حذر السفير عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية من خطورة سعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإبرام صفقة مع الإسلاميين لاختيار مرشح بعينه لمنصب رئيس الجمهورية ، معتبرا أن مثل هذه الصفقات تعيد مصر إلى الوراء، وتفرغ الثورة من أي مضمون وتسيء إساءة بالغة لإرادة الشعب ، خاصة أنها قد لا تحظى بدعم شعبي. وأكد الأشعل لـ "المصريون "، أن الإسلاميين يخسرون كثيرا إذا اعتقدوا أن صفقة مع العسكر قد تحولهم إلى فرس الرهان ، لأن مثل هذه الصفقة قد تشوه صورتهم أمام الرأي العام ، متسائلا "هل يدعم الإسلاميون مرشحا تعدى الثمانين عاما لا لشيء إلا لكونه مدعوما من المجلس الأعلى للقوات المسلحة". ولفت إلى أن جموع الشعب المصري سترفض أي وصاية عليهم لتحديد هوية من سيجلس في قصر العروبة، وبالتالي سيكون مصير الصفقة الفشل، بل تسيء لمن أبرموها وتقلل من مصداقيتهم أمام الرأي العام. وتابع الأشعل :"يخطئ من يعتقد أن السفارة الأمريكية في مصر لا تتبع كل شيء في مصر بمنتهى الدقة، بل إن الأمريكان صاروا لاعبا أساسيا على الساحة، بل إنهم قد يكونوا من أقنع الدكتور محمد البرادعي بسحب ترشيحه من انتخابات رئاسة الجمهورية خلال زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليم بيرنز الأخيرة لمصر في ظل الصلات القوية التي تحكم الأمر باعتبارهم على دراية كاملة بكل تفاصيل الاستحقاق الرئاسي والمرشحين الأكثر حظوة". وأشار إلى أن المجلس العسكري يرغب في تسليم السلطة لمرشح يضمن عدم الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ويحافظ على الأوضاع القائمة ولا يدخل في قواعد اللعبة ، ويحافظ على "الرتم" الحالي لمحاكمات النظام ولا يملك القوة على محاسبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على أخطائها منذ سقوط مبارك حتى الآن. وكشف عن وجود تعليمات لوسائل الإعلام من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتجاهل الحملات الإعلامية لعدد من مرشحي الرئاسة غير المرتبطين بصلات وثيقة مع الجيش، وهو ما يعنى أن ممارسات عهد مبارك ما زالت تسيطر على المشهد السياسي، وأن شيئا لم يتغير منذ سقوط مبارك حتى الآن . وفى سياق متصل يعتزم الأشعل القيام بجولة خليجية موسعة لعقد لقاءات مع الجاليات المصرية في السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، في إطار مساعيه لعرض برنامجه السياسي على واحدة من أكبر كتل الجاليات المصرية في العالم بحملته الانتخابية للاستحقاق الرئاسي في مصر، والمقرر أن تبدأ في مطلع يونيه المقبل بحسب تعهدات المجلس الأعلى للقوات المسلحة .