خبر: القسام يصدر فيلماً وثائقياً لعملية ثقبٌ في القلب
18 يناير 2012 . الساعة 10:23 ص بتوقيت القدس
في الذكرى السابعة لعملية "ثقب في القلب " النوعية التي نفذها الاستشهادي القسامي عمر سليمان طبش ينشر المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام فلماً وثائقياً يعرض من خلاله تفاصيل جديدة لهذه العملية التي وصفها العدو بأنها كانت عملية أمنية معقدة، ووصفوها بعملية التمويه الذكية . و لقد شكلت العملية التي نفذها الاستشهادي طبش مساء الثلاثاء 18-1-2005، إضافة نوعية لعمليات القسام، وعدها المراقبون حينها حلقة أخرى وانتصاراً قسّامياً، في ما أصبح يسمى بـ "صراع الأدمغة" بين المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، وجهاز "الشاباك" الصهيوني، الذي أقر قادته بأنها كانت عملية أمنية معقدة، ووصفوها بعملية التمويه الذكية. فقد تمكن الاستشهادي طبش، من تفجير جسده وسط مجموعة من ضباط "الشاباك" وجنود الاحتلال في مقر للمخابرات قرب حاجز المطاحن شمال مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، ليقعوا جميعاً بين قتلى وجرحى، لتكون آخر مرة يتم فيها احتجاز المواطنين على هذا الحاجزالذي أذاقهم الويلات طول فترة الانتفاضة المباركة، لتأخذ قوات الاحتلال بعد أشهر من ذلك تجر أذيال الهزيمة عندما اندحرت من غزة. [title]تفاصيل العملية[/title] ويستذكر أحد قادة كتائب القسام، تفاصيل العملية موضحاً أنها كانت ثمرة لرصد ومتابعة لأدق التفاصيل، وتخطيطاً محكماً استهدف توجيه ضربة قوية للمخابرات الصهيونية "الشاباك" التي دأبت على محاولة استدراج شبابنا إلى مستنقع الخيانة، فضلاً عن دورها في تنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف للمجاهدين. [title]رصد وتحديد أساليب[/title] وقال إنّ كتائب القسام وعبر مجموعات الرصد والمتابعة تمكنت من تحديد أساليب المخابرات الصهيونية في إيقاف السيارات وتفتيش المواطنين والتحقيق معهم خلال عمليات الاحتجاز التي كانت تجري للمواطنين بين حاجزي المطاحن وأبو هولي على طريق صلاح الدين، شمال مدينة خان يونس، والذين كانت قوات الاحتلال تقيمهما قبل اندحارها عن قطاع غزة. [title]تبلورت الخطة .. والأهداف متعددة[/title] وأردف على مدى أسابيع تم حينها رصد آليات الاحتجاز وآليات التفتيش التي تجري بأدق تفاصيلها، وفي ضوء ما تم جمعه من معلومات، تمت بلورة خطة قسامية لتنفيذ عملية على أن تستهدف بشكل خاص ضباط المخابرات الصهيونية، وهي بذلك تحقق عدة أهداف، فمن جهة الانتصار في صراع الأدمغة مع المخابرات الصهيونية التي طالما قامت بالدور الأسود سواء في اغتيال المجاهدين أو استدراج الشباب الفلسطيني لمستنقع الخيانة، ومن جهة ثانية تنتقم للمعاناة اليومية التي يواجهها أبناء شعبنا خلال التنقل عبر الحاجز الذي يُطلق عليه حاجز الإذلال والقهر، من شدة الإجراءات الحاطة بالكرامة التي يمارسها الصهاينة بحق شعبنا". [title]تجهيز ودقة في التنفيذ[/title] ولفت إلى أنه وقع الاختيار على المجاهد عمر طبش، من بين مجموعة من المجاهدين الذين كانوا يلحّون على تنفيذ عمليات استشهادية، لما توفّر لديه من مؤهلات لهذا الاختيار، ذاكراً أنه تم وضع الاستشهادي في تفاصيل الهجوم، وتم تحضيره لكل الاحتمالات التي تجري في عملية التفتيش لضمان أكبر نجاح ممكن للعملية التي اختارت قيادة الكتائب أن تطلق عليها "ثقب في القلب"، على اعتبار أنها تخترق الإجراءات الأمنية الصهيونية وتتمكن من الوصول إلى عقر مقر المخابرات ونسفه على من فيه، من خلال استغلال ثغرة في دائرة الأمن الصهيوني تمكنت عيون القسام من تحديدها وبناء العملية عليها. [title]توفيق رباني[/title] وأشار إلى أنه في الواقع كل ما جرى توفيق رباني مهّد له إحكام في التخطيط، بُني أساساً على متابعة ورصد شامل لإجراءات التفتيش والاحتجاز، ما مكّن قيادة القسام من بلورة الخطة بما يضمن وصول الاستشهادي إلى داخل الغرفة التي يتواجد بها ضباط المخابرات، بعد المرور بإجراءات التفتيش الأولية. [title]ولحظة الصفر[/title] ولفت إلى أنّ الاستشهادي طبش قام على مدى أسبوع كامل قبل تنفيذه العملية بالمرور ثلاث مرات بشكل يومي عبر حاجزي أبو هولي والمطاحن، وهو يدعو الله أن يقوم جنود الاحتلال باحتجاز السيارة التي يستقلها وتفتيشها، كي يتمكن من تنفيذ عمليته، حتى كانت الفرصة ليلة "وقفة عرفه" مساء الثلاثاء 18-1-2005، حيث احتجز الصهاينة السيارة التي كان يستقلها، وأجبروا ركابها على النزول، وقاموا بجمع بطاقاتهم الشخصية، ومن ثم بدؤوا بالنداء عليهم. كان شهيدنا متسرعاً للقاء ربه، فبمجرد أن نادى جنود الاحتلال على أحد الأسماء لكي يقابل المخابرات الصهيونية حتى سارع هو بعدما أقنع الشخص الأول بأنّ الجندي الصهيوني نادى عليه أولاً، وفعلاً تقدم نحو الجندي بثبات وثقة. [title]ويسمو الجسد الطاهر[/title] وأضاف أنه تقدم الفارس وفق ما تدرّب عليه ووفق الخطة المحكمة التي كانت حدّدت بشكل مسبق تفاصيل وآليات التفتيش، التي تبدأ بطلب الكشف عن البطن للتأكد من عدم وجود حزام ناسف"، موضحاً أنّ "خبراء الهندسة والمتفجرات في القسام تمكنوا من صناعة حزام خاص التفّ على ساقي الشهيد، وبالتالي تمكّن من المرور عبر إجراءات التفتيش حتى وصل إلى غرفة المخابرات الصهيونية التي كانت تكتظ بالضباط من الشاباك الصهيوني، وفجّر جسده الطاهر ليوقعهم بين قتلى وجرحى، وتفيض روحه إلى بارئها، بعد أن انتقم لكل من ذاقوا المعاناة وإذلال المرور عبر الحاجز. [title]العملية في الإعلام الصهيوني[/title] وكانت وسائل الإعلام الصهيونية قالت في أعقاب العملية إنّ الاستشهادي طبش وصل إلى نقطة التفتيش داخل سيارة إلاّ أن عناصر جهاز "الشاباك" طلبوا منه الخروج منها، وعندما تم إجراء فحص معيّن على جسمه بغية التأكد من عدم حيازته وسائل قتالية، أمروه بمرافقتهم إلى إحدى المقطورات السكنية التي تبعد مسافة مئات الأمتار عن المكان، من أجل مواصلة تفتيشه والتحقيق معه. وذكرت التقارير الإعلامية تلك أنّ طبش قام بتشغيل حزام ناسف بزنة نحو ثلاثة كيلو غرامات، عندما دخل إلى المقطورة السكنية بمرافقة أربعة من رجال "الشاباك"، ما أسفر عن مصرع أحدهم وإصابة ثلاثة آخرين منهم. وأدت قوة الانفجار أيضا إلى إصابة ضابط الاستخبارات الرئيس لوحدة الجيش الصهيونية الأساسية في قطاع غزة، بجراح بالغة، وأُعلن عن هلاكه سريرياً بعد ثلاثة أيام من العملية. [title]إقرار بالهزيمة في صراع الأدمغة[/title] وقد وصف مسؤولون في مخابرات الاحتلال العملية حينها بأنها عملية تمويه ذكية، وبأنها عملية أمنية معقدة، بنتها حماس بناء على تصوّرها لطبيعة تصرّف الجنود، وبحسب ما نُشر في الصحف العبرية وقتها فإنّ القتيل في عملية ثقب في القلب هو ضابط صهيوني رفيع المستوى، وهو أول قتيل يخسره جهاز الاستخبارات في انتفاضة الأقصى.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.