إن أزمة صناعة القرار واتخاذه باتت تُشَكِّلُ مشكلةً لدى الكثير من الناس, وبالذات الشباب, فيبقى الإنسان حائراً, وواقعاً بين تأثير الوسط المحيط له. أبو محمد "الله يْسَاهِل عليه" محكوم من الجميع, من أبيه وأمه, وزوجته وابنه وابنته, وعمه وعمته, وخاله وخالته, وجده وجدته, وجيرانه وأصدقائه, فهو لم يفعل ولن يفعل شيئ بدون موافقة الجميع، بغض النظر عن أهمية هذا الشيئ . إن ما يعانيه أبو محمد هو عدم مقدرته على اتخاذ قرار أحادي الجانب، ومن فعله أستطيع أن أحدد من هو صاحب الفكرة التي نفذها، هل هي زوجته؟ أم أمه؟ أم هو أبيه؟ حدثني أحدهم أن الدكتور الفُلانِي لا يستطيع أن يفعل شيئ إلا بموافقة زوجته, فهو محكوم من أخْمَصْ قدميه حتى شعر رأسه, ويعلل ذلك أنه يُرِيحْ نفسه من مغبة اتخاذ القرار. أحدهم حين أراد أن يتخصص في الجامعة لم يدع أحد في منظومة البشر داخل مدينته أو خارجها إلَّا استشاره وسمع رأيه!, ولم يُكَلِّفْ نفسه في البحث عن بعض قناعاته أو توجهاته ليختار ما يحب وما يريد, مع العلم أنه هو صاحب القرار. أبو محمد يقول لي" كُولْ عَلَى زُوقَكْ وإلْبِس عَلَى زُوقْ النَّاس" قلت له : نعم ولكن لا تأكل وتشرب وتنام و تلبس وتتزوج وتدرس على زوق الناس!! هل تستطيع أن تفعل شيئ بدون إذن المدام ... نظر إلَّي وقال بكل جرأة : لا !! سَيِّدي أبو محمد لم يخلق الله البشر على شاكلة واحدة في التوجهات والآراء والانطباعات, لكل رأيه ونظرته وفكره .. أنت أين رأيك ؟ يجب أن يكون للإنسان قراره المستقل النابع من توجهاته وطموحاته, وتحليله للماضي وإستشراقه للمستقبل, وألا يكون تابعاً لتصرفات الناس وتوجهاتهم !
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.