ركض مسرعًا نحو سيارة الإسعاف وهو يحمل ابنه المريض بكلتا يديه عندما سمع اسمه في الصالة الخارجية لمعبر رفح البري ليسمح له بالسفر ، وكأنه ركض يرسم معاني الانتظار لأكثر من عام نحو العلاج وتخفيف الألم والوجع. هكذا بدا والد الطفل المريض محمد زيدان (16 عامًا) في الصالة الخارجية لمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة ، وشرح زيدان حالة ابنه بقوله: "ابني يعاني من شلل دماغي وزيادة التشنجات"، موضحًا أنه متوجه به إلى مصر للعلاج. زيدان الذي يخرج لأول مرة للعلاج عبر معبر رفح البري ينتظر أن يفتح المعبر منذ حوالي أكثر من عام كما أفاد خلال حديث لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" ، وأعرب عن استيائه الشديد من حالة إغلاق المعبر المتكررة ، وقال: "منذ عام ونحن ننتظر المعبر وهو يفتح ويسكر". وأضاف: "المعاناة صعبة جدًا وإن شاء الله ربنا يفرجها وتصير مصالحة" , وطالب الجانب المصري بفتح المعبر ، وتابع بقوله:"مطالبنا أن يفتحوا المعبر ويخففوا على أعباء الناس، الناس التي تعاني ما ذنبها!". كانت هذه حالة من حالات كثيرة تحكي قصة الوجع والألم ومعاناة المواطنين على معبر رفح بمختلف فئاتهم وحالاتهم الإنسانية وخاصة المرضى منهم، من التنقل في مستشفيات قطاع غزة إلى الانتظار الطويل للحصول على فرصة للسفر ربما لا تكون. [title]دموع من لها!![/title] لم تتمالك أم شرف من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة دموعها، وأولادها يجلسون حولها على الأرض في الصالة الخارجية لمعبر رفح تحت حر الشمس، تنتظر أن يسمح لها بالسفر لعلاج طفلتها مريم 8 سنوات وكأنها تنتظر مجهولًا. توجهت أم شرف بطفلتها مريم إلى مصر في تاريخ 27/9/2014م وأعطاها الطبيب موعدًا أقصاه ثلاثة أشهر لتراجعه ولكن إغلاق المعبر حال بينها وبين ذلك. منذ شهر يناير الماضي تنتظر الطفلة مريم المريضة بمرض التلاسيميا، وخلال تلك الفترة عملت حوالي ست تحويلات إلى مصر ولكن المعبر مغلق، أفادت والدتها أن أختها أيضًا مريضة ولكن التحويلة التي تحملها لمريض واحد. وقالت: "غير متوقعة أن أسافر ، وبنتي سافت وغيبت في الصالة ساعتين ، وترجيت من في الصالة أنني أريد إسعاف ولا أحد يسمعني". "نناشد أمة لا إله إلا الله ، افتحوووووااااا المعبرررررررر ، بالله عليكو افتحوا المعبر للمرضى، صرخة للعالم كله، حسبي الله ونعم الوكيل" ، بهذه الكلمات صرخت الوالدة ودموعها تتحشرج في داخلها". وبكل ألم قالت:" عمر مريم 8 سنوات، بأقول حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل في كل من لم يقف مع الأطفال المرضى، لمين يروحوا، لمين يناشدوا، والدها عاطل عن العمل تقريبا عشر سنوات، لا قادر أوديها ولا قادر أجيبها". أم شرف التي قدمت إلى المعبر من الرابعة فجرًا وهي تنتظر السفر، قالت: "أنتظر الباص الذي يدخلني للقاعة، والبنت غيبت أكثر من ساعتين"، معتبرة أن أيام لفتح المعبر غير كافية. وتابعت: "أناشد أبو مازن وهنية والسيسي نفسه، نداء وصرخة الأطفال وآلامهم، صرخة أطفال الحياة والمستقبل، نستنجد فيكو بفتح المعبر، ليس لنا إلا الله ثم أنتم، هذه طفلة من مئات الأطفال المرضى". [title]آمال بالسفر للعلاج[/title] أحد المرضى خلال حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أعرب عن أمله بالسفر هذه المرة بعد انتظار أكثر من ستة أشهر، وقال:" الفتحة السابقة لم نخرج، ونأمل أن نسافر هذه المرة، إن شاء الله إخوانا المصريين يتفهموا المعاناة ويفتحوا المعبر". وأضاف: "نتمنى أن ينظروا إلى الشعب بعين الرأفة للشعب الملوم ويكفيه ألم، ولا يوجد مدخل أو مخرج إلا من عند مصريين". فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري بداية الأسبوع الحالي لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت عن تمديده لنهاية الأسبوع وهناك توقعات بفتحه خلال الأسبوع الماضي، وما زال المرضى يأملون حلًا نهائيًا لمعاناتهم وآلام انتظارهم فوق وجع المرض وآلامه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.