19.45°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
25.11°غزة
19.45° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة25.11°
الإثنين 14 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

وسط خذلان رسمي

خبر: "خليلي منسي" في سجون أمريكا منذ 20 عاما

كلما ذكر اسمه انهمرت دموعها رغما عنها، وملأت المكان حزنا وألما، كيف لا وهي من القليلين الذي ما زالوا يذكرونه بعد عشرين عاما على غيابه عنهم قسرا، حيث اجتمعت عليه عتمة السجن والغربة.

"عشرون عاما لم يشاهده أحد من أهله ولم يشاهد أحد.. فهو ممنوع من الزيارة"، كانت هذه كلمات المربية رولا أبو ميزر في حديثها لمراسلة "فلسطين الآن" حين سألتها عن آخر مرة تمت بها زيارة شقيقها غازي إبراهيم محمود أبو ميزر والمحتجز في سجن Penitentiary florance" في نيويورك منذ عشرين عاما.

تفاصيل الاعتقال

وعن تفاصيل اعتقال غازي تقول رولا بأن شقيقها من مواليد الخليل بتاريخ2/1/1973م، و سافر إلى كندا في العام 1991م بعد حصوله على طلب اللجوء السياسي، وفي العام 1996 انتقل للعيش في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في العام، وقد اعتقل في شهر حزيران من العام 1996 بتهمة الدخول غير القانوني للولايات المتحدة.

تضيف أبو ميزر:" تفاجآنا بسماع خبر اعتقاله عبر نشرات الأخبار في 31/ 7/ 1997، حيث وصلنا أن غازي (24 عاماً) اعتقل من شقته مع شاب آخر يسكن معه في نفس الشقة وهو لافي خليل (23عاما) فلسطيني الأصل من سكان بلدة عجول قرب رام الله، وذلك بعد بلاغ تقدم به شريكهم في السكن وهو مصري الجنسية ويدعى عبد الرحمن مصباح لاستغلال برنامج دولي يعرض جوائز نقدية لمن يدلي بمعلومات عن "الإرهاب".

وتكمل: "اتهم شقيقي بالتخطيط لتفجير محطة قطارات أنفاق في بروكلين خلال فترة الذروة والازدحام، وذلك بعد ادعاء العثور على قنابل في شقته، وبعد التحقيق آثر أن يحمل هو القضية بكاملها، حيث تمت تبرئة شريكه في القضية  "خليل" فيما صدر بحق أخي الحكم بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 30 عاما فعلياً".

وحول طرق التواصل مع شقيقها كون زيارته ممنوعة نهائيا، تقول أبو ميزر:"نعرف أخباره عبر اتصال هاتفي يصلنا منه مرة واحدة بالشهر لمدة خمس دقائق تحسب من لحظة إمساكه بسماعة الهاتف، وأن تصادف ولم يرد أحد على اتصاله فإنه يفقد فرصة الاتصال مرة أخرى حتى يحين موعد الاتصال التالي، كما ويرسل لنا رسالتين مكتوبتين شهريا، ونرد عليها إلا أن رسائلنا له تأخذ وقتا طويلاً حتى تصله قد يصل إلى 3 أسابيع".

خذلان رسمي

وعند سؤال أبو ميزر عن تواصل المسؤولين الرسميين معهم بخصوص شقيقها أجابت: "لم يتواصل معنا أحد نهائيا بشان أخي، فهو منسي هناك وحده، ولا يوجد من يسأل عنه أو حتى يتذكره إلا نحن عائلته الصغيرة".

وتطالب شقيقة المعتقل بأن يسمح لهم بزيارته والاطمئنان عليه، "ومن ثم أطالب المسؤولين والقيادة الفلسطينية بالسعي للإفراج عنه وإحضاره إلى هنا كي يعيش بين أحضان عائلته".

ختمت أبو ميزر حديثها، وكثير من الكلمات متحشرجة في حلقها، فيما بقي ألم في نفسها لم تجد له حتى كلمات تليق بالتعبير عنه، انتهى حديث رولا، لكن مأساة أخيها مستمرة في كل لحظة تمر عليه هناك، ينتظر فرجاً من الله وحده فهو الوحيد القادر على نجدته بعد أن نسيه الجميع.