غرقنا للزور في التفاصيل الهامشية واللي صار صار، جدول أبو الستة وأبو التمنية وأبو طنعش، والقصة صارت حزينة، شو أخبار الرواتب والميزانيات والاحتفالات والمهرجانات والاتصالات والفواتير والضرايب والمنح والمساعدات والقصص الفارطة؟!.. وبهيك نسينا أهم اشي وهو الاحتلال.
غرقنا في المجلس الوطني والمنظمة والأحزاب والخلافات الداخلية والعلاقات الخارجية والمفاعلات النووية والانقسامات التشنجية والغارات الوهمية والاعترافات الدولية ولحد اللحظة ما في عندنا قرار موحد ولا وحدة وطنية ولا غراب بين.
الغريب أنه خبر الهجوم على الأقصى والاستيطان اليومي والتقسيم والتهويد أصبح أمراً ثانوياً بالنسبة لسعر أنبوبة الغاز أو تصليح المصعد الخاص بعمارة العقيد الفلاني.
علينا أن نعيد أولوياتنا واعتباراتنا جيداً بيكفي مسخرة، فسبب كل بلاوينا السابقة في التفاصيل الدقيقة كالكهرباء والمعابر هو انقسامنا السياسي حيث أصبحت أجسادنا مليئة بالنتوءات الوطنية والغرز نتيجة ما أصابنا... لنعد خطوات إلى الوراء من أجل عشرات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا على مدار الحركة النضالية ولنعيد تقييم أمورنا من أجل الانسان الفلسطيني الكنز الحقيقي والكبير.. باختصار لنكن وطنيين أو لنترك الوطن.
