10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: شهداء الظلام

لعلّ مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء من أكثر المواضيع تداولاً في الشارع الغزّي إذ ما زالت تشكل مأساة حقيقية لاسيما في أوقات امتحانات الطلبة وأيام الشتاء الباردة. وكثيراً ما يتحدث عامة الناس عن تأثير هذا الانقطاع على حياتهم إذ يتوجب عليهم أن يعيدوا "برمجتها" بما يتناسب مع هذا الواقع في تحول مثير للعجب من الخدمة التي أضحت تتحكم بنواحي حياة الناس المختلفة من ساعات النوم والدراسة والعمل وتؤثر بشكل مباشر على قطاعات الصحة والخدمات المختلفة. ويتحدث العامة عن أسباب هذه الأزمة التي بدأها الحصار الذي فرض ﻗﻴﻮﺩاً ﻣﺸﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اللازمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء والتي شملت فيما بعد الوقود اللازم لتشغيلها. إلا أن تدفق الوقود عبر الأنفاق دفع الكثيرين إلى الادعاء بأن العملية أضحت سياسية صرفة تستخدم تارة للضغط على الطرف الآخر وتارة أخرى لتحقيق مكاسب اقتصادية، والحقيقة أن الشعب هو من يدفع الثمن الباهظ بين معاناة تحمّل ساعات طويلة من غير كهرباء والفواتير الباهظة التي لا تعكس ساعات القطع الطويلة. إلا أن كل هذه المعاناة تهون أمام مأساة سقوط ضحايا انقطاع التيار الكهربائي وبشكل شبه يومي نتيجة صدمة كهربائية عند استخدام المولد أو حريق أو اختناق أو حوادث ناتجة عن الظلام الدامس والأمثلة كثيرة. ففي الأمس سمعنا قصة اختناق رجل وزوجته كانا يبحثان عن الدفء في الفحم المشتعل فلقيا حتفهما نتيجة استنشاق دخانه المنبعث داخل المنزل، وقبل أيام توفيت أم لأحد عشر نتيجة اختناق ناتج عن دخان المولد الكهربائي. وذاك الرجل الهرم الذي اشتعلت قدماه وهو ينقل أنابيب الغاز بعيداً عن النار المشتعلة عند المولد ليبعد خطر انفجارها عن أهل بيته في حين ضاعت أصوات استغاثات زوجته هباءً مع أصوات المولدات العالية. وذلك الطبيب الشاب الماهر الذي أرداه المولد قتيلاً لحظة تشغيله وكان يتمنى أن يرى ابنته وقد كبرت لتحفظ كتاب الله. من يتحمل مسؤولية هؤلاء؟ من يحمل دمهم على كفيه؟ نحتسبهم شهداء عند الله ولكن حياة الانسان غالية ولا يجب أن تبدد لقاء منافع سياسية أو اقتصادية إن كانت ادعاءات العديدين صحيحة. لقد عانى شعبنا الأمرين خلال عقود طويلة من احتلال وفساد وحصار عاشها بصبر وثبات محتسباً صبره جهاداً عند الله ولكنه ما عاد يحتمل هذه المعاناة غير المبررة فإذا غضب فليحذر الجميع غضب الحليم.