بـ"المنجرة" يفرمون خشب "المشاطيح" ويبيعون الناتج لمزارع الدواجن..
خبر: من الحصار..يوم أصبح لنشارة الخشب قيمة!
18 يوليو 2011 . الساعة 09:18 م بتوقيت القدس
بالقرب من آلة نجارة صغيرة، يقف الشاب يوسف خميس 20 عاماً، وشقيقه الأصغر إبراهيم يفرمان ألواح خشب "المشاطيح"، للحصول على نشارتها، أو كما يطلق عليها محلياً لفظة "نجارة"، وهي المادة الأساسية التي تستخدم في كسوة أرضيات مزارع الدواجن. عملية استخراج نشارة الخشب هي في الأساس ليست مهنة، إلا أن توقف عمل المناجر بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، دفع بالعاملين والشباب الغزيين إلى التفكير في مشاريع بسيطة يمكن أن توفر لهم حياة كريمة.. خصوصاً بعد أن بدأ أصحاب المزارع يبحثون عن النشارة التي شحت بسبب الحصار، كونها عنصر أساسي في تربية الدواجن ولكن.. دون جدوى! وهنا.. شرع الشقيقان خميس، كمجموعةٍ أخرى من أبناء قطاع غزة، يفكرون في تحصيل هذه المادة (النشارة) بأي شكلٍ كان، فاستخدما (المنجرة) المذكورة، التي تستخدم بدورها في فرم ألواح الخشب ومن ثم بيعها لأصحاب المداجن. نشارة الخشب بالمناسبة تقدم الدفئ للصيصان في بداية تربية أفواج الدجاج، فيما يقبل التجار على شراء كميات كبيرة منها باستمرار، خصوصاً في فصل الشتاء –وتحديداً- خلال فترة "الأربعينية". [color=red][title]تطبيق الفكرة..[/title][/color] يوسف الحاصل على شهادة الثانوية العامة، لم يفكر في إكمال تعليمه، فبدأ يبحث عن فرصة عمل لكنه لم يجد –وكان وقتها الحصار شديداً- وفي ذلك الحين، كان صديق له قد اشترى ماكينة (المنجرة) وبدأ يطبق فكرة النشارة، وكانت مربحة، وحينها قرر أن يطرح الفكرة على والده الذي لم يقتنع بالبداية، يستدرك :"لكنه وافق بعد أن جلت معه في العديد من المناجر للتعرف عن قرب على فكرة المشروع، وحينها اقتنع واشترى لي الماكينة بما يقارب 2000 دينارٍ أردني". الماكينة –كما يؤكد- متوفرة في غزة بشكل جيد، وأسعارها تتراوح ما بين 1000 إلى 2000 دينار أردني. في بداية العمل، واجه يوسف بعض الصعوبات في جمع ألواح الخشب، لكنه اهتدى إلى فكرةٍ جيدة، يزيد :"فقد اتفقت مع العديد من التجار على شراء كل ما يفيض لديهم من "مشاطيح"، وهو الخشب الذي تنقل عليه البضائع.. وهو نفسه المستخدم في استخراج النشارة.. وهذا وفر علي كثيراً". [color=red][title]العمل والتسويق..[/title][/color] عن طبيعة العمل أردف :"ينقسم إلى قسمين، الأول: عملية جمع ألواح الخشب ممثلة في "المشاطيح" وهذا فيه شي من الصعوبة، وشرائها يتم من تجار البضائع الواردة من المعابر، والقسم الآخر من العمل هو الأسهل: وهو العمل على الماكينة"، مضيفاً :"عملها سهل جداً فقط عليك تفكيك ألواح الخشب وتنظيفها من المسامير، وترتيبها على جرار الآلة، وهي بدورها تبدأ بفرم الألواح واستخرج النشارة". وتابع :"المشطاح الواحد يتراوح سعره ما بين 5إلى 8 شواقل، ويوفر لي كيساً كاملاً من نشارة الخشب وفي بعض الأحيان أقل بقليل، أما سعر الكيس فيتراوح ما بين 10إلى 12 شيقلاً، وفي الغالب يكون سعر المنتج مقروناً بسعر ألواح الخشب "المشاطيح""، مبيناً أن نسبة الأرباح في هذا المشروع مقرونة بأسعار الخشب أيضاً. أما بخصوص التسويق، فالمستهلك الوحيد لنشارة الخشب هم أصحاب مزارع الدواجن، "حيث يشترون كميات كبيرة من النشارة، تحديداً في فصل الشتاء لما تعطيه من دفئ للدواجن الموجودة". وعما إذا كانت هناك صعوبات تسويقية واجهتهم في بداية العمل أضاف :"من الطبيعي جدا أن تكون هناك صعوبات، إلا أنه وبمجرد بناء علاقات مع التجار، ومعرفتهم إياك، لن تحتاج بعدها جهداً كبيراً لتسويق بضاعتك، ويصبح التنسيق معهم عبر الهاتف، لا بل ويحضر أصحاب المزارع إلى منجرتك بأنفسهم ليأخذوا الطلبيات"، موضحاً أن مشروعاً كمشروع نشارة الخشب يحتاج على أقل تقدير إلى ثلاث أو أربع عمال (أولهم مخصص للبحث عن المشاطيح وشرائها، والبقية يعملون داخل المنجرة بين تفكيك المشاطيح ووضع الخشب على الماكينة". الفكرة ما زالت غير منتشرة بشكل كبير في القطاع، على الرغم من أنها –على حد تعبير مطبقيها- لاقت رواجاً جيداً وإقبالاً من قبل التجار طوال العام.. يقول يوسف :"بمقدور3 أفراد الاشتراك فيها، ولكن كي تعمل الماكينة فهي بحاجة إلى توفر كهرباء (3 فاظ) لأنها مزودة بمحرك "15" حصان، كما تحتاج إلى مكان متسع نوعا ما"، متمماً :"الفكرة جيدة وفيها فائدة مادية، والعمل فيها سهل جداً ولا يحتاج إلى جهد كبير (..) على الشباب استحداث أفكار جديدة لتحدي البطالة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.