في وقت دعت فيه منظمة دولية لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي، بصفته الممول الرئيس للسلطة الفلسطينية، بالعمل الجاد لوقف ما وصفتها بـ"الجرائم" التي تمارسها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بحق المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، أكّد نائب في المجلس التشريعي وقيادي في حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة، أن تصرفات الأجهزة الأمنية بحق المواطنين خارجة عن "البعد الوطني والإنساني".
وشدّد على أن لتصاعد هذه الهجمة دلالات مختلفة منها حالة التخبط التي وصلت إليها السلطة وأجهزتها، وفقدانها للبوصلة الحقيقية عمن هو عدو الشعب الفلسطيني والمحتل لأرضه.
تصرفات مخزية
فقد وصفت النائب عن كتلة التغيير والإصلاح بمحافظة نابلس منى منصور اقتحام أجهزة السلطة لمنازل الأسرى والأسيرات بأنه "قضية مخزيةٌ بالنسبة للشعب الفلسطيني المناضل".
ونوّهت إلى أن للأسرى والأسيرات احترام خاص وتقدير مستمد من نضالاتهم وتضحياتهم، وواجب الشعب الفلسطيني كله احترامهم "وأن اقتحام الأجهزة لمنازلهم الآمنة يعني تدفيعهم ثمن تضحيتهم مرتين".
واعتبرت منصور أن التصعيد العام لأجهزة السلطة من اعتقالات وتعذيب ومصادرة ممتلكات لا يندرج إلا في إطار التنسيق الأمني "الذي يعتبره كل فلسطيني خيانةً لتضحيات الشعب ونضالاته".
وأضافت "بدل حماية الأجهزة الأمنية للوطن والمواطن فإنها تقوم بالضغط عليه لتركيعه، متناسية أن الهم واحد والاحتلال واحد".
ووجهت منصور نداءها لأهالي المعتقلين السياسيين، بألا يتركوا أولادهم يعانون وحدهم وألا ييأسوا، مؤكدةً أن الدور المطلوب منهم كبير، حيث عليهم تحريك قضية أبنائهم على كل المستويات الرسمية والشعبية والحقوقية.
وشّدت على أن "السكوت هو خذلان لأبنائنا المعتقلين، وأن على أهاليهم رفع عباءة الخوف من نفوسهم، فلا يضيع حق وراءه مطالب"، مشيرة إلى أنها كبقية أبناء الشعب الفلسطيني اكتوت من انتهاكات أجهزة السلطة المختلفة.
فتح تخشى الخسارة
بدوره، قال القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون، إن حركة فتح بمختلف تشكيلاتها التنظيمية، تخشى من تكرار سيناريو خسارتها في انتخابات جامعة النجاح الوطنية المقبلة، ما حدا بالأجهزة الأمنية التابعة للسلطة إلى شن حملة اعتقالات واسعة بحق كوادر الكتلة الإسلامية في الجامعة.
وأضاف أبو عون في تصريح صحفي له، بأن حركة فتح لا تزال تعيش صاعقة خسارة كتلتها الطلابية في انتخابات جامعة بيرزيت في إبريل الماضي، أمام كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، خاصة بعد شهرين من اعتصام طلبة الكتلة احتجاجا على الاعتقالات السياسية التي طالتهم.
وأشار القيادي في حماس إلى أن حركة فتح تسعى من خلال حملة الاعتقالات المكثفة بحق أبناء الكتلة الإسلامية في النجاح، إلى تحقيق هدفين أولهما عدم تكرار خسارتها كما حصل في بيرزيت، وثانيهما تحقيق فوز بأي ثمن على حساب الكتلة الإسلامية.
وذكّر أبو عون بحملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها أورقة جامعة بيرزيت عقب خسارة حركة فتح فيها، إضافة إلى تأجيل انتخابات جامعة النجاح حتى لا تتكرر الخسارة التي كانت شبه مؤكدة، بحسب تعبيره.
الاتحاد الأوروبي
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، دعت الاتحاد الأوروبي وهو الممول الرئيس للسلطة الفلسطينية، بالعمل الجاد لوقف ما وصفتها بالجرائم التي تمارسها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بحق المواطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت المنظمة في تقرير جديد لها، وصل "فلسطين الآن"، الثلاثاء، إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص جهازي الوقائي والمخابرات، يتماديان في جرائمهما ضد المواطنين الفلسطينيين الذي يرزحون تحت الاحتلال، عبر الاعتقالات التعسفية الجماعية المستمرة، والتعذيب المتصاعد في سجونهما.
وطالبت المنظمة من دعتها بالقوى الحية والجهات الحقوقية في فلسطين، بالتصدي لجرائم الأجهزة الأمنية التي بات عملها يشكل تهديدا خطيرا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأكدت المنظمة أن القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية على علم بما ترتكبه أجهزة أمنها، مذكرةً بالمطالبات العديدة التي تقدمت بها للسلطة لوقف تلك الجرائم، وإيجاد جهة قضائية فعالة لمراقبة عمل الأجهزة الأمنية.
