بعد اعتقال دام ثمانية أعوام، تنفس الأسير القسامي المحرر باسم سامي محمد أبو عقل، من بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع، عبق الحرية الذي غاب عنه طويلاً، بسبب الاعتقال في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
خرج أبو عقل ليرى بلدته غير ما كانت عليه، وما حل بالمناطق الشرقية من المحافظة التي دمرتها آلة الحرب الهمجية الإسرئيلية في الحرب الأخيرة صيف 2014.
الاعتقال
ومع بزوغ فجر يوم 14-8-2007م تقدمت القوات الخاصة وآليات الاحتلال لمنطقة عبسان الجديدة الساعة الثانية عشرة 12 ليلاً، فهب المقاومون في تلك المنطقة والمناطق المجاورة لصد هذا التوغل، فاعتقلت القوات الخاصة الأسير أبو عقل.
وبعد ذلك تم اصطحابه لموقع في (صوفا) العسكري القريب، خضع فيه لتحقيق ميداني عنيف هو ومجموعة من المواطنين، تم وضعه لوحده بعيداً عن المواطنين العاديين لاتهامهم له بأنه عسكري.
يستذكر المحرر أبو عقل تلك اللحظات ويقول لمراسل "فلسطين الآن":" تم إرسالي لسجن عسقلان للتحقيق معي، وكان التركيز على التحقيق النفسي، فقد وصلت فترات التحقيق اليومية 12 ساعة، وبعدها تم تحويلي للعصافير لانتزاع معلومات جديدة".
وأوضح أن خُدِع بالعصافير ولم يعرفهم، لكن مما ساعده في الحقيقة، أنه لم يكن لديه أيه معلومات مهمة، وبعدها تم إرجاعه للتحقيق وتوقيع لائحة اتهام ضده، كان منها محاولة قتل للضباط والانتماء لحركة حماس.
ويؤكد أبو عقل أنه من الصعب على الأسير الجديد التأقلم سريعاً مع هذه الأجواء، بسبب اختلاف الأطباع والبيئات، منوهاً أنه أمضى معظم محكوميته في سجن نفحة الصحراوي.
متابعة الأسرى للعدوان
ويشير إلى أن الأسرى تابعوا باهتمام كبير الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مضيفاً: " كانت هذه الحرب مصيرية بالنسبة لجميع الأسرى، لأن هم اليهود كان كسر شوكة غزة، وعند التوغل البري أدرك الأسرى أن المقاومة ستأسر جنود من جيش العدو، لأن الأسرى كان لديهم ثقة في مقاومتهم في القطاع" .
واعتبر الأسير أن مفاجئات الحرب كانت مفرحة ومفاجئة للأسرى، لأن المقاومة كانت تهاجم وليست فقط في موقف الدفاع .
ويروي أبو عقل: "في يوم الاعلان عن أسر الجندي (شاؤول آرون ) تابع الأسرى الخطاب عبر قناة الأقصى الأرضية فكانت الفرحة غير طبيعية، لدى الأسرى واعتبروه بريق أمل للعودة للديار، وعندما سمعوا بخبر الجندي (هدار جولدن) قال الأسرى أن هذا قمة الانتصار".
وذكر جميع الأسرى جاهزين للخروج، فهم يعتبرونها مسألة وقت، وهم مستعدون لصفقة تشرف الشعب الفلسطيني.
أوضاع الأسرى
أما عن أوضاع الأسرى داخل السجون قبل أن يتركهم قبل أيام ،فيقول أبو عقل: "بعد صفقة وفاء الأحرار خرج الأسرى القدامى ذوو الخبرة في التعامل مع الاحتلال، فحاولت الإدارة فرض سياسة جديدة على للأسرى، من فرض عقوبات، ونقل للأسرى .
ويضيف عقل أنه في العام 2012م، دخل الأسرى إضرابا مفتوحا لإخراج المعزولين منذ سنين، كالأسير القائد حسن سلامة، وتحسين الظروف الحياتية، مؤكداً أنه بعد الإضراب شعرت إدارة السجون بالهزيمة، وزاد تحدي الأسرى للإدارة وفقدت الإدارة هيبتها أمام صمودهم.
وفي نفس السياق، ذكر الأسير المحرر أن الضابط الأمني (بوردا) حاول مجدداً التضييق على الأسرى، وخاصة أسرى حماس، مصرحاً بذلك أمام الجميع وبدعم حكومي كامل، فقام بسياسة العقاب والنقل، فرفض الأسرى هذه السياسة، وقابلوها بسياسة العصيان المدني، وتصعيد حالة التوتر.
وأكد أبو عقل أن الأخبار القادمة من السجون تدل على أن الأوضاع متوترة ولكن يوجد هناك بعض التجاوب من الادارة بخصوص مطالب الأسرى، مشدداً على أن الأسرى على قدر المسؤولية، فهم يصدون الهجمة تلو الأخرى من الاحتلال الاسرائيلي.
