23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
26.16°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة26.16°
الخميس 17 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.36

خبر: المعتقل السياسي "حمران".. حكاية ألم تخطها الأجهزة الأمنية

"كأنني أراه لأول مرة، فقد بدا شاحب الوجه، مشتت الذهن، فاقداً الكثير من وزنه"، هكذا وصفت زوجة المعتقل السياسي كامل حمران من بلدة الهاشمية قضاء جنين، حال زوجها في المحكمة الصورية التي عقدت له قبل أيام، وتم تمديد توقيفه فيها لمدة 15 يوماً.

وأضافت زوجته أم إسلام "بدت عليه علامات الإرهاق والإجهاد الشديدين، وبالكاد كان يقوى على السير، وبدت آثار الشبح والتعذيب واضحةً عليه".

فصول معاناة كامل مع الاعتقالات، وهو لم يزل على مقاعد الدراسة الجامعية، بجامعة النجاح الكيمياء، ففي عام 2008 تم اعتقاله للمرة الأولى خلال فترة الامتحانات النهائية، ومكث أربعة أشهر في زنازين الأمن الوقائي، ما أدى لضياع ذلك الفصل عليه".

لم يتوقف الأمر عند كامل -المعتقل منذ 23 يوما في سجن جنيد بنابلس-على ذلك، ففي الفصل الدراسي الثاني تكرر الأمر، فجاء الاعتقال بالتوقيت ذاته ولمدة شهرين تقاسمهما جهازي الأمن الوقائي والمخابرات، ليُحرم من فصل دراسي آخر، أدى لضياع سنة دراسية كاملة عليه.

معاناة جديدة

تتابع أم إسلام -وهي تغالب دموعها بالقول-: "تخرج زوجي من الجامعة عام 2010، وقد ظننا حينها أن مسلسل الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية قد انتهى، ولكننا فوجئنا بفصول جديدة من المعاناة، تخطها أجهزة أمن السلطة لملاحقتنا في لقمة العيش، إذ تقدم زوجي فور تخرجه بطلب توظيف لوزارة التربية والتعليم حاله حال كل الخريجين، وتقدم للامتحان الذي تعقده التربية لتحديد ترتيب الخريجين ليتم بناءً عليه التعيين، وقد حصل بفضل الله، على المرتبة الأولى على تخصصه في كل المحافظة، أي أن له حق الأولوية في التعيين".

وتؤكد أم إسلام إنه وفي اللحظات الأخيرة لصدور اسمه على رأس قائمة المعيّنين، تدخلت الأجهزة الأمنية لمنع ذلك، وقيل له وقتها إنه ممنوع أمنياً من التعيين، وأنه يحتاج إلى شهادة حسن سير وسلوك من الأجهزة الأمنية.

وتضيف أم إسلام بحسرة "لقد اضطر زوجي للعمل بالأشغال الحرة لتأمين لقمة العيش، فمارس عدة أعمال كالبناء وتربية الدواجن وطبخ ولائم الأعراس وحفر الآبار، وفي كل مجال عمل كان يخوضه، يأتي الاعتقال والمقابلات لدى الأجهزة الأمنية، ليضيع عمله من بين يديه، ويبدأ زوجي بالبحث عن عمل جديد".

 

تفتيش وحشي

وعن اعتقاله الحالي تقول: "في (14/6) الماضي، وبعد أن توجه زوجي إلى عمله في قرية برقين ليقوم بحفر أحد الآبار، جاءت دوريات تابعة لجهاز المخابرات إلى منزلنا، وسألت عنه، فأجبتهم: إنه بالعمل، فذهبوا إلى مكان عمله واعتقلوه من هناك".

وتابعت "في الساعة الثانية في تلك الليلة، تفاجأنا بطرق شديد بأعقاب البنادق على باب المنزل، فإذا بأفراد من جهاز المخابرات يقتحمون المنزل، بطريقة وحشية وقاموا بتفتيشه بطريقة استفزازية، فتشوا خلالها كل شيء وقعت عليه أعينهم، حتى ألعاب أطفالي وسلال المهملات، وفتشوا أيضا منزل عائلة زوجي والحديقة المحيطة بالمنزل، وبعد تفتيش طويل صادروا أقراص (CD) عليها أناشيد دينية وأناشيد طيور الجنة!".

وتضيف "عندما لم يجدوا شيئا لمصادرته، التفتوا إلى شقيق زوجي الأصغر علي، وقالوا له هيّا اذهب معنا، أنت قيد الاعتقال، رغم كونه تحرر من سجونهم قبل أسبوعين، وتم الإفراج عنه بكفالة قيمتها 10 آلاف شيكل، في اليوم التالي تم تحويل كامل وعلي فجراً إلى سجن جنيد بنابلس.

 

مأساة مزدوجة

لم تستطع أم إسلام أن تخفي دموعها التي انسابت بغزارة، عندما رأت نجلها إسلام الذي يعاني من طفرة في الجينات، تسببت له بصعوبة في التطور والإدراك وارتخاء في العضلات، فتقول "كان زوجي يرافقني في علاجه والعناية به، فهو يحتاج إلى مراجعة مستمرة للمراكز الصحية لمتابعة حالته، وغيابه في هذه الفترة الحرجة يزيد من معاناتنا ويؤخر علاج طفلنا".

ويأتي شهر رمضان، شهر اجتماع العائلة على مائدة الإفطار، وشهر التقرب إلى الله بالطاعات والعائلة في أسوء أحوالها، بعد أن حوّلته الأجهزة الأمنية إلى شهر حزن ومعاناة، حزنِ الفقد ومعاناة الغياب، "ففي كل ليلة أقف بين يدي ربي أناجيه بتعجيل الفرج، والانتقام ممن حرمنا دفء الأسرة وغيبَ عنا وجوه من نحب". تختم قائلة.