقة ممتازة جداً، ولهذا فهو صاحب مستقبل، وإبداعاته تكبر معه كل يوم". ورغم ما أسلف عن الطالب المتميز الذي يُنسي الحديث عنه أي أحد بأنه كفيف، إلا أن سيرته تزداد تميزاً بوصفه كنزاً للمدرسة خاصة وأن الكثير من زملائه في المركز يعتمدون عليه في التعلم، إضافة إلى نشاطه داخل ساحة المدرسة ومبادرته بالمشاركة في النظام والنظافة والأعمال اللامنهجية. وبرز الطفل الموهبة بإبداعاته خلال مهرجان تكريم المتفوقين في المركز بمدينة غزة التابع لوكالة الغوث "الأونروا"، الذي لم تخلو أي فقرة أو عرض من وجوده الفاعل فيها، حيث كان في مقدمة العرض الرياضي الفني، من خلال الوثب العالي، وفرقة الدبكة الشعبية وفقرة الموسيقى والأناشيد. [title]بناة في المجتمع[/title] وقالت القائم بأعمال مدير مركز النور للمعاقين بصرياً لطيفة الوحيدي إن "الأطفال يكتسبون مهارات التعلم ونضعهم على طريق المعرفة خلال دارستهم في المركز من أجل إعدادهم للتعليم الثانوي والجامعي". وعدّت أن تفوق المعاقين داخل المركز وتحديهم للواقع مؤشراً كبيراً على أنهم مساهمين بشكل رئيسي ومهم في تنمية وبناء المجتمع. من جانبه، قال رئيس برنامج الإغاثة والخدمات بـ"الأونروا" حسام مناع إن "أطفال مركز النور جميعهم متفوقين في تحصيلهم العلمي وتحديهم للإعاقة والتغلب عليها". وأكد على استمرار بذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات فئة المعاقين من أطفال غزة، لافتا ًإلى أنه تم دمج أكثر من 250 من خريجي المعاقين من المركز في المؤسسات التعليمية، واستكمال عدد ماكينات الطباعة والأجهزة الكهربائية الخاصة بهم، وتطوير الوسائل التعليمية داخله. بدوره، أشاد القائم بأعمال مدير عمليات وكالة الغوث في قطاع غزة "كريستيل لوردال" بإنجازات وتفوق المكفوفين داخل المركز، عاداً أنها دليلاً على تميزهم ومهاراتهم وقدرتهم على المشاركة في المجتمع. ودعا طلبة المركز للاستمرار في التفوق والمزيد من الإبداع في المجالات العلمية والرياضية والفنية والثقافية. [img=072011/re_1310974264.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310974284.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310974304.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310974326.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310974353.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310974367.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.