ابتكرت شركة ألمانية حلة خاصة لمساعدة طلبة الطب والمصممين على معرفة أحوال الرجل المسن, وشعوره عندما يفقد جسمه القوة والقدرة على الحركة. وعند ارتداء حلة "الرجل المسن" يصبح الصوت مكتوما, والبصر محدودا كما لو كنت تضع على عينيك غمامة مثل تلك التي توضع على عين الحصان, والحلة مزودة بأثقال عند المفاصل تجعل الانحناء لالتقاط شيء من الأرض أمراً مستحيلاً. كما أنها مزودة بخوذة بشاشة وجه صفراء شفافة, وسماعات رأس خاصة وقفازات تقيد حركة اليدين, وتضم الحلة زوجاً من السراويل وسترة ثقيلة مما يعطي الانطباع الكلي بأن من بداخلها إنسان آلي ممتلئ الجسم. وأصبحت هذه الحلة تستخدم منذ فترة في مصحة إيفانجليش جرياتريزنتروم ببرلين لرعاية المرضى المسنين, ويتدرب طلبة الطب من مستشفى تشاريتي ببرلين على رعاية من دخلوا مرحلة الشيخوخة في المصحة. ويقول راهيل إيكارت وهو طبيب امتياز يدرس طب الشيخوخة بالمصحة إن الطلاب يحصلون على فهم أفضل لطبيعة التقدم في العمر، وهذه الخبرة العملية يمكن أن تكون أكثر فعالية من القراءة عنها في كتاب. وقد صمم أول جيل من الحلة معهد ماير هنتشيل ومقره مدينة ساربروكن الألمانية عام 1995، وطرح أحدث موديل منها في السوق عام 2008. ويقول جوندولف ماير هينتشيل مؤسس المعهد الذي يحمل اسمه إن المعهد متخصص في مجالات التدريب الطبي ورعاية المسنين وخدمات النقل لهم، وعلى سبيل المثال دربت شركة النقل العام ببرلين سائقي الحافلات العامة التابعة لها وأطقم تقديم الخدمات باستخدام هذه الحلة. واستخدمت هذه الحلة أيضا في تصميم سيارات تلبي احتياجات كبار السن، ويوضح إيكارت أنه يمكن للعلماء والمهندسين أن يستخدموا الحلة للحصول على فكرة عن الإحساس بكون المرء مسناً، وأيضا لكي يصمموا الجزء من السيارة الخاص بجلوس الركاب والأجزاء التي تتحكم فيها لتناسب بشكل أفضل احتياجات المسنين. ويشير فولكر شميت من المنظمة الألمانية لرعاية المسنين إلى أن الحلة تزود من يرتديها بالإحساس بالشيخوخة، ويقول غير أن هناك مسائل أكثر في هذه المرحلة من العمر من مجرد محدودية القدرة على التحرك، فهناك أشخاص يبلغون من العمر 55 عاماً ويعانون من ضعف الإبصار بينما يوجد أشخاص يبلغون التسعين ويتمتعون بإبصار كالصقور. وصممت الحلة لكي تبين كيف يفقد كبار السن القدرات البدنية بأكثر مما تكون بمثابة محاكاة لعمر معين، ويقول إيكارت إن فقدان قوة العضلات يعد مشكلة كبيرة لكثير من المسنين، ويمكن في حالة السقوط أن تقل استقلالية المسن واعتماده على نفسه، ويضطر الكثيرون إلى الحد من تحركاتهم لتجنب التعرض للحوادث. وتحد الحلة من إدراك مرتديها فيصعب التمييز بين اللونين الأزرق والأخضر، ولا يمكن أن تصبح المحادثة متاحة إلا في مواجهة الشخص الآخر مباشرة، ولا يمكن في الغالب سماع الأصوات القادمة من الأجناب أو الخلف ويكون من الصعب تحديد مصدرها، وعندما توضع الحلة مرة أخرى في صندوقها بعد ساعة تشعر بجسمك خفيفاً كالريشة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.