[color=blue]كتب - أدهم أبو سلمية -[/color] تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر اجتماع بعض ممثلي المجموعات الشبابية في قطاع غزة، ودعوتهم للنزول إلى الشارع يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري وذلك لدعوة كافة الأطراف للعمل على سرعة ...إنهاء الانقسام والذهاب إلي الانتخابات. ولا شك أن إنهاء الانقسام والعيش متحدين في حب ووئام هو حلم كل فلسطيني، فقد عانى الشعب الفلسطيني الصعاب نتيجة الانقسام بين قطبي الوطن، ولكن في المقابل علينا أن نكون أكثر وعياً وفاعلية حتى نصل إلى الثمار المرجوة. فهذه الدعوة تكتسب أهمية في توقيتها، فهي تتزامن مع الذكرى السادسة للانتخابات الديمقراطية التي ضرب فيها الشعب الفلسطيني أروع الأمثلة في انتخابات حرة ونزيهة هي الأولى في المنطقة العربية، وهي أيضاً تتزامن مع الذكرى الأولى للثورة المصرية وما لها من دلالات رمزية على قوة الشباب ومدى تأثيرهم في صناعة القرار. صحيح أن فكرة المجموعات الشبابية التي ولدت العام الماضي مع بداية الربيع العربي، لم يكتب لها حتى الآن الوصول لمرحلة النضوج الكامل وتبني قضايا الشباب المختلفة، وربما يعود ذلك لطبيعة الساحة الفلسطينية وتعقيداتها السياسية، فبالعودة إلى الذاكرة في الخامس عشر من مارس الماضي، يوم نزل الشباب الفلسطيني إلي الشارع للدعوة إلي إنهاء الانقسام، إلا أن الأمر لم يكتب له النجاح، وهذا يدفعني لوضع الكثير من التساؤلات والنقاط والتي ينبغي الإجابة عنها قبل النزول حتى لا نجد أنفسنا كشباب فلسطيني ضرب أروع الأمثلة في مقاومة الاحتلال والعمل على كسر حصاره، نفشل أمام ثاني اختبار في النزول إلي الشارع، والأسئلة هي: 1- ألم تكن الانتخابات قبل ستة أعوام انتخابات نزيهة؟ وإن كانت كذلك أليس من الضروري أن نعرف من المتسبب الحقيقي في الانقلاب على إرادة الشعب وخياراته؟ 2- ما الضمان الذي تملكه الفصائل الفلسطينية اليوم كي لا تتكرر تجربة الانتخابات الماضية؟ 3- الدعوة للنزول إلى الشارع جاءت في قطاع غزة دون الضفة الغربية! هل هذا يساعد في وحدة الوطن أم يؤكد تكريس الانقسام السياسي والجغرافي ؟ 4- الدعوة للنزول إلى الشارع يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر تتزامن مع اللقاء الرابع بين السلطة والكيان الصهيوني، وقبل يوم واحد من انتهاء هذه المدة من جولة المفاوضات، فماذا سيقول الشباب في هذه المفاوضات؟؟ وهل سيعلن موقفه الواضح منها إذا ما نزل للشارع؟ 5- هل قامت هذه المجموعات بعقد جلسات مع النخب من الشباب لتقييم الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام، فوجدت أن الحل الأمثل هو النزول للشارع؟ هذه التساؤلات أو المحاذير تُطرح من أجل أن نفكر بعمق قبل الإقدام على هذه الخطوة، والتي من شأنها أن تحدث مردوداً سلبياً، مما يضع بعض الشباب في دائرة الشك في التوجه والنوايا، كما حدث في العام الماضي. إن المطلوب من التجمعات الشبابية أن تعيد تقييم ذاتها، وتطوير أدائها، ورسم سياساتها بما يخدم القضية الفلسطينية بشكل دائم لا موسمي وبعيداً عن الاستقطاب والاستخدام الضار ، وعلينا كشباب مثقف أن نجتهد في تعريف الشباب الفلسطيني بقضيتهم العادلة والكشف عن محاولات الاحتلال المستمرة في تهويد المقدسات وسرقة الأرض الفلسطينية. وإن على الفصائل الفلسطينية أن تفهم أن الشعب الفلسطيني وخاصةً الشباب ما عاد يحتمل كل هذا التأخير في إنجاز المصالحة بكل ملفاتها، وإن إخراج جوازات سفر وتوزيع الصحف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لا يحتاج لعشرات جلسات الحوار، بينما فرط البعض يوماً بالقضية الفلسطينية في جلسة واحدة. كما أن الفصائل مطالبة اليوم أن تفهم بأن فلسطين أكبر منا جميعاً، وأن التاريخ لن يرحم كل من كان سبباً في تعميق وتكريس الانقسام في صفوف الشعب الفلسطيني الذي ضحى وقدم الشهداء والمعتقلين من أجل عدالة قضيته. وعلى الشباب أن يعلموا أن الأمل معقوداً عليهم، وأن المرحلة القادمة لن يقودها إلا الشباب، شرط أن يكون هذا الجيل من الشباب مهيأ لقيادة المرحلة القادمة.مشاهدة المزيد
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.