كُشف في "إسرائيل" عن ارتفاع نسبة الجنود المتهمين بتعاطي السموم بنسبة 50% خلال عام 2014، وأكدت أرقام رسمية أن العدوان الأخير على غزة زاد من الظاهرة.
وحذرت القيادة العسكرية في جيش الاحتلال من مخاطر هذه الظاهرة على سلامة الجيش وجاهزيته.
وتفيد معطيات المدعي العام العسكري في جيش الاحتلال بأنه قد تم تقديم لوائح اتهام ضد ثمانمائة جندي تورطوا بتعاطي سموم في 2014 مقابل 390 في 2013.
وينبه تقرير المدعي العام إلى أن ظاهرة تعاطي السموم في الجيش ترتفع وتُراكم أعداد المدمنين بين صفوفه، معتبرا ذلك خطرا داهما عليه.
وفي التقرير، اعترف جنود إسرائيليون بتعاطي السموم خلال حرب غزة بغية تخفيف الضغوط والتوترات.
ويقول المدعي العام في تقريره إن أحد الجنود في وحدة لواء غولاني اعتاد على تعاطي المخدرات أثناء الليالي التي سادها التوتر ضمن عمله حارسا في ثكنة عسكرية خلال عدوان "الجرف الصامد" على غزة.
ويتابع "عندما جاء جندي آخر لاستبداله مع نهاية ورديته وجده بحالة مرعبة حيث فرّ من موقعه وأخذ يشتم ويصرخ ويطلق الرصاص بكل الاتجاهات فاستفاق الجنود في القاعدة العسكرية المجاورة مذعورين ظانين أنهم هٌوجموا على يد فلسطينيين".
ونجح قادة القاعدة العسكرية بإقناع الجندي بالتوقف قبل اعتقاله ونقله للعلاج النفسي ورفع مذكرة لهيئة الأركان تحذر من تكرار الحادثة التي كادت تتسبب بمذبحة، داعين لزيادة العقوبات على من يدان بتعاطي المخدرات.
ويعترف جندي آخر ضمن تقرير المدعي العام بأنه شاهد العشرات من زملائه يتعاطون مخدرات للتغلب على الضغوط النفسية الكبيرة التي استبدت بهم خلال القتال في غزة.
صدمات وضغوط
ويتابع "وأدمن كثيرون منهم بعد الحرب على هذه المخدرات لأنهم كانوا مصابين نفسيا ويعانون من صدمات وضغوط لم تفارقهم".
ويستدل من التقرير أن الظاهرة تشمل الجنديات أيضا وتعترف إحداهن بأنها نجحت بالإقلاع عن أحد أنواع المخدرات بعدما أمضت شهرا واحدا بالمعتقل العسكري.
وتتابع "تعاطى هذا النوع من المخدرات جنود قتاليون أيضا وكانت مركبات تاكسي تصل لبوابة القاعدة العسكرية في الضفة الغربية ومعها كمية من المخدر".
وتوضح أن بعض الجنود تلقوا هذه السموم بهدف المتاجرة بها وقد اقتناها حراس القاعدة وأولئك الذين داخل الأنفاق وفي مواقع المراقبة وفي الحواجز.
وتقول إن المخدر الذي كانت تتعاطاه يمنح من يتعاطاه الضحك والشعور بالبهجة والانقطاع عن الواقع لكن مفعوله ينتهي بعد ربع ساعة وعندها يتعرض المتعاطي لفقدان السيطرة وقلة النوم وانفصام الشخصية.
وردا على سؤال الجزيرة نت يوضح الجنرال بالاحتياط شارون أرئيلي أن المخفي أعظم لأن عدد متعاطي المخدرات في الواقع أكبر مما يرد في لوائح النيابة العامة العسكرية.
عرضة للاختراق
وينبه إلى أن انتشار الظاهرة لا يهدد جاهزية الجيش فحسب بل يجعله عرضة للاختراق بسبب ميول المتعاطين لتقديم ما بحوزتهم من عتاد ومعلومات مقابل السموم.
ويتفق أستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب البروفيسور يهودا شينهاف مع أرئيلي في أن ارتفاع نسبة تعاطي السموم في الجيش جزء من ظاهرة تتفشى في "إسرائيل" وبقية المجتمعات الغربية نتيجة ازدياد الضغوط النفسية.
ويؤكد خطورة هذه الظاهرة على أداء الجنود والأمن المعلوماتي وينتقد الأحكام المخففة التي تفرضها المحاكم العسكرية والمدنية على المدانين بتعاطي المخدرات والمتاجرين بها.
وردا على سؤال للجزيرة نت يوضح مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن سلطات الأمن تواصل تطبيق برنامج علاجي ووقائي وإرشادي شامل.
ويوضح أن ذلك يتم بالتعاون مع سلطة مكافحة السموم والمخدرات، مشددا على أنها سبقت "الجرف الصامد" وأنه بات يتعامل مع الظاهرة بيد حديدية ويعي مخاطرها على جاهزية الجنود بعد اتساعها بالسنوات الأخيرة.