23.02°القدس
22.74°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.74°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

رجالٌ ونساء يشكون إهماله

خبر: "التزيُّن".. رسالة حبٍ "واجبة" بين الزوجين!!

لعلّه مجتمعنا الشرقي الذي سوّغ للكثير من الأزواج أن يطالبوا زوجاتهم بالتزين والترتيب والتجمُّل دوماً لاستقبالهم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في واجباتهم قبل السعي لنيل حقوقهم.. فهل من واجب الزوجةِ التزيُّن ومن حق الزوج التفرّج فقط؟.. التقينا عدداً من النساء والرجال أيضاً فتحدَّثوا عن أحوالهم في هذا الشأن، والتقينا كذلك أهل الاختصاص في التقرير التالي: [title]كامل الأوصاف.. ولكن[/title] مرام سيدة تزوجت زواجاً تقليدياً.. وكما جرت العادة فقد رأت في فترة الخطوبة الوجه الحسن لخطيبها..تقول:"ما كنت أراه إلا حسن الهندام بابتسامته العذبة وحديثه الشائق بصوته الدافئ". تواصل:"تزوجنا.. فتدللت له وعليه وتزينت له، كما طهوتُ ما أحبّ من طعام وحافظتُ على عشنا الصغير نظيفاً مرتباً متلألئا كل فترة بشكلٍ جديد، وحاولت أن أجدد مظهري باستمرار بثوب جديد أو زينة مميزة أو قصة شعر جديدة ، واختلفت رائحة عطري بين الليل والنهار، لم يكن سهلاً أن أوفق بين متطلبات البيت وحقوقه عليّ لكن ثناءه على مظهري وعلى لمساتي في البيت جعلتني أستمر، فهو الشاكر إذا أكل.. المادح إذا نظر، يهددني في كل مناسبة ويحمد الله أني نصيبه، لكنه بالمقابل ما عاد يحسِّن من هندامه إلا لضيفٍ ولا يتعطر إلا خارجاً ولا يمدحني إلا سراً، وحين سألته عن السبب أجابني أنه يعود للبيت منهكاً بعد يوم عمل طويل لا يفكر إلا بالراحة التي عليّ توفيرها له، وأمّا مدحي أمام أحد بانتقاص من مظهره الرجولي!". [title]إما العمل أو الزينة[/title] وفي المقابل، نجد زوجات أتقنَّ أموراً وتغاضين عن أخرى..يقول هشام : " زوجتي لطيفة نظيفة ومطيعة ومعينة لي في الحياة، لكني لا أراها إلا بـ"مريول المطبخ" والملعقة باليد، وإن تركتها أمسكت بالمكنسة، وبعدها تجوب البيت لتنظف الرفوف والزجاج والمرايا، أدوات زينتها منها ما فسد ومنها ما أصبح لعبة بين يدي طفل، أما عطورها فلا تقربها إلا إن أرادت تنظيف المساحة التي تحتلها، نبهتها وطلبت منها أن تدرجني في جدول أعمالها الحافل وأن تهتم بزينتها وتتطيب لي فكانت حجتها أن أعمال البيت لا تنتهي، وبحلول الليل تكون قد استنفذت طاقتها فما عادت قادرة على التزين والسهر.. خصالها الحميدة عديدة .. ولكنها لا تبيح لها حرماني من أبسط حقوقي". [title]نبهته فأجاب[/title] لينا ومحمد زوجان بدأا حياتهما الزوجية في بيت العائلة..تقول لينا :"تمت خطبتنا فما وسعت الدنيا فرحتنا، زرع الله في قلبينا حباً لبعضنا زاد اتقاداً مع طول فترة الخطوبة، تزوجنا وكانت بداية حياتنا في بيت أهله، كاد حبنا يخبو مع الموانع التي فرضت علينا، فكان من العيب أن أدللـه أو يدللني أو أمازحه أو يمازحني أمام والديه وكان يومنا كله برفقتهما، ومرت سنين قبل أن نستقر ببيت مستقل، لكن تمسكي بالسعادة جعلنا نعيد شعلة حبنا من جديد فبادرت بالتجمل والتطيب والتدلل لأحيا كما أريد، وكنت أجهز له ما أُحِب من الثياب لأراه بأجمل صورة وأعطِّرها بنفسي إلى أن أصبح التجمل لي خصلة فيه". [title]ماذا يقول الشرع؟[/title] الدكتور محمد العمور نائب عميد كلية الآداب بجامعة الأقصى، حدثنا راداً على كل زوج أهمل زينته لزوجته:" كان إمام الفقهاء عبد الله بن عباس يُشاهد وهو يتطيب، فسأله جلوسه: أتتجمل؟! فأجاب: حريّ بكم أن يتجمل الرجل منكم لزوجته فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزينّ لكم". ويضيف:"من الموجبات الشرعية للزوج أن تتطيب وتتجمل وتستاك فلا يشم منها إلا الرائحة الطيبة، وللزوجة عليه ألا ترى منه إلا ما تطيب نفسها له، كما لها أن يدللها ويناديها بأحب الأسماء لها ويشيد بخصالها دون حرج، فهو بهذا يجلب السرور لها ويعبر لها عن حبه واهتمامه، فهذا رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام– ينادي عائشة -رضي الله عنها- بما تحب ويلاعبها إذ ذكر عنهما أنهما كانا يتسابقان فيسبقها وتسبقه، كما كان -عليه السلام- يجهر بحبها إذ كان يردد:"إني قد رزقت حبها". [title]جهل بالشريعة الإسلامية[/title] ويرجع د."العمور" تجاهل البعض لهذا السلوك " لجهلهم بالشريعة الإسلامية وعدم حصولهم على ثقافة حياة زوجية صحيحة". وفي الزوجة يقول :" ليس للزوجة أن تهمل نفسها وشكلها ورائحتها وإن كانت تعبة، فأناقة المنزل وحسن ترتيبه والعناية بالأولاد خطوات هامة في طريق كسب الزوجة قلب زوجها، ولكن حقه عليها بالتزين له لا يسقط بوجود الأعمال سواء كانت ربة بيت أو سيدة عاملة، كما أن التطيب لا يأخذ من الوقت ثواني ولكنه يعبر عن حبها واهتمامها به ". ويتابع: "ديننا الحنيف دين وسطية شرع تجمل الزوجين لبعضهما في حدود الطاقة، والإمكانية المادية، والظرف الاجتماعي، فالزوجة المقيمة في بيت العائلة لا يجوز لها التطيب أو التزين اللافت للنظر في وجود رجال غير زوجها كإخوته –مثلا- فشرع لها الحد الأدنى للتجمل وهو الاستحمام، فلا يكون لها رائحة تؤخذ عليها، كما أن الاستحمام ينشط الجسم بعد عناء أعمال المنزل".