أيام وتدب الحياة من جديد في جامعات الوطن لتأذن ببدء الفصل الأول للعام الجامعي الجديد 2015-2016، غير أن الطلبة الذين حصلوا على مرتبة الأوائل في الثانوية العامة خلال السنوات الخمس الماضية لم يتمكنوا حتى اليوم من دفع الأقساط والتسجيل، حيث لم تصرف لهم من عام ونصف تقريباً.

عددهم حسب وزارة التعليم العالي يقدر بنحو 200 طالب وطالبة، يدرسون في تخصصات "الطب" والهندسة والصيدلة لمن كان في الفرع العلمي، والكليات الإنسانية للمتفوقين في الفرع الأدبي، ومنتمون لمختلف الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في حديثهم مع "فلسطين الآن"، يدعو الطلبة الرئيس بالإيعاز إلى الجهات المختصة لصرف دفعة مستعجلة من مستحقات منح الأوائل على الوطن، كونها متأخرة منذ ثلاثة فصول دراسية.

من منحة إلى محنة

الطالبة في كلية الطب بجامعة النجاح بنابلس إسراء مزهر تشير إلى أنها في سنتها الخامسة، ولم يبق لها سوى عام دراسي واحد فقط لتتخرج، لكنها تشير إلى أن المنحة متأخرة منذ بداية العام الماضي، أي عن الفصلين الأول والثاني للعام الدراسي 2014، إضافة للفصل الصيفي، ما تسبب بأزمة مالية كبيرة لعائلتها.

وتابعت "علقنا آمال كبيرة على المنحة، وهي لا شك ساعدتنا كثيرا، فأنا على سبيل المثال أدفع في كل فصل دراسي مبلغ 2200 دينار أردني (نحو 2600 دولار)، وهو مبلغ كبير بالنسبة لوالدي ووالدتي، خاصة أن لدي شقيقة تفوقت ها العام في امتحان الثانوية العامة، وحصلت على معدل يقارب من 97، وستدرس الطب ايضا، لكنها لم تحصل على منحة، وكذلك شقيقاي وهما طالبان في المدارس".

وتابعت "كانت منحة، لكنها تحولت إلى محنة، فمع قرب التسجيل نعيش حالة من القلق الشديد، فمن أين سنأتي بالمبلغ!!، لذا يضطر والداي إلى الاستدانة أو الاقتراض، مع التقليل من مصروف البيت إلى أكبر حد ممكن، وفي حال توفر المبلغ وقمت بالدفع للجامعة والتسجيل، نبقى ننتظر صرف المنحة لسداد الديّن".

التأخر في التسجيل

يشاركها الرأي زميلها في الدراسة أحمد خالد ياسين من بلدة عصيرة الشمالية في نابلس. فهو أيضا في سنته السادسة وقد تفوقت شقيقته هذا العام في الثانوية، لذا سيجبر والده على توفير مبلغ  يناهز 3 آلاف دولار لدفع قسطيهما الجامعي.

يقول "بقي لي سنة دراسية واحدة وأتخرج من الجامعة، لكن المشكلة أن الدوام سيبدأ يوم 2-8 القادم، أي خلال أسبوع فقط، وحتى اليوم لم أسجل، والسبب عدم توفر المبلغ المطلوب وتأخر صرف منحة الرئيس".

وتابع "أسوة بزملائي، فلي على وزارة المالية والتعليم العالي مستحقات ثلاثة فصول دراسية، ولو أنهم وفروا على الاقل مستحقات فصل دراسي واحد، لتمكنت من التسجيل والدراسة".

ويشير ياسين إلى أن الجامعة لا تميز طلبة المنحة عن غيرهم، ولا يعنيها أن المنحة صرفت أم لا.. فقط تريد منا أن ندفع حتى نتمكن من الدراسة، ومن أين نأتي بالأموال لا يهم".

العلاقة مباشرة

لذا تشدد الطالبة في كلية القانون بجامعة بيت لحم نور عدوي على مطلب الحاصلين على المنحة من الرئيس إيجاد حل لهذه المعضلة، من خلال التواصل المباشر بين وزارة التعليم العالي والجامعات المحلية حتى لا تتكرر معاناتهم كل فصل.

وتتابع "تتويجنا في قائمة أوائل الوطن، وحصولنا على إكرامية من الرئيس أشعرتنا بأن الحمل الثقيل قد زال، لكننا اليوم نقف حائرين بعد سنوات من التحاقنا بتخصصات حلمنا بها، وثمة عقبات تواجهنا في تحقيق حلمنا بسبب تأخر المنحة التي نعلق آمال إتمام دراستنا عليها".

رد الوزارة

تأخر صرف المنحة دفع بالطلبة الأوائل لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" طرحوا من خلالها ما يواجهونه من صعوبات.

وزارة التربية والتعليم العالي قالت إنها تتفهم ما يمر به الطلبة الحاصلون على منحة الرئيس، مرجعة التأخر في صرفها للازمة المالية للحكومة، مشيرة إلى أن المنحة لم تصرف فقط للعام الدراسي 2014 فقط.

وقالت إنها ستتابع مع الجامعات لتقبل بتسجيل الطلبة للفصل القادم، على أن يتم الاتفاق على آليات معها لتسديد المبلغ.

وإلى حين استكمال تلك الترتيبات يخشى الطلبة من فوات الىوان، وتأخر إلتحاقهم بالدراسة.