23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: القدس والمعادلة الإقليمية

65
65
حازم عياد

شنت قوات الاحتلال الصهيوني هجوما غير مسبوق على ساحات الأقصى ومسجده، لتندلع الحرائق مذكرة بإحراق المسجد عام 1969، قد تشعل مزيدا من الحرائق في الاقليم كرد فعل على الاعتداء او كمحاولة إسرائيلية لاستنزاف الاقليم وارباكه وإبعاده عن ساحات الاقصى.
 الخطوة التي قام بها الكيان الاسرائيلي تبدو مغامرة محسوبة في ظل ظرف اقليمي حساس ومرتبك أصلا نتيجة التصعيد الكبير في كل من اليمن وسوريا والعراق ومصر، والتي تضافرت سوية مع ملف اللاجئين والتدخل الروسي في سوريا، وهذا أربك الغرب كما أربك العرب، والأشد طرافة انه أربك روسيا وحلفاءها في ذات الوقت.
الارباك الدولي والاقليمي كفيل بتخليق واقع جديد يوفر فرصة مواتية للكيان الاسرائيلي للإقدام على خطوات جريئة، على أمل حسم ملف القدس لصالحها، وتقسيمها زمانيا ومكانيا كحد ادنى في الظاهر، الا انه لا يختلف عن التدخل الروسي؛ اذ سيفضي الى إرباك صهيوني في المحصلة النهائية بإضافة مزيد من المستنقعات والازمات الى المنطقة.
 «إسرائيل» تقريبا أكملت استعداداتها، فهي تعمل ليل نهار على تأمين حدودها مع الدول العربية بالجدران العازلة او والاستعدادات الامنية او بإنشاء ما يشبه المناطق العازلة، وترافق ذلك مع نشاط سياسي لمحاولة تحييد قطاع غزة قدر الامكان عن المعركة المقبلة، وتستثمر في ذات الوقت بالأزمة الداخلية الفلسطينية التي تفاقمت بعد قرار الرئيس عباس اقالة عدد من المسؤولين في منظمة التحرير استعدادا لجولة جديدة من الصراع الداخلي الفلسطيني.
غير ان الخطوة الاسرائيلية تبقى مغامرة رغم كل الحسابات التي أقدمت عليها والاستعدادات التي أعدت لها، فالقدس متغير بحد ذاته لا يقل خطورة عن متغير الربيع العربي، وتداعيات الازمة الظاهرية لا تعكس بالضرورة تفاعلاتها المستقبلية ومخاطرها، اذ انها ستمهد المنطقة لجولة من الصراع تختلف في مواصفاتها عما عهدته المنطقة خلال الثلاثين عاما الماضية.
مرة اخرى فإن الحسابات الاسرائيلية تفتقد الى الدقة بسبب طبيعة البيئة الاقليمية والدولية الهشة، حسابات تبقي الابواب مشرعة على كل الاحتمالات، وقد تدفع الكيان الاسرائيلي الى التورط من حيث لاتدري في الصراعات الاقليمية والدولية على أمل إشعال المنطقة، خيار يتيح لها المجال الخروج من عنق الزجاجة الذي ستضع نفسها فيه في حال استمرارها بمهاجنة الاقصى واستهدافه.
فعنق الزجاجة الذي سيدخله الكيان الاسرائيلي سيربكها وسيدفعها الى اثارة مزيد من الفوضى لتدخل في حلقة مفرغة لانهاية لها، فالاقليم على موعد مع أزمات تتبعها ازمات ما ان تنتهي احداها حتى تشتعل ازمة أعتى وأشد منها، فالقدس لا تقل أهمية وخطورة عن سائر الملفات الاقليمية بل هي المتغير الاشد تأثيرا وعمقا الذي بقي يتفاعل منذ مئة عام دون توقف، ملف سيضفي مزيدا من التعقيد على المشهد الاقليمي وسيخلط الاوراق فظاهر الازمة لا يعكس باطنها.