25.52°القدس
24.93°رام الله
25.53°الخليل
26.15°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل25.53°
غزة26.15°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: ماذا بعد أن أقر الصهاينة إهراق دم الأسرى المصريين

لا ريب ان الله عندما خلق القلب وخصه بالمكانة الأكبر أراد له وظيفة معنوية أهم من الوظيفة العضوية فجعل القلب منوط الفهم والتأثر والإدراك وجعل ابتداء خلقه رقيقا طاهرا شفافا كالانية وبالرغم من صغر حجمه المادي الا أن اتساع مداه المعنوي يسع ادراك عظمة الخالق فقد ورد في الاثر «ما وسعتني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن الوادع اللين» الا أن هذا الصفاء ما يلبث ان يتلوث نكتة فنكتة تلو اخرى ليس من أثر السيئات بالضرورة ولكن من تراكم الهموم والغموم والانكسارات حتى يقف تماما وقد أنهكته الحياة والناس ويقرر أن يسترجع حالة الصفاء الأولى ليعود الى الله كما بدأ ولكن هذه المرة بوصف النفس المطمئنة الراضية المرضية وقد تخلصت من التعب لذا كان دعاء أهل الجنة اول دخولها «الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن». أغلب ما في الدنيا يقتطع شيئا من قلبك ناقلا اياه من حالة السعة الى الضيق، ومن الفرح الى الحزن، ومن الأمن الى الخوف، ومن الثبات الى الضعضعة، ومن اليقين الى الشك، كلما كبرت يخف منسوب البراءة في قلبك ويزيد منسوب الخبرة ولكنها تلك الخبرة السوداء التي يشيب منها شعرك فما أدركتها الا بألم فقد او خيانة أو خسارة. عندما نحس بالالم نسارع الى اجراء الفحوصات ولكننا لا نجد فحصا يقيس منسوب الفرح او نسبة الأمل او أنزيمات التفاؤل مع أن هذه وما تمثله من حياة القلب قد تبث الروح في جسد نصفه في القبر! لو كان هناك فحص لاعمال القلب المعنوية وحالته الشعورية لوجدنا ان معظم قلوب البشر تعاني من أنيميا وضعف حاد في المشاعر التي تحافظ على استمرار دقات القلب وتدفق الدم، فما الفرح؟ ما عاد البشر يعرفون سوى اسمه فهم يقومون بكل أعماله ولكن مردود الاعمال لا يعود بنفس النتيجة! تمر بنا مواقف عصيبة بعضها من القدر وبعضها من ظلم البشر فتعلمنا دروسا قاسية تحفر على جبين القلب وفي سويداه: هنا يوجد قلب منكسر، وبعد ضربة اول معول خيانة لا يستعيد القلب عافيته تماما مهما أخذ من المدعمات أو المنشطات بل يظل على حذر ووجل يتشكك من كل شيء وكل احد قبل أن يمنحه جزءا من بقايا ثقة مهلهلة مستعدة لتحمل الخيبة في أي وقت! الغريب أن البشر لا يتورعون أن يكونوا تلك النكت السيئة في قلوب الاخرين فإننا كما نتعلم ابجدية القراءة والكتابة فهناك للقلب ابجدية ولغة وذاكرة لا تنسى اول من علمها درس الغدر، ولا من طبع عليها بختم الخديعة! ان القلب يحتفظ بالاحسان طويلا ويحتفظ بالاساءة أطول لذا يبقى في القلب صديق لا تنساه ويبقى في القلب عدو لن تغفر له، نمر بالافراح فلا نجد لها سعادة، نمر بالاعياد فنتكلف ونجتهد لنفرح، نخرج وندخل ونكرر ذات الطرق والاحوال التي أفرحتنا في زمان طفولة القلب فلا يكون لها ذات الاثر في قلب شاخ في عزه من كثر ما تعاقبت عليه سوءات البشر وأصنافهم!! وهي حالة الكلل والعمى التي ذكرها الحديث وهي من حالات اعلان موات القلب!! قد نفهم تقلب صروف الدنيا وأثرها على القلب ولكننا لا نفهم تدخل البشر عن سابق ارصاد وترصد لاستهداف قلوب الاخرين!! نفهم ان يكون الفقر سببا في نزع الفرحة من قلوب البعض ولكننا لا نفهم مثلا ان يستقوي الناس على بعضهم فيأكلون مال المستضعفين!! كيف يمكن لبشر ان يرضى ان يكون اسمه رديف خيانة او ظلامة او قهر او دمعة او غش او كسر في قلب عبد آخر فإذا ذكرت الخصلة السيئة كان هو صنوها وصورتها المجسدة!! ليست هذه مبالغة فكما كان العدل عمريا كذلك كان البطش حجاجيا فأصبح البشر دلالة على صفات حميدة او ذميمة! ينسى العباد وهم يتركون بصماتهم السيئة وخناجرهم المسمومة في قلوب الاخرين أن للقلوب سجلات وحسابها عند الله غليظ وربما اغلظ من سجلات حساب الاجساد فالاصل في القلب ان يكون مفرغا من الهم والغم والحزن مقبلا مطمئنا على عبادة الله ومن صرف قلب عبد عن هذه الحالة فقد صرفه عن الايمان. ان البكا والضحك والفرح والحزن بيد الله فسبحانه من أضحك وأبكى فمن تدخل في حكم الله بالابكاء والاتعاس كان لا بد له من جزاء عسير كما كان لا بد لمن يرسم بسمة بعد دمعة على خد قد حفر فيه الحزن أخاديده ان ينال الجنة كما جاء في قصة ابي نصر الصياد الذي لم يغن عنه ماله وسلطانه من دخول النار ولكن نجته دموع ارملة وابتسامة يتيم اعطاهما رقاقتي خبز يوم كان فقيرا. ان لكل عبد صيتا في السماء يسبقه عند الله فيعرفه أهل السماء بما يعرفه به اهل الارض فمن كان لقلوب العباد محسن عُرف عند الله بذلك ومن كان لهم مسيئ لم ينفعه مال ولا بنون في يوم لا يُقام فيه وزن الا للقلب السليم. جاء في الحديث القدسي» احبكم الي وأقربكم مني منزلا يوم القيامة الموطئون أكنافا» اي الذين يبذلون أنفسهم أرضا ذلولا ليطؤها البشر بأريحية وكنف المرء حضنه ماديا ورعايته معنويا ومنها نقول عاش في كنفه، فمن عاش الناس في كنف معروفه الشعوري كان له أمل بتلك المنزلة ومن ابتعد في الدنيا عن رعاية قلوب العباد ابتعد عن مجلس رب العباد في الاخرة. كنا نستقبح مصاصي الدماء في الصورة التخيلية لهم ونازعي الفرحة من القلوب ليسوا أقل قبحا ووجودهم حقيقي فإياك ان تكون أحدهم!