28.27°القدس
27.94°رام الله
29.42°الخليل
30.15°غزة
28.27° القدس
رام الله27.94°
الخليل29.42°
غزة30.15°
الأربعاء 07 اغسطس 2024
4.86جنيه إسترليني
5.41دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.86
دينار أردني5.41
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.83

خبر: حسن سلامة يا سيد الأحرار

بأي الكلمات نجيبك يا سيد الأحرار وبأي العبارات نخاطبك ، فما عاد لكلماتنا مكان أمام عظمتكم، وما عاد لعباراتنا المنمقة جدوى أمام آلامكم، لقد مزقت رسالتكم قلوبنا وأدمت ضمائرنا وأفقدتنا كل لذة، حتى أصبح ما بعد ذكر الموت من ألم سوى ذكر رسالتكم وقراءة ما كتبتم وسطرتم ، لكنَّ يواسينا أيها البطل هو صبركم ثباتكم، ما يواسينا أيها الصنديد هو عزيمتك وهمتك ، فلله درك أيها الماجد المجاهد، ما أقوى عزيمتك، وما أشد ثباتك، وما أرق قلبك، لديك من رقة الشعور ونبل الأخلاق ما يدفعك لتجيب رفيقاً مجاوراً لك في الأسر مع علمك بجوابه عليك وشتيمته لك سعياً منك لتخفيف آلامه و أملاً بعلاجه ، فلله درك ما أوسع قلبك وما أعظم عاطفتك وما أرق فؤادك. لله درك يا حسن ما أعظم شموخك، تحمل همّنا وأنت في الأسر ولا نحمل همك، تشعر بنا وأنت في العزل ولا نذكر ألمك، تحدثنا عن علمك بمشاغلنا وتدعو بالعون لنا ولا نحدث أنفسنا عنك وقليلاً ما ندعو لك، فكم أنت عظيم يا سيد الأحرار وكم نحن صغار، كم أنت رقيق وكم نحن قساة، كم أنت سيد وكم نحن عبيد. أما سؤالك عن الشمس يا حسن فلا زالت كما هي تشرق في كل يوم، لكن إشراقتها ليست كإشراقة روحك، ونورها ليس كنور قلبك ، ووهج أشعتها ليس كوهج يقينك، أما غروبها يا حسن فقد اختلف، فما عاد البحر يبتلعها كما كان عهدك بها، بل تبادر هي اليوم بالغياب والرحيل، تغيب وفاءً لك، وتختفي حياءً منك، تذهب بعيدا خلف البحر تبحث عنك، وترسل أشعتها في كل ركن من الأرض علَّ واحداً منها يحظى بشرف لقائك وملامسة جبينك. أما القمر يا سيد الأحرار فلا يزال حزيناً منذ أن فارقته، لا يزال يكابد مع نجوم السماء حسرة غيابك ويذرف دموع فراقك فتنسكب العبرات من السماء سيولاً تضرب وجه الأرض علها تقتلع جدران سجن قد غيبك أو تحطم أسوار زنزانة قد آلمتك أو تغرق سجاناً حاول أن يقهرك. لا يضيرك يا سيد الأحرار أن تصلي الجمعة وحدك، فو الله لست واحداً أنت ولا وحيداً أيها البطل، بل أنت أمة من الرجال وجيش من الأحرار، نعم هكذا أنت فلا تحزن ولا تجزع ، فإن لم تكن كذلك فلماذا يعزلونك إذن؟ لماذا يغيبونك في قبر خلف عشرات الأسوار والجدران، لماذا يقيدوا قيودك ويسجنوا سجنك ويعزلوا عزلك؟ ، لماذا يحرموك حتى النوم ويمنعوك لقاء أي من البشر؟ لماذا يتفقدوا قبرك كل لحظة، ويضطرك سجانهم لتخرج قدميك من تحت الغطاء رغم برد الشتاء ليفهم رسالتك أنا ما لا زلت هناك لا أخافكم ولن أهرب منكم، لا تحزن يا حسن ولا تجزع فما يفعلوا ذلك إلا خوفاً منك وحقداً عليك، يريدون بخستهم تحطيم عزيمتك التي دمرت كبرياءهم، يريدون بغبائهم قتل روحك التي أرعبت كيانهم، يريدون بحقدهم تغييب عقلك الذي أرق ليلهم وزلزل نهارهم، يريدون أن يمحو من ذاكرتك وذاكرة شعبك تلك الأيام التي جعلتهم يلاقوا الموت حيثما فيها حلوا وأينما ارتحلوا، يريدون أن يمحوا من الذاكرة يوم أن غرقت دولتهم بدم من اغتصب الأرض وانتهك المحارم ودنس المقدسات، يريدون أن يمحو من الذاكرة أمجاد سلسلة الثأر المقدس يوم أن مرغت في الوحل والتراب أنف قادتهم وكبار دولتهم، أو هم يريدون بعزلهم أن يخفوا ابتسامتك التي أهانت محاكمهم وقضاتهم. أما العيد يا سيد الأحرار فما عاد له طعم منذ غيابكم، تأتي أيامه تبحث عنكم فلا تجدكم ، فما تلبث أن تلملم نفسها وتسرع بالرحيل كأنها تخاطبنا كيف تطيب أفراح الأرض بغياب سادتها وكيف تطيب أعياد قوم غاب فرسانهم، فلا تألم فديتك روحي في العيد ولا تحزن، فقليل من الخبز والسكر تأكله بعز وشرف خير لك من أشهى حلوى يصنعها ويأكلها العبيد. يا سيد الأحرار ، ستبقى كلماتنا صغيرة إلى جانبك مهما تزينت، وستبقى خطاباتنا عاجزة عن الوفاء لك مهما تنمقت، فلا تحزن يا سيد الأحرار ولا تيأس فإن أمة الإسلام وكتائب القسام حتماً ستنجب أبطالاً يشجوا أنف سجانك و يحطموا جدران سجنك ويكسروا أقفال قيدك لتخرج يا سيد الأحرار تجوب شوارع الوطن الذي أحبك بقدر مما أحببته وعشقك بمقدار ما عشقته ، حينها فقط ستعود للأرض أفراحها وتطيب أعيادها وتعود البهجة لقمرها وسمائها ونجومها.