"لم يمر يوم منذ أن تزوج قبل خمسة أعوام إلا وهو على هذا الحال يتصل بزوجته فور وصوله وقبل أن يغادر وبين الاتصالين هناك أكثر من خمس اتصالات وطول الوقت ينظر إلى ساعته!! ما سر هذا الحب ؟"..لم ينتظر ماهر أن تجيبه نفسه على كل هذه الأسئلة وبادر بسؤال زميله عن سر هذه اللهفة لزوجته. استقبل سعيد أسئلة زميله بابتسامة شفافة وقال:"لا أخفيك سرا يا صديقي منذ أن تزوجت وأنا أعيش أجمل لحظات حياتي فقد أغنتني زوجتي عن كل شيء...طعامها لذيذ وشكلها جميل ينسيني الدنيا وابتسامتها جذابة وروحها مرحة هذا بالإضافة لحفظها لمالي وسري وأبنائي .. إني أحبها يا صديقي ولا أستطيع التخلي عنها هذا هو السر ". وما أن انتهى وقت العمل غادر سعيد شركته وهو يردد "إلى اللقاء يا صديقي لقد انتهى وقت العمل وسأعود إلى أم أبنائي ..ها أنا قادم يا زوجتي!!!". صديقي القارئ .. حال سعيد يعيشه الكثيرون من الأزواج ولكن ما السر وراء هذا الحب ؟ وكيف حافظ عليه ونماه ؟.. [title]سر الحب[/title] يقول محمود سعد الله (40 عاما) من سكان مدينة غزة: "الحمد لله منذ أن تزوجت قبل 20 عاما ودرجة حبي لزوجتي تزيد يوميا ولا يحدث بيننا أي مشاكل سوى الاختلاف في وجهات النظر في بعض الأحيان". "سر حبي لها تفسيره بسيط فهي تلبي لي كل احتياجاتي و(بتفهمني عالطاير) ولا تعصي لي أمرا ولا ترفع صوتها أمامي مطلقا وحملت الكثير من الهموم معي وفي فترة ساعدتني في عملي في مصنع الخياطة (..) أنا كذلك لا أجعلها تحتاج شيء ومنذ أن تزوجنا ونحن نتقاسم أعمال المنزل". الكهل باسم الإفرنجي (50 عاما) المتزوج منذ 37 عاما لا تختلف زوجته عن سابقه فهي الحافظ لسره والمربية لأبنائه وكما يقول "هي زوجتي وصديقتي وأختي وأمي وطبيبتي وحبيبتي إنها كل ما أملك". ويوضح أنه يحافظ على هذا الحب بطريقة واحدة وهي ذلك الموعد اليومي المنتظم منذ يوم زواجهما الأول حيث يجلس فيه مع زوجته إما في المنزل أو خارجه يتبادلون الأحاديث والمواقف اليومية والمشاكل في العمل أو المنزل ويقرئون القرآن إن كانوا داخل المنزل ولا يفضون جلستهما إلا وقد تصافت قلوبهما وزاد حبهما. [title]قل لزوجتك أحبك[/title] الداعية المصري المعروف الشيخ محمد حسان علق على هذه القضية في رسالة وجهها للأزواج بالقول: "إن لم تبنى البيوت على الحب فهي كالجسد الميت إن لم يدفن فاح عفنه ونتنه لا تتصور أن البيوت تبنى على العنف والقوة والصوت العالي والرجل يصرخ ويسب ثق تماما لو أطعمت زوجتك وأبنائك ذهبا بهذه الأخلاق ستتمنى امرأتك فراقك في أي لحظة وسيتمنى الأولاد خروجك في أي وقت". "لولا الحب ما التف الغصن على الغصن ولولا الحب ما بكت السماء لعطش الأرض ولولا الحب لهجر النحل الحدائق الغنائة.. الحياة لا تقام إلا على الحب". ويضيف"الحب كلمة طاهرة رقيقة وليست كما قدمت للمسلمين في أفلام ومسلسلات تقدم الخيانة العفنة على أنها الحب فما كانت الخيانة حب قط وما كان الطهر خنا في أي وقت من الأوقات الحب لا يكون إلا بين الرجل وامرأته في بوتقة من الطهر والعفة والشهامة والمروءة والتقدير والكرامة". ويتابع الشيخ حسان "الحب أن تكرم امرأتك وأن تكرمك امرأتك ويقول الله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجها لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) بالزواج سكن للأعصاب وللقلب وللفكر وللشهوة والمودة تعني المحبة". ومضى الداعية الإسلامي الشهير يقول: "يقولون عيب أن تقول للزوجة أنا بحبك ولكن المرأة تتسول هذه الكلمة الجميلة والابتسامة المشرقة من زوجها (..) أولى الناس بالكلمة الطيبة والجميلة زوجك فأسمعها كلمة طيبة لتذيب جبال من الجليد تملأ البيوت والحياة الزوجية من كثرة المشاكل وآه لو أسمعتها الكلمة الطيبة امتثالا منك لقول لرسول الله (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله)". ويتابع حسان في رسالته" اتقوا الله بالنساء فإنكم أخذتموهم بأمان الله واستحللتهم فرجوهن بكلمة الله وقال صلى الله عليه وسلم (أحرز عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة) وقال أيضا (استوصوا بالنساء خيرا) وما أكثر الأوامر النبوية التي يأمر النبي عليه السلام الأزواج بتقدير واحترام زوجاتهم والإحسان إليهن لأنها أسيرة عنك ستُسأل عنها". [title]نصائح للزوج[/title] صديقي القارئ في ختام التقرير هناك مجموعة من النصائح هي خلاصة عدة كتب تحدثت عن الحب بين الزوجين وأساليب تقوية هذه الرابطة. في البداية أشعر زوجتك بأهميتها عندك، لأنهم في الغالب يهتمون بمن يهتم بهم، وشاورها في أمورك وإن كانت لا تخصها بل حتى وإن كنت لن تأخذ برأيها، وعندما تقابل زوجتك قابلها بلهفة واجعلها تشعر بأنك افتقدتها فعلا، وناديها باسمها وابتسم لها وإذا تحدثت اظهر المتابعة لما تقول صوتا وصورة. ولتكسب ود زوجتك كن مرنا، وحنونا، وحاول مشاركتها ما أمكن، واجعل لها الأولوية المطلقة حتى على أولادك، وفضلها على كل شيء، واستخدم عبارات الشكر والامتنان والعرفان بالجميل بإخلاص ودون تكلف. أبعد الرتابة والروتين عن حياتك الزوجية، وجدد في نفسك وأسلوبك ومظهرك.. عزيزي الزوج تطرب أذن المرأة في الغالب لكلمات الإطراء والمديح، امدح شخصها ومظهرها واذكر صفاتها الحسنة، اجعل البيت المكان الذي تريده زوجتك فعلا للراحة. والأهم من ذلك كله لا تُهنْ زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها، تظل راسخة في قلبها وعقلها (..) أحسِنْ معاملتك لزوجتك تُحسنْ إليك، وتذكر أن زوجتك تحب أن تجلس لتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون. إياك .. إياك أن تثير غيرة زوجتك، بأن تذكِّرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أخرى أو تبدي إعجابك بإحدى النساء، فإن ذلك يطعن في قلبها في الصميم، ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.