28.9°القدس
28.66°رام الله
27.75°الخليل
30.86°غزة
28.9° القدس
رام الله28.66°
الخليل27.75°
غزة30.86°
الأربعاء 16 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.37

أكد المختصون جدوتها

خبر: "قواعد الباطون المستعملة" فكرة غزية لإعادة بناء البيوت المدمرة

من رحـم الألم يُولد الإبداع"، ومن وسط الدمار والركام يواصل الغزيون تحديهم لقسوة الحصار، بأفكار إبداعية لتوفير موطئ قدم للعيش الكريم بعد حالة الركود في ملف إعمار ما دمره الاحتلال.

استخدام "الأساسات المستعملة" أو ما تعرف بـ"قواعد الباطون" والتي تعد العصب الأساس في بناء أي منزل، هي محاولة لجأ إليها الغزيون بعد شح مواد البناء، نظراً لانخفاض أسعارها إلى النصف مقارنة ببناء أساسات جديدة.

حل بديل

"مصائب قوم عند قوم فوائده" بهذه العبارة بدأ المواطن أبو محمد عبدو، والذي يقطن بمدينة غزة حديثه لوكالة "فلسطين الآن" والذي تدمر منزله في الحرب الأخيرة بفعل العدوان الإسرائيلي.

والتجأ عبدو إلى شراء الأساسات المستعملة،  ليعيد بناء منزله المكون من طابقين نظراً لما توفره من مال وجهد، وقال: "نصحني مقاول البناء لدي بشراء أساسات مستعملة بدل من إنشاء أساسات جديدة واقتنعت بالفكرة حيث أنها ستكلفني فقط (7000) شيقل، مقابل (25)ألف شيقل لبناء أساسات جديدة".

وبين عبدو أن تقبل الناس لشراء الأساسات المستعملة تلقى رواجاً كبيرة في غزة، نظراً لعدم وجود أي مخاطر خاصة أنه تم فحصها من قبل مهندس مختص، والتأكيد له بعدم وجود أي مخاطر قد تحدث مستقبلاً بعد أن أسس منزله الجديد للبناء على خمسة طوابق.

ولفت إلى أن استخدام الغزيين لركام المنازل المدمرة كبديل عن مواد البناء الأساسية لإعادة إعمار بيوتهم التي سُحقت خلال الحرب ما هو إلا إصرار على الرغبة في الحياة الكريمة، "والصمود أمام أعتى طغاة العصر الذين حرموا الشعب الفلسطيني من أدنى حقوقه".

وتصل سعر قاعدة الباطون المستعملة في غزة ما يقارب (200)شيقل فقط، في حين تصل إنشاء الجديدة ما يقارب (800)شيقل.

أما المواطن أبو أنس اسليم أوضح في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه يعتزم البناء على مثل هذه القواعد نظراً لانخفاض تكلفتها مقارنة بإنشاء قواعد جديدة.

وقال: " بعد سؤال المهندسين وأصحاب الخبرة وتأكيدهم لنا بعد وجود مخاطر قررت أن بناء منزلي على 4 طوابق، وأعكف على شراء 18 قاعدة لبدء البناء"، مشيراً أنه ينوي غرس القواعد في أرض له للبناء عليها.

يشار إلى أن الاحتلال دمر خلال عدوانه الأخير على القطاع صيف عام 2014 (15671) منزلاً ومبنى، منها (2276) دمرت بشكل كلي، و(13395) جزئيا.

لا خطورة

رئيس فرع غزة في نقابة المهندسين المهندس أحمد أبو فول أكد أنه لا يوجد أي خطورة في استعمال القواعد المستعملة التي تستخرج من البيوت المهدمة، مشيراً إلى هناك إقبال واسع عليها.

ونصح في حديثه لـ"فلسطين الآن" المواطنين الراغبين باستعمال مثل هذه القواعد "أن يراعى عند التركيب قضية الارتكاز على التربة بشكل سليم، وألا يكون هناك أي فراغات أو كتل حجرية في الأسفل تؤدي إلى عدم توزيع القوى المحملة على القواعد بشكل غير منتظم".

كما نصح أيضاً أن يشرف على شراء هذه القواعد مهندس مختص لحساب قيمة الأحمال على القواعد والمساحة لكي تتناسق مع القواعد الذي سيتم شرائها وعدم ترك الأمر للمقاول،  وللإشراف على عملية التركيب.

وحول طرق الفحص المتبعة للتأكد من سلامتها بين أبو فول أن أفضل الطرق هي الفحص النظري وأن تكون خالية من أي شقوق أو كسور، يليه بعض الفحوصات الأخرى العملية مثل فحص "مطرقة شميدت" للتأكد من مدى مدى سلامة الباطون المستعمل في القاعدة من خلال بعض المختبرات المتواجدة في غزة كالجامعة الإسلامية ونقابة المهندسين والكلية الجامعية، وبعض المختبرات الخاصة.

لكن أبو فول لفت إلى أنه بشكل عام جودة الباطون المستعملة في غزة عالية ويكفي الفحص النظري.