تنتشر ظاهرة "الدبكة" الفلسطينية والدحية في أعراس الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة في أعراس البدو باعتباراها موروث فلسطيني أصيل، وجزء من عادات وتقاليد ورثها الصغار من الكبار على مر التاريخ.
ورغم غزو ثقافات مختلفة وفنون مختلفة عربية وعالمية للثقافة الفلسطينية بما في ذلك محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية الفلسطينية بكل تعبيراتها إلا أن "الدبكة" حافظت على استمراريتها وحضورها في كل المناسبات، فلا يكاد يخلو عرس فلسطيني تقريبا منها والتي غالبا ما يبادر الشبان الذين يجيدون أدءاها إلى ممارستها والمهرجانات والمناسبات الوطنية والاحتفالات الخاصة .
تراث وطني أصيل
ويحرص الفلسطينيون على توريث "فلكلورهم" وتراثهم الشعبي من جيل إلى آخر خوفا عليه من الطمس والضياع وحفاظا على هويتهم من الاندثار.
وتعتبر "الدبكة" الفلسطينية إحدى أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي عميق يمتد زمنا طويلا عبر التاريخ تشتبك الأيدي خلال أدائها كدليل على الوحدة والتضامن .
رئيس بلدية مخيم المغازي الأستاذ محمد النجار كان من المحافظين على التراث الفلسطيني في أفراحه، حيث قام بممارسة العادات والطقوس الفلسطينية على أتم وجه خلال حفل زواج نجله إياد قبل أيام.
واعتبر النجار في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" أن ممارسة العادات والتقاليد الفلسطينية الأصيلة في الأفراح أمر واجب ويبعث في النفس راحة تذكرك بالوطن السليب والقدس الأسير، معربا عن سعادته بمشاركة أهالي المخيم في الخيمة التراثية والدبكة الفلسطينية التي صاحبت عرس نجله إياد.
والشاب محمد حاتم أبو شحاتة من سكان مخيم المغازي كان أيضا من الحريصين على إحياء التراث الفلسطيني الأصيل المتمثل بـ"الدبكة" الفلسطينية، فكانت الدبكة والدحية هي الأبرز في فرحه.
وكون أبو شحاته يرجع في أصله إلى البدو فإن الدبكة تعتبر المظهر الأساس في فرح البدو في فلسطين بشكل أكبر من غيرهم من فئات المجتمع المختلفة.
فرق دبكة شعبية
و"الدبكة" رقصة فولكلورية تمارس في الأعراس الفلسطينية وتتكون الفرقة من مجموعة لا تقل عن عشر دبيكة وعازف اليرغول او الشبابة والطبل .
وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والرجولة ترافقها أغاني تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التي أحبها هؤلاء وفيها الترحيب والفخر والحماسة .
والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل والضرب على الأرض وعادة تكون عدة أنواع منها "الكرادية أو الطيارة، دبكة الدلعونا، دبكة زريف الطول، دبكة الدحيّة"
ومن عمق تمسك العديد من العائلات الفلسطينية بهذا الموروث الأصيل، فإن العريس إبراهيم النادي من سكان مخيم النصيرات اضطر يوم فرحه لاستئجار فرقة دبكة متخصصة لإحياء فرحة على الطريقة التي يعتقد أنها تخلد عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني.
واعتبر النادي في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" الدبكة والدحية من الأمور اللازمة لأي عريس فلسطيني، مشيرا إلى أنها عبارة عن موروث فلسطيني أصيل يجب المحافظة عليها، علاوة على السعادة في ممارستها بصحبة الأهل والأحباب.
وعلى خطى النادي أحيا العريس همام العصار عرسه بفرقة دبكة بدوية، توكلت مهام فرحه بشكل كامل، وتنوعت خلالها أشكال الدبكة والدحية بما يتناسب مع الموروث الثقافي للعريس والفرقة الحاضرة.
وتشهد حفلات الدبكة والدحية إقبالا كبيرا من المواطنين لمشاهدة تراث فلسطيني تعودوا على مشاهدته في مثل هذه المناسبات، في صورة تعكس تعلق الفلسطيني بتراثه وأرضه ووطنه.
وكانت الدبكة قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، وبعد نكبة عام 1948م أخذت الدبكة شكل من أشكال النضال، وحمل هذا التراث للمحافل الدولية والعالم ، وهذه الفرق تعمل على عروض محلية ودولية.









