28.34°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
32.97°غزة
28.34° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة32.97°
الخميس 25 ابريل 2024
4.71جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.78

والدها أسير

خبر: الطالبة أريج الحروب .. تفوق يخفي ألما

في بيت فلسطيني نال نصيبه من المعاناة ، ولدت "أريج"في بلدة دورا جنوبي الخليل، كبرت وكبر معها الحلم والوجع، حتى وصلت الثانوية العامة وحققت تفوقا وتميزا ليخفي خلفه سطورا من الألم.

وفي حديث خاص لـ"فلسطين الآن" مع والدتها المربية عندليب شديد، عشية إعلان نتائج الثانوية العامة وحصول ابنتها على معدل 93% ، قالت أم معاذ:" سالت ابنتي عن شعورها لحظة تفوقها ي ظل غياب والدها فأجابتني " اللهم لا تبتلي اأحد  بهذا الموقف، كنت أتمنى أن يحتضنني والدي ويفتخر بي لأقول له أنني رفعت رأسه عاليا، لكنه غائب عن المشهد قصرا"، وهنا يطرح السؤال : لماذا وكيف غاب والدها عن فرحة كهذه  وهو ما زال على قيد الحياة؟.

تسرد لنا أم معاذ تفاصيل الحكاية فتقول: " تزوجت من منير عبد المجيد الحروب  في العام 1995، وبدا مشوار مطاردته في العام 1996 واستمرت ملاحقته حتى العام 1998 حيث اعتقل في أقبية زنازين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

تعرض خلال اعتقال لأشد أصناف العذاب الجسدي، حيث شبح لأكثر من 40 بوما ، وكان يتعرض للضرب على قدميه " الفلقة " كل يوم 100 صباحا ومثلها مساء، كما كانوا يغلقون " الكلبشات " على معصميه بشكل عكسي حتى بان العظم من تحتها، وكان قد اضرب وقتها عن الطعام 40 يوما احتجاجا على اعتقال فكان أطول إضراب في السجون وقتها".

وتضيف أم معاذ: "أفرج عن زوجي في العام 2000 وبقي يشعر بالاستقرار حتى العام 2002 حين بدأت اقتحامات مدن الضفة، حيث أفرج عنه ليلاقي مصيره المجهول، استشهد اغلب من ك ان معه واعتقل آخرون إلا انه بقي من يومها مطاردا للاحتلال الإسرائيلي و لأجهزة امن السلطة الفلسطينية".

وتكمل حديثها: "حاولت أن اصنع من أبنائي شخصيات قيادية، شجعتهم على المشاركة في المحافل والمؤتمرات، حتى صقلت شخصيتهم، وظهروا متميزين، فنان م ارغب يوما أن ينظر المجتمع لأبنائي بنظرة شفقة ، لذلك كانوا أقوياء بفضل الله".

وتستطرد أم معاذ بعد تنهيدة عميقة فتقول: " في السنة الماضية نجح ابني معاذ في الثانوية ، وكان يحلم بدراسة الطب، ونظرا لأوضاعنا الاقتصادية الصعبة ، كوني المعيلة الوحيدة للأسرة حيث اعمل بوظيفة حكومية معلمة للتربية الابتدائية ، فقد قررنا أن يسافر معاذ لدراسة الطب في اليمن، عله يكون سندا لي ولإخوته قريبا، إلا أن الأحوال السياسية في اليمن حالت دون تحقيق حلمه وحلمي ، فعاد مهربا إلى الأرض الوطن بعد معاناة حقيقة نجا خلالها من الموت بأعجوبة".

وحول مستقبل أريج ومعاذ تقول أم معاذ ان ابنها لا يزال تائها عقب ما حصل له ، أما أريج فتطمح بان تدرس هندسة غذائية في جامعة الخليل.

أم معاذ وهي أم لولدين وثلاث من الإناث تحلم بان يستقر حالها يوما، وان يعود لها زوجها حرا بلا مطاردة، كي يستطيع تحمل عبء إيصال أبنائها لشاطئ امن.فهمي ما زلت تحلم بان يشاركها فرحتها ولو لمرة .