23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
27.57°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة27.57°
السبت 12 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

بعد إثارة الجدل حوله

خبر: "التوقيت الدهري" للصلوات في فلسطين .. هل هو خاطئ؟

ترتبط أربعة من أصل خمسة من أركان الإسلام بالمواقيت الزمانية والمكانية، ولعل أقرب هذه الأركان ملامسة لحياتنا اليومية هي الصلاة التي ارتبطت مواعيدها بحركة الشمس ودوران الأرض حولها.

وكان من اجتهاد العلماء أن وضعوا توقيتًا دهريًا للصلاة على مدار العام مثبت فيه مواقيتها، إلا أنه وفي الفترة الأخيرة ثار جدل واسع حول هذا التوقيت، وتحدث عدد من العلماء عن وجود خطأ في التوقيت خصوصا في صلوات الفجر والمغرب والعشاء، إلا أن بعض العلماء رفضوا فكرة أن الخطأ في التوقيت، مشددين على أن الأمة لا تجمع على باطل وأن أي تعديل عليه يوجب اجماع العلماء.

وكالة "فلسطين الآن" سلطت الضوء على الجدل في "التوقيت الدهري"، حيث بدأت ملامح الحكاية مع الشاب عبد الغفار أبو سنينة من الخليل منذ رمضان قبل الماضي، وتحديدا خلال متابعته لأحداث اعتصام "رابعة" في مصر، ومراقبة توقيت الصلوات ، ثم تلتها في العام الثاني حرب حجارة السجيل على غزة والتي ألزمت المواطنين شاشة التلفاز ومتابعته 24 ساعة، راقب خلالها مواقيت الآذان في عدد دول.

 ولفت انتباه أبو سنينة موضوع توقيت صلاة الفجر، و أدرك  بالتجربة العملية أنه قد يغادر المسجد بعد انتهاء الصلاة ولم يظهر الفجر بعد.

ويقول أن المملكة العربية السعودية تسبقنا في جميع الصلوات إلا صلاة الفجر، فنحن هنا في فلسطين نسبقهم في آذان الفجر بأكثر من عشرين دقيقة، مما يدعو إلى دعم الشك لديه في مدى صحة التوقيت الدهري هنا أو حتى توقيت أم القرى.

علماء أقروا بوجود خطأ

تتبعت "فلسطين الآن" مع الشاب أبو سنينة فتاوى العلماء في هذا الموضوع، فوجدت عددا منهم تحدث في خطا التوقيت الدهري، و توقيت أم القرى في السعودية.

فالشيخ "ابن عثيمين" و"سعد الخثلان" وكلاهما من علماء السعودية، و الشيخ "الأمين السوسي" من تونس، وناصر الدين الألباني الذي أصدر فتواه من الأردن، تحدثوا جميعا عن خطأ في التوقيت الدهري.

ووفق تتبعنا لحديث أولئك العلماء فإن الشيخ "سعد الخثلان" هو أكثر العلماء تفصيلا للموضوع، وهو عضو من كبار هيئة العلماء في السعودية وعضو في لجنة مختصة لتعديل تقويم أم القرى ، أكد وجود خطأ في التوقيت،  وقال الخثلان إن تقويم أم القرى متقدم بنحو 18 دقيقة في صلاة الفجر، وتزيد إلى 25 دقيقة في الصيف.

وقد خلص الخثلان إلى أن تقويم الاتحاد الإسلامي (ألاسنا ) هو أفضل التقويمات  العالمية الموجودة ، حيث وضع من قبل علماء شرعيين وفلكيين ويعالج الخروق الموجودة في توقيت "أم القرى".

وحسب تقويم ( ألاسنا) فإن وقت صلاتي المغرب والفجر متساويين ويقدر بـ 75 دقيقة شتاء و80-82 دقيقة صيفا، أما توقيت أم القرى فقد وضع 90 دقيقة للوقتين وعليه فان الخطأ في الفجر هو نفس الخطأ في وقت المغرب .

العلماء يتمسكون بالإجماع

وعن رأي علماء فلسطين في الموضوع، قال مفتي محافظة الخليل الشيخ ماهر مسودي : "هذا توقيت وضعه أهل العلم والفلك ولا يجوز التلاعب فيه، وهذا التوقيت الدهري المعمول به هو توقيت وضعه ثقات العلماء، ومعمم في جميع دول العالم، ومن يريد تغييره عليه أن يتحمل المسؤولية"، مضيفا بأنه مقتنع تماما بان الأمة لا تجتمع على باطل.

وفي استطراد  متناقض لبداية الحديث صرح الشيخ مسودي بأنه إذا استطاع علماء ثقات إثبات خطا التوقيت فالأوقاف مستعدة لتغيير مواقيت الصلاة، مشترطا أن من يقوم بعملية التغيير هم كبار العلماء وأصحاب الحل والربط فقط، ولن يقبل التغيير في التوقيت من غيرهم.

من جانبه قال ماهر الحولي عضو رابطة علماء فلسطين، ورئيس لجنة الإفتاء رابطة علماء فلسطين، إن القضية ليست سهلة، وتحتاج تحقق وتثبت، ويجب أن تطرح في مجمع الفقه الإسلامي، بعد أن يدعى علماء الأمة لمناقشة هذا الموضوع في دوائر الإفتاء والمجامع الفقهية والاستعانة بعلماء الفلك والشريعة وأصحاب الاختصاص، مبينًا أن الأمر ممكن وقوعه لكنه بحاجة لإجماع العلماء عليه، ولا يجوز اجتهاد شخصي فيه.

فلكيا الخطأ موجود

أما المختص الفلكي، داود الطروة أكد وجود خطأ فلكي في "التوقيت الدهري" خاصة في صلاتي المغرب و الفجر، مبينًا أن الكارثة الأكبر تكمن في اعتماد توقيتين مختلفين في الضفة وغزة.

وأضاف الطروة لوكالة "فلسطين الآن": "مديرية الأوقاف نفسها لا تعرف الحقيقة، وكانوا قد تواصلوا معي شخصيا يسألونني إن كان في التوقيت الدهري أخطاء أم لا"

ويظل الجدل قائما حول وجود خطأ في "التوقيت الدهري" الذي يبين مواقيت الصلاة وفق "أم القرى"، بين أهل العلم الشرعي أنفسهم فمنهم من يؤيد ومنهم من يعارض ومنهم من يجعل "الباب موارب"، وبين أهل العلم الشرعي وعلماء الفلك، لكن يظل الرأي الشرعي هو الفيصل الأول والأخير في تحديد الأمر.