26.67°القدس
26.82°رام الله
25.53°الخليل
28.23°غزة
26.67° القدس
رام الله26.82°
الخليل25.53°
غزة28.23°
الإثنين 05 اغسطس 2024
4.87جنيه إسترليني
5.36دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.87
دينار أردني5.36
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.8

خبر: مواقف من حياة صيام ترسم لوحة الهدوء والقوة

"لم يحب يوما الكبر وعاش بين أضلع البساطة وعلى بساط التواضع (..) امتزج في شخصيته ذلك الهدوء الذي يصنع القوة والحزم ورهف القلب والحكمة والذكاء"، كلمات تسللت من قلب المهندس إيهاب الغصين الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية محاولة رسم لوحة للوزير السابق الشهيد سعيد صيام. ويروي المهندس الغصين لـ"فلسطين الآن" حكيا ومواقف عاشها الشهيد صيام خلال فترة توليه لمنصب وزير الداخلية تظهر أفقه وتغوص في أعماق شخصيته وتنحدر في زواياها لترسم صورة "الرجل الحديدي". [title]نبع الإنسانية[/title] ويقول الغصين: "كثير من الأعمال التي كنا ننجزها مع الشهيد صيام كانت تأخذ منا ساعات لإنهائها وأذكر في يوم كنا جالسين في اجتماع إلى وقت متأخر إلى أن حان وقت العشاء فجاء أحد المرافقين وأبلغ الوزير أن العشاء جهاز فطلب منهم أن يحضروه إلى مكان الاجتماع وأن يحضر جميع المرافقين والحراس في منزله ليشاركوه العشاء وبالفعل جلسنا جميعا نأكل على الحصير مع الحراس والمرافقين". "وفي موقف آخر جاءت إحدى النساء إلى منزل الوزير صيام تبلغه أن الشرطة اعتقلت ابنها ووصلتها أخبار أنه عذب إلى درجة قد توصله إلى الموت فعلى الفور تحرك الوزير إلى مركز الشرطة بصحبة المرأة وطلب إحضار المعتقل وتحقق بنفسه أن أحد لم يمسسه وتأكدت والدته من ذلك". [title]حكمة وحزم[/title] ويضيف الغصين: "تميز الوزير صيام بالحكمة والحزم في ذات الوقت وهذا من الأمور النادرة فالقيادي إما أن يتميز بالحكمة وحدها أو الحزم بينما صيام كان يجمع بينهما وأذكر في قضية إنهاء ظاهرة العائلات والفلتان الأمني واستخدام السلاح حكمته وحزمه في ذات الوقت التي مكنتنا من القضاء على هذه الظواهر فقبل أن يتخذ قرار استخدام القوة استخدم كل الجهود الممكنة للتفاهم مع هذه العائلات وأمهلهم مدة كافية وكبيرة مما قلل بشكل كبير جدا من عدد الضحايا". ويقول: "في الوقت الذي تولى فيه الشهيد صيام وزارة الداخلية كانت تلك المرحلة تتميز بالتصعيد الإعلامي وإثارة الإشاعات ضد الحكومة وحركة حماس من قبل إعلام حركة فتح وأذكر في أحد الليالي وصلت معلومات للشيخ تقول أن هناك شخص يعمل في تجارة الأنفاق ويزعم أن وزير الداخلية شريكه بعشرات آلاف الدولارات (..) أغاضت المعلومات الوزير ولكنه تعامل معها بحكمة شديدة وجاء بذلك الشخص وسأله عن ذلك واعترف الرجل وفي وقتها لم يطلب منه الشيخ سعيد شيئا سوى أنه عاتبه على فعلته". ويوضح المهندس الغصين أن الشيخ سعيد كان مرنا ذكيا فعندما كانت تختاره الحكومة ليفند ادعاءات تصدر من حركة فتح كان قويا ويرد عليها بكل حكمة وقوة وأدب وكانت خطاباته من أقوى الخطابات السياسية في ذلك الوقت. [title]إخلاص وحب[/title] "لم تنقطع تلك الصفات عن الشيخ الشهيد حتى في الحرب ذلك الوقت الذي من المفترض أن يحاول شخص مثله أن يؤمن حياته ولكنه لم يفعل وكان يتواصل مع جميع أركان وزارته ويؤكد على ضرورة حماية الجبهة الداخلية (..) رسائله كانت تصل دائما للجميع لتؤكد على أنه يتابع بنفسه كافة مجريات الأحداث وكان يتحرك دون أي قيود ما جعله هدفا مكشوفا لمخابرات الاحتلال". "ورغم حزمه وقوة شخصيته إلا أنه كان مرهف القلب ومن الأمور التي سمعتها من أحد مرافقيه أنه في فترة انقطاع الخبز عن البيوت كان الشيخ يعاني كبقية المواطنين ويرسل ابنه ليقف في طوابير المواطنين ويحضر الخبز". ويتابع الغصين "وروي المرافق لي أنه في ذلك الوقت انشغل مع الوزير حتى وقت متأخر من الليل ولم يتمكن من شراء الخبز لمنزله وفوجئ عند عودته لمنزله أن ابن الوزير تقاسم الخبز الذي أحضره وأوصل نصف الكمية لبيت المرافق". ويشير إلى أن صيام كان دائما يتفقد من يعملون حوله ويهتم بأمورهم ولم يكن يشغله العمل عن حياته الاجتماعية.