تخيم أجواء عيد الفطر السعيد على كافة محافظات قطاع غزة، حيث أن الناظر من الوهلة الأولى لأسواق محافظات غزة يدرك حجم الفرحة التي يصنعها الغزيون لأنفسهم في مثل هذه المناسبات.
في سوق مخيم النصيرات للاجئين، ومع انتصاف شهر رمضان المبارك يصعب السير على الأقدام لكثرة عدد المتسوقين، غير أنه وعلى عادة الأعوام الماضية كان يدب الحياة والسعادة بشكل أكثر.
وفي عيد الفطر المنصرم عاش قطاع غزة أجواء العيد ورمضان بحرب إسرائيلية خلفت الألم في كل بيت فلسطيني، أجواء عيد هتف المسلمون فيها "الله أكبر تعظيما لله جل في علاه"، وهتف المسلمون في قطاع غزة "الله أكبر من الظالمين" تحت سقوط الصواريخ وارتقاء الشهداء.
في غزة كل شيء مختلف عن العالم، في غزة لا يزال الحصار يضرب كافة مناحي الحياة اليومية للمواطن، في غزة أصبح الموظف الذي كان يعيل عدد من الأسر يحتاج إلى من يعيله، في غزة أصبح الوضع الاقتصادي سيء للغاية، غير أنه في غزة شعب يتعالى على جراحه، ويبحث عن سعادة مصطنعة ليفرح الأطفال، ويحيي عادات وطقوس إسلامية كان لها طعم خاص في سابقاتها من الأعوام.
الكل تحت خط الفقر
تجول رئيس بلدية دير البلح الأستاذ سعيد نصار في سوق المدينة، وقدم المعايدة للمواطنين، وأعرب عن سعادته بأن سخر الله لغزة انتهاء شهر رمضان بعيدا عن الآلام التي عاشها القطاع في رمضان المنصرم.
وتقدم نصار بخالص دعواته بأن يتقبل الله من الجميع صالح الأعمال، متمنيا أن يرفع الحصار، وتحل أزمة الموظفين، وتنعم غزة بحياة كريمة جزاء بما قدمت وضحت وصبرت.
وفي ذات السياق أشار بائع ألعاب الأطفال سامي أبو عوض إلى أن أجواء العيد ضعيفة عن سابقاتها من الأعوام الماضية، معللا السبب لتردي الوضع الاقتصادي، وعدم صرف رواتب الموظفين بشكل كامل.
وأكد بائع الأحذية عبد الرحمن هارون على أن السوق يشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، في حين تشهد المبيعات إقبالا ضعيفا نظرا لقلة إمكانيات المواطن.
وأعرب الموظف أحمد رأفت عن تذمره الشديد من تنكر حكومة الوفاق لرواتب موظفي غزة، مطالبا الجميع بالوقوف عند مسئولياته، وإيجاد حل لآلاف الأسر التي ستقضي أجواء العيد محرومة من فرحة لطالما دخلت على بيوتها في الأعوام الماضية.
