استنكرت رابطة علماء فلسطين استمرار الحصار من قلب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وزار أعضاء مجلس إدارة رابطة علماء فلسطين، اليوم الثلاثاء، جولة لأقسام مستشفى الشفاء، وبعد انتهاء الجولة تم عقد مؤتمراً صحفياً.
وقال رئيس الرابطة مراون أبو راس خلال المؤتمر "صدمنا اليوم صدمة مذهلة عندما جئنا إلى مستشفى الشفاء، هذا المكان الذي استقبل عشرات الآلاف من الجرحى والحالات الصعبة أثناء الحروب الإسرائيلية، استطاع هذا المستشفى أن يشكل صخرة ضخمة أمام الاحتلال في قدرته على استقبال هذه الحالات، وعلاج جرحى العدوان الإسرائيلي المتكرر على شعبنا؛ على النساء وعلى الأطفال وعلى الشيوخ وعلى المرضى والمستشفيات والمدارس".
وأضاف "صدمنا صدمة مذهلة عندما رأينا هذه المؤامرة التي لا زالت تحاك على شعب غزة؛ في حرمانه من الدواء، والأدوات الصحية، والأجهزة الطبية، في حرمانه من الوقود الذي يشغل هذا المستشفى الوحيد الذي يستطيع أن يستوعب هذه الحالات في قطاع غزة، كل الحالات تصب هنا، هناك صحيح مراكز أخرى ولكن مستشفى الشفاء هو المركز الصحي الرئيسي في قطاع غزة".
وتابع قائلاً: "صدمنا عندما زرنا بعض الأقسام ورأينا معاناة الناس في قسم غسيل الكلى، ورأينا كيف يأتي الناس بأنفسهم إلى هذا المستشفى وإلى هذا القسم الخطير الذي تتوقف عليه حياة الكثيرين من المرضى في قطاع غزة ومن الصامدين ومن المقاومين".
وتساءل أبو راس "لماذا لا يأتي دواء السرطان إلى غزة ؟ لماذا لا يوجد في مستشفى الشفاء العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان في غزة ؟ ولماذا يحرص بعض الناس على أن تبقى غزة شحيحة حتى في دوائها وفي علاجها وفي أدوات الشفاء التي يجب أن تتوفر والتي أصبحت الآن متوفرة في أبسط المراكز الصحية في أفقر دول العالم؟".
كما تساءل "لماذا يقصدون أن تبقى غزة محرومة من مقومات الحياة الإنسانية ؟ ولماذا يتم طلب التحويلات إلى الضفة الآن، كي يصوروا غزة بأنها ليست أهلاً للحياة ؟ ويصوروا وزارة الصحة في غزة والقائمين على الصحة في غزة على أنهم لا يستطيعون أن يقوموا بواجباتهم؟".
وأكمل "نقول لرام الله بالذات، ونقول للعدو الصهيوني ونقول لأمتنا العربية على وجه الخصوص: نحن نستطيع أن نقوم بأنفسنا ونداوي شعبنا ونؤدي واجبنا، ولكن عليكم أن لا تتركونا وحدنا هنا في غزة، فكيف سنعيش وحدنا وأمتنا تتفرج علينا ؟ ونحن نعاني هذا الحرمان وهذا الحصار الظالم".
وناشد أبو راس الأمة العربية والإسلامية ألا تتخلى عنا، مطالبا الحكومة الفلسطينية أن تقوم بدورها قائلاً: "لا يجوز لها أن تكون حجر عثرة وفرع تحويلات للأموال التي تأتي مساعدة إلى غزة لتحولها إليها هناك، نحن نريد في غزة حقنا ولا نريد أكثر من حقنا".
وأضاف "نقول لعلماء الأمة عليكم أن تتضامنوا مع ما يجري في غزة من حصار ومن قهر لشعب غزة حتى في أبسط مقومات الحياة الإنسانية".
