20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة25.68°
السبت 19 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

خبر: القدس عاصمة "إسرائيل" ... في منهاج مدارس القدس المحرف‎

بخطوات سريعة وممنهجة، قررت وزارة المعارف في بلدية الاحتلال عام 2011 بتحريف المنهاج الفلسطيني، وفرضه على مدارس البلدية التابعة لها في مدينة القدس وكذلك المدارس الخاصة، حيث أقدمت على تأليف منهاج إسرائيلي خاص دجت فيه سلطات الاحتلال كل المعلومات التي تساعدها على قلب حقيقة أن فلسطين بلاد عربية منذ الأزل .

 

"القدس هي عاصمة دولة إسرائيل، وفيها المؤسسات الهامة التي تدير شؤون الدولة: الكنيست، الوزارات، المحكمة العليا وغيرها" ، واتسعت القدس وتطورت كثيرا، منذ قيام دولة إسرائيل، فقد بنيت فيها أحياء جديدة ومراكز الأعمال والتجارة والصناعة والترفيه".

 

القطعة السالفة مقتبسة حرفيا من درس "القدس عاصمة إسرائيل" التي تدرّس للصف الرابع الابتدائي في كتاب "الحياة معا في إسرائيل"، وهو كتاب يقع ضمن كتب المنهاج الإسرائيلي ويتحدث في معظمه عن أحقية اليهود في امتلاك أرض فلسطين لأن التوراة منحتهم إياها، بحسب زعمهم، ويستدلون على ذلك بروايات تدعي أنهم سكنوها منذ ألاف السنين، بينما يصف الكتاب الفلسطينيين بأنهم أقليات احتوتهم دولة الاحتلال في "ديموقراطيتها".

 

وإذا دقّقنا في اللغة التي تكتب فيها الكتب المدرسية، نلاحظ ركاكة اللغة بالإضافة لكثرة الأخطاء النحوية واللغوية. ويعتبر اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس هذا الأمر ضربا وتجهيلا للطالب العربي بلغته، والتي تعد اللبنة الأساس للحفاظ على الحضارة واستمرارها.

 

سد في وجه الأسرلة

وحملت لجنة أولياء أمور الطلاب في قرية الطور شرق المسجد الأقصى على عاتقها مسؤولية الوقوف أمام أسرلة المنهاج الفلسطيني، ورفضت أن يدرّس المنهاج الإسرائيلي وكذلك المنهاج الفلسطيني المحرّف في مدارسها. فمنذ 4 سنوات قررت اللجنة توزيع المنهاج الفلسطيني على طلاب الطور وبادرت بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لتأمين كتب الطلاب.

 

رئيس لجنة أولياء أمور مدارس الطور محمد الصياد قال إنهم قاموا بإحضار أكثر من 60 ألف كتاب من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ووزعوها على 6 مخازن في قرى مدينة القدس ليستفيد منها الطلاب المقدسيين سواء كانوا من قرية الطور أو خارجها، واستطاعوا خلال 20 يوما من توزيع 80% من كمية الكتب على ألاف الطلبة.

 

وعن آلية عملهم، أوضح الصياد أنهم يقومون بتوزيع الكتب بدافع وطني فقط دون أي مقابل مادي، وقد يتعدى الأمر بأن يقوموا بتمويل شخصي لتلك المبادرة؛ وعيا منهم لخطورة الوضع التعليمي في مدينة القدس. فالمواد التي يتلقاها الطالب الفلسطيني في مدارس الاحتلال يراها الصياد بعيدة كل البعد عن هوية الطالب الفلسطينية وتاريخه وحضارته.

 

الاستسلام مرفوض

وحسب الطالبة في الصف العاشر براءة غزاوي فإن الطالبات يلاحظن باستمرار حذف بعض الأجزاء من بعض الكتب الدراسية، حيث عبرن عن رفضهن لذلك أمام المعلمات، إلا أنه حسب رأيها ليس هناك من يشجعهن على تطوير الاحتجاج وإيصاله خارج إطار الصف.

وبشأن دور السلطة الفلسطينية وواجبها تجاه المدراس في القدس، قالت المديرة العامة لوحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم العالي ديما سمّان، إن الوزارة تقدم منذ ثلاث سنوات الكتب الدراسية مجانا لكافة مدارس القدس.

 

وأضافت غزاوي  أن الوزارة تعقد اجتماعات دورية مع القوى الوطنية المقدسية، ومع مؤسسات المجتمع المدني واتحاد لجان أولياء الأمور من أجل نشر الوعي بين الأهالي بضرورة محاربة عمليات تشويه المنهاج الفلسطيني واستبدال الإسرائيلي به في بعض المدارس.

 

ومن الطرق التي تنتهجها بلدية الاحتلال لمحاربة التعليم في مدينة القدس، عدم سماحها للفلسطينيين ببناء مدارس جديدة تستطيع احتواء عدد الطلاب المتزايد الذي وصل في مدينة القدس لوحدها 850 ألف طالبا، فالمدينة تحتاج لبناء 1200 وحدة صفية جديدة، ليستطيع جميع الطلاب المقدسيين الالتحاق بالسلك التعليمي.

 

ينتهج الاحتلال طرقا شتى لتغريب الفلسطينيين عن وطنهم سواء فعليا بتهجيرهم قسرا، أو ثقافيا من خلال تغيير معالم المدينة وأسمائها العربية وصولا لتحريف المنهاج الفلسطيني، مما يتطلب وعيا كافيا من الفلسطينيين لدحر سياساته التي تهدف لإعدام الهوية الفلسطينية.