15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
18.24°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة18.24°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: كم كلفت جولة هنية ؟

بعض من ساءتهم جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية والوفد المرافق له، لأن الجولة حققت أهدافها، وكشفت عن تقدير العواصم العربية والإسلامية للديمقراطية الفلسطينية التي أعطت هنية تمثيلاً شرعيًا للحكومة رغم قرار الإقالة. وكشفت عن تقدير آخر لحركة حماس بوصفها حركة تحرر وطني وحركة مقاومة هي في موقع الشراكة والقيادة في فلسطين المحتلة وفي الشتات الفلسطيني. بعض من ساءته الزيارة، وأرادوا أن يحتكروا تمثيل الشعب الفلسطيني في العواصم العربية والإسلامية والعالم، ولم يقنعوا بالسيطرة الكاملة على سفارات فلسطين، رغم النقص الخطير لدور هذه السفارات في القيام بالواجبات المناطة بها، أخذوا يشوشون على زيارات هنية والحكومة المنتخبة، وأخذوا يديرون معركة إشاعات وتضليل، فزعموا أن جولة هنية والوفد المرافق له قد أهدرت المال العام، وبالغوا في الأرقام، وفي التكاليف، وكأنهم ومَنْ يمثلون هم أهل الشفافية والنزاهة والزهد، (ولم يرجملهم عوج رقته)؟! لقد عجبت من جرأة هؤلاء على الله، وعلى الحقيقة، وممارسة الكذب على الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال مواقع إلكترونية، وأسماء مستعارة، ولو طلبوا الحقيقة الموضوعية لوجدوها نقية صافية بلا رتوش أو دبلجة أو منتاج، لذا أجدني مضطرًا إلى القول إلى أصحاب الغيرة الحقيقية الصادقة، وإلى الرأي العام الفلسطيني، إن زيارة رئيس الوزراء هنية والمرافقين له لم تكلّف خزينة الحكومة بغزة غير مصاريف الجيب فقط كما يقولون، فقد تولى المضيف المصري تكاليف الزيارة والإقامة والحركة من معبر رفح وحتى السفر إلى الخرطوم، إضافة إلى رحلة العودة من القاهرة إلى معبر رفح. وأرسل رئيس الجمهورية السودانية عمر البشير طائرته الخاصة لنقل رئيس الوزراء والوفد من القاهرة إلى الخرطوم، وتحملت الحكومة السودانية نفقات الإقامة والحركة، وعند السفر إلى تركيا تحملت رئاسة الجمهورية السودانية تذاكر السفر من الخرطوم إلى اسطنبول رغم ظروف السودان الصعبة، حتى قال فيهم رئيس الوزراء (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة). وصلت الرحلة اسطنبول، فوجدنا رجلاً شجاعًا وفيًا كريمًا، وتحمّلت الحكومة التركية تكاليف الإقامة والحركة والسفر، ودفعت تكاليف تذاكر الطيران إلى تونس الشقيقة. والأمر تكرر في تونس الثورة، تونس القانون والسيادة، والكرم المغربي الإسلامي الأصيل، وأقلّت الوفد طائرة تونسية إلى القاهرة في رحلة العودة على نفقة الحكومة التونسية. هذه هي تكاليف الرحلة المالية، القليل من مصاريف الجيب كما يقولون، فهل لهؤلاء المرجفين من ضمائر أو عقول يتدبرون فيها الأمور ليحجزوا لهم مكانًا ما في مجتمع فلسطيني تكفيه المعاناة والآلام التي يصنعها له الاحتلال. رحلة رئيس الوزراء رحلة عمل حافظت على الثوابت، وحافظت على المال، وحققت مكاسب عديدة لا لحماس، بل لفلسطين الوطن والشعب، القدس والضفة وغزة والشتات الفلسطيني واستنهضت الأمة والشعوب لتأييد الحقوق الفلسطينية. إن من تحدّثوا عن المال وعن التكاليف، هم تحدثوا من زاوية ضيقة، لتضليل الرأي العام أولاً، وتحدثوا من منطق كاره لحماس ثانيًا، وربما أرادوا التغطية على الفضيحة المالية التي فجّرها نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قال إن السلطة الفلسطينية في رام الله قد أخذت الأموال المجمدة في الجامعة لصالح غزة والتي تبلغ (32.5 مليون دولار)، دون اتفاق مع غزة أو مع حركة حماس. الأمر الذي أدهش رئيس الوزراء وأحزن غزة، رغم أن المال مسجل في البنوك بأسماء شخصيات من غزة. إن من شوشوا على الرحلة بمزاعم مالية فاسدة عليهم مراجعة أنفسهم، والنظر في انحرافات من يُمثّلون ماليًا، فالشعب الفلسطيني الذي ألهم الثورات تجاوز حالة الوعي الراشد، وبات على مشارف ثورة حقيقية شاملة وكاملة، وأول ضحاياهم المفسدون.